يواصل الدولار موجة جديدة من الانخفاضات أمام الجنيه المصرى، استكمالا لرحلة الهبوط التى بدأها فى يوم 16 ديسمبر 2019، بعدما دخل فى قنوات سعرية جديدة، لم يكن يختبرها من قبل إلا خلال فترات وأيام معدودة، ولم يشهد عندها أى نقاط عرضية ملموسة فى المنحنى السعرى، خاصة تحت قيمة الـ 16 جنيها، وقد استمر عند المستوى من 15.97 حتى 16 جنيها على مدار ما يقرب من شهر، إلى أن بدأ يختبر نقاط جديدة يوم الخميس الماضى 9 يناير بانخفاض فى سعر 6 قروش دفعة واحدة، ليصل إلى مستوى 15.93 جنيه، وتستمر هذه الموجة حتى وصل سعره اليوم 15.87 كمتوسط سعر للشراء فى البنك المركزى، فى العاشرة صباحا.
ليس حقيقيا أن الدولار وصل إلى أقل سعر أمام الجنيه خلال الفترة الراهنة، فقد وصل إلى مستوى 15.73 فى 20 فبراير 2017، كأقل سعر منذ التعويم، واستمر عند هذه النقطة لعدة أيام، وتحديدا خلال الأيام من 16 فبراير 2017 التى هبط فيها سعره من 16 جنيها، ثم بدأ رحلة هبوط توالت من يوم 19 إلى 28 فبراير 2017 مابين 15.73 و 15.76 ، ليعاود الصعود مرة أخرى فى يوم 1 مارس 2017 إلى مستوى 16 جنيها.
بقراءة بسيطة ومتأنية للسطور السابقة، يتبين أن الدولار على شفا كسر نقطة سعرية تاريخية، لو نجح فى اختراقها سوف يصل بسهولة إلى 14 جنيها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وهى نقطة 15.73 جنيها، فالقنوات السعرية التالية لهذه النقطة شبه فارغة، ونقاط الدعم هشة ويمكن كسرها بسهولة، بالتزامن مع قدرة الجنيه المصرى، وزيادة الصادرات، وارتفاع تحويلات المصريين فى الخارج، وزيادة الاحتياطى النقدى من العملة الصعبة، بالإضافة إلى زيادة معدلات السياحة بصورة ملحوظة، وكذلك إيرادات قناة السويس.
الانخفاض المتوالى فى قيمة الدولار أمام الجنيه المصرى، عمق الفرضية الخاصة بالتخلص من العملة الخضراء، التى باتت عملية اكتنازها مخاطرة كبيرة لا تحمل سوى الخسائر، بما يؤكد أن الدولار سيواصل رحلة الهبوط أمام العملة المصرية خلال الفترة المقبلة، حتى يصل إلى قيمته العادلة، التى تتراوح مابين 12 إلى 13 جنيها، وقد نصل إلى نهاية هذه النقطة فى نهاية عام 2020.
انخفاض قيمة الدولار أمام الجنيه ستقلل أعباء الموازنة العامة للدولة، وتقلل فاتورة الواردات من الخارج، بالإضافة إلى انعكاسها بصورة مباشرة وغير مباشرة على أسعار أغلب السلع والمنتجات فى الأسواق، وسوف يتحسس السوق هذه الانخفاضات قريبا على مستوى الحديد ومواد البناء، والسيارات والسلع المعمرة، بما يؤكد أن موجة جديدة من انخفاض الأسعار سوف تشهدها الأسواق المصرية خلال الفترة المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة