لازال ملف الطائرة الأوكرانية التى سقطت فى إيران، عقب إقلاعها فجر الأربعاء، من مطار الخمينى الدولى، مفتوحا أمام قادة العالم وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية، التى تسعى لإستغلاله فى فرض مزيد من الحصار على القادة الإيرانيين، الذين إعترفوا بأن خطأ من الحرس الثورى وراء سقوطها وموت ما يقرب من الـ180 راكبا كانوا على متنها.
وليس خفيا بل معلنا من جانب واشنطن أن الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران هى الاستمرار فى عزلها دبلوماسيا واقتصاديا، وذلك كما قالت حتى "تتصرف كدولة طبيعية".
وفى هذا الشأن قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورجان أورتاجوس، إن الاستراتيجية الأمريكية بعد القضاء على الجنرال قاسم سليمانى والهجمات الانتقامية الإيرانية اللاحقة على القواعد العسكرية الأمريكية فى العراق، هى مزيد من العزلة الدبلوماسية والاقتصادية لإيران.
ترامب
وردا على الهجوم الإيرانى، فرضت الولايات المتحدة، يوم الجمعة الماضى، عقوبات على 17 شركة تعدين ومعادن إيرانية، وكذلك على السفن الأجنبية التى تشارك فى نقل المنتجات الإيرانية، وعلى 8 مسئولين إيرانيين كبار.
سريعا ما اشتعلت الأوضاع الداخلية فى إيران، بخروج المظاهرات المنددة بالنظام الحاكم، وهذا ما دفع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من محاولة استغلالها وتأجيج الوضع الداخلى أكثر عبر تدويناته على موقع التواصل "تويتر"، حيث قال بالفارسية: "لا تقتل المحتجين.. لقد قُتل أو سجن الآلاف حتى الآن.. والعالم يراقب .. الأهم من ذلك .. الولايات المتحدة تراقب. أعد توصيل الإنترنت ودع الصحفيين يتحركون بحرية! توقفوا عن قتل شعب إيران العظيم .
وكان الرئيس الأمريكى ترامب، قد غرد أمس باللغة الفارسية، تعقيبًا على أعمال العنف التى مارستها السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين، "يجب على الحكومة الإيرانية أن تسمح لجماعات حقوق الإنسان بمراقبة والإبلاغ عن الحقائق على أرض الواقع بشأن الاحتجاجات المستمرة من قبل الشعب الإيرانى.. لا يمكن أن تكون هناك مذبحة أخرى للمتظاهرين المسالمين، ولا إغلاق الإنترنت.. العالم يراقب".
رئيس وزراء كندا بجانب ترامب
وجاءت تلك التغريدة عقب تغريدته الأولى بالفارسية التى وجهها للشعب الإيرانى، وقال فيها: "إلى الشعب الإيرانى الشجاع، لقد وقفت معكم منذ بداية فترة رئاستى وستواصل حكومتى الوقوف معكم، نحن نتابع الاحتجاجات عن كثب، شجاعتكم ملهمة".
الولايات المتحدة، موجودة فى الأحداث الإيرانية، من خلال الإستعانة بأصدقائها وجعلهم يلعبون أدوارا فعاله تصب فى مصلحتها من خلال دفع بريطانيا لتصعيد الأمور بشأن سفيرها فى طهران الذى احتجزه الإيرانيون بعد تأكيدهم مشاركته فى المظاهرات التى خرجت منذ أمس ومستمرة حتى اليوم، الأحد، وإعتبرته يشجع على إستمرارها، وهذا ما نفته بريطانيا وسفيرا جملة وتفصيلا.
كما يبدوا واضحا لكل من يتابع الملف أن كندا ما هى إلا صورة لرجل أمريكى يلعب من أجل تصعيد الأمور وعدم تفويت الفرصة للأخذ بالثأر من النظام الإيرانى الذى تجرأ على الولايات المتحدة وحاول "فاشلا" الرد على مقتل قائدة قاسم سليمانى.
فى هذا الصدد قال وزير الخارجية الكندى فرنسوا-فيليب شامبين، اليوم الأحد، إن إيران أصدرت ثمانى تأشيرات دخول إضافية لمسؤولين كنديين فى أعقاب تحطم طائرة ركاب قرب طهران ليصل عدد التأشيرات حتى الآن إلى 11، مضيفا على تويتر أن 3 مسؤولين وصلوا إلى إيران، أمس السبت، لإقامة قاعدة عمليات، وتقول كندا إنها تريد المشاركة فى التحقيق فى التحطم ومساعدة أسر 57 كنديا قتلوا فى تحطم الطائرة.
حطام الطائرة
تحركات "الأصدقاء" ضد إيران لم تكن مقصورة على بريطانيا وكندا فقط، بل خرج الفتى المدلل للولايات المتحدة "إسرائيل" عبر رئيس وزرائها بنيامين نتنياه الذى وجه ، اليوم الأحد، الانتقاد الشديد لإيران على خلفية اعترافها بإسقاط الطائرة الأوكرانية، مضيفا فى تطرقه للشأن الايرانى: "كما كذبت إيران بشأن الأسلحة النووية، الآن تكذب بشأن الطائرة الأوكرانية"، وأعقب ذلك بقوله: "كانوا يعرفون منذ البداية أنهم أسقطوها".
وهنأ نتنياهو، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لفرضه عقوبات جديدة على إيران، مضيفا: "لن تسمح إسرائيل لإيران بتطوير أسلحة نووية".
نتنياهو
ويبدو أن المسئولين الإيرانيين يعلمون أنهم جلبوا لأنفسهم الأذى أو أنهم حفروا "قبورهم " السياسية بأيديهم، بعد أن شن "الأصدقاء الأمريكيين" حربهم ضدهم ، حيث سادت حالة من الإرتباك الصوف فالإيرانية ولم يمتلكوا غير إطلاق التصريحات الواهية التى لا تعبر عن حكمه وحنكة سياسية بل تُظهر للعالم حالة القلق والتخبط الذى يعيشه النظام فى هذه الدولة، حيث قال قال قائد الحرس الثورى الإيرانى حسين سلامى "تمنيت أن أكون بداخل الطائرة الأوكرانية وأحرق ولا أشهد ما حدث"، وذلك إثر موجة غضب الإيرانيين بعد الاعلان الرسمى للحرس الثورى عن اسقاطه طائرة أوكرانية تقل ركاب إيرانيين عن طريق الخطأ ومقتل جميع من كانوا على متنها.
ووفقا لوكالة فارس الإيرانية، جاء ذلك خلال كلمة لسلامى صباح اليوم، في جلسة مغلقةعقدت داخل البرلمان الإيراني لبحث تداعيات الحادث مع قادة الحرس الثورى، وقدم سلامي الاعتذار مضيفا "تعودنا أن نفتدى الشعب الإيرانى".. وقال أيضا "لم أخجل طوال حياتى أبدا قدر اليوم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة