كشفت قناة الحرة الأمريكية أن عملية اغتيال الجنرال الإيرانى قاسم سليمانى تمت من خلال عرفة عمليات بالدوحة، وتتبدى تفاصيل عملية مقتل قائد فيلق القدس الإيرانى قاسم سليمانى يوما تلو الآخر، وكان آخرها الكشف عن وجود غرفة عمليات لإدارة الغارة الجوية فى قطر، بمشاركة استخباراتية إسرائيلية.
ووفقا لتقرير منشور بـ"الحرة الأمريكية" فأنه رغم مقتل سليمانى قرب مطار بغداد فى غارة جوية أمريكية يوم 3 يناير 2019، فإن العملية قد انطلقت استخباراتيا من مطار دمشق حيث كان يوجد مخبرون تابعون لوكالة الاستخبارات الأميركية (CIA) أبلغوا قياداتهم بتوجه "سليمانى" إلى بغداد، تلك المعلومة التى أكدتها الاستخبارات الإسرائيلية، بحسب تقرير لشبكة "NBC news".
وبمجرد هبوط طائرة تابعة لخطوط أجنحة الشام طراز أيرباص A320 فى مطار بغداد، أكد الجواسيس الأميركيون الموجودون آنذاك فى مطار بغداد الذى يستضيف قوات أميركية، المعلومات التى تلقوها من دمشق.
بعدها، انطلقت ثلاث طائرات أميركية بدون طيار إلى مواقعها بدون أى خوف من مواجهة فى المجال الجوى العراقى الذى تسيطر عليه الولايات المتحدة. وكانت كل طائرة مسلحة بأربعة صواريخ من طراز "هيل فاير".
كانت هذه الرواية التى حصلت عليها شبكة "NBC New" الأميركية من شخصيتين على دراية بتفاصيل العملية، إضافة إلى مسؤولين أميركيين كانوا على اطلاع عليها.
وبينما كانت تتحضر الطائرات لتنفيذ الغارة، كان المسؤولون الأميركيون يشاهدون عبر شاشات كبيرة، صعود مسؤول ميليشيا عراقى لتحية سليمانى الذى كان يترجل من طائرته، وذلك فى تمام الساعة الواحدة من منتصف الليل، حيث كانت ألوان الشاشة تعمل بالأبيض والأسود ولا تظهر تفاصيل الوجوه بسبب استخدام الأشعة فوق الحمراء.
وتبين أن مسؤول الميليشيا هو أبو مهدى المهندس، وهو نائب رئيس قوات الحشد الشعبى المدعومة إيرانيا، وقد اتهم المهندس بضلوعه فى تفجير السفارة الأمريكية والفرنسية فى الكويت عام 1983.
على الناحية الأخرى، كانت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) جينا هاسبل تتابع العملية من مقر بمدينة لانغلى بولاية فيرجينيا الأمريكية، فيما كان يتابع وزير الدفاع مارك إسبر من مكان آخر، كما كان هناك عرض للعملية فى البيت الأبيض دون وجود الرئيس الأميركى دونالد ترامب، الذى كان حاضرا فى فلوريدا آنذاك.
وأظهرت الشاشات مسؤولين كبيرين يدخلان سيارة سيدان بدأت فى السير، فيما صعدت بقية الحاشية فى حافلة صغيرة والتى أسرعت للحاق بها.
وبدأت الطائرات بدون طيار تتبع المركبات بعد انطلاقها نحو مخرج المطار، فيما سعى خبراء الإشارة إلى تأكيد هوية من بداخلها. وفى ذلك الوقت تقدمت الحافلة الصغيرة أمام السيارة التى كانت تقل سليمانى وسط حركة مرور خفيفة.
إدارة العملية من الدوحة
ومع تأكيدات المصادر على الأرض، تمكن المشرفون على العملية من مقر القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" فى العاصمة القطرية الدوحة، من التخلص من أى شكوك حول هوية من كانوا فى السيارات، وعقب التأكد النهائى تم إعطاء الأمر بإطلاق أربعة صواريخ على السيارات، فى عملية لم ينج منها أحد.
وأوضح مسؤولون للشبكة الأميركية، أن الطائرات بدون طيار لم تكن صامتة، لكن فى بيئة حضرية مثل بغداد يصعب تمييز صوتها، ولم يكن الرجال فى السيارة على دراية بأنهم كانوا مستهدفين.
كما كشفت مصادر لـ "NBC News" أن الإدارة الأميركية كانت تتعقب تحركات سليمانى فى جميع أنحاء المنطقة لأيام، وتقول إدارة ترامب إن سليمانى كان يحضر لهجمات ضد أميركيين.
الخبير فى حروب المستقبل بمؤسسة "نيو أميركا فاونداشن"، بيتر سينجر، وصف العملية لشبكة قائلا إنه وخلال فترة بسيطة "انتقلنا من شيء غير طبيعى وقد يكون من درب الخيال العلمي، إلى النقطة التى أصبح فيها أمرا ممكنا".
من جانبه، قال الخبير العسكرى فى المركز الاستراتيجى والدولى للدراسات بالعاصمة الأميركية واشنطن، أنتونى كوردسمان، إن مثل الغارات التى ضربت سليمانى تمثل تغييرا أساسيا فى الحرب، مضيفا أن الأمر "يحتاج جهدا استخباراتيا ومراقبة واستطلاع هائلين حقا، لا يمكن لأى دولة فى العالم أن تضاهيه، كما أنه مكلف للغاية، ويستغرق وقتا أطول، ويتطلب الكثير من الخبرة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة