قال الجنرال مظلوم عبدى قائد قوات سوريا الديمقراطية، إن قواته تمكنت من القبض على 12 ألف عنصر من تنظيم داعش الإرهابى فى الشرق السورى، ومازالوا فى قبضة قوات سوريا الديمقراطية، من بينهم قرابة ألفان من الأجانب والغالبية العظمى من سوريا والعراق، وتابع: "عدد الموجودين فى المخيمات يتجاوز الـ100 ألف من بينهم دواعش ومواطنون فروا من ويلات داعش ومن الصعب تمييزهم".
وأضاف "عبدى"، خلال حواره مع الإعلامى نشأت الديهى، ببرنامج "بالورقة والقلم"، المذاع عبر قناة "ten"، أنهم طلبوا من بعض الدول أن تأخذ بعض المعتلقين من الدواعش لكنهم رفضوا بحجة عدم جاهزية السجون لديهم، واعتمادوا على مواردهم الذاتية فى إيواء الدواعش وعوائلهم، مناشدًا الدول التى ينتمى إليها معتقلوا الدواعش أن يعترفوا بدور قوات سوريا الديمقراطية في اعتقالهم والاحتفاظ بهم، وعلى الجميع أن يقوموا بواجباتهم فى ملف المعتقلين وعوائل تنظيم داعش لدينا.
وشدد على أن تركيا تعد العامل الرئيسى والمحرك للتنظيم الإرهابى "داعش"، مشدداً على أنها استخدمت هذا التنظيم المتطرف لخدمة مصالحها الاستعمارية والتخريبية، حتى وأن كانت فى الظاهرى تبدى غير ذلك، مؤكدا أن جميع الدواعش الذين دخلوا إلى سوريا من مختلف الجنسيات عبروا من الأراضى التركية"، مشيراً إلى أن عبور العناصر الإرهابية من تركيا إلى سوريا أمر حدث بالفعل وتركيا لن تستطيع أن تنكر ذلك مطلقاً.
وأكد قائد قوات سوريا الديمقراطية أن معركة عين العرب "كوبانى"، كانت المعركة الحاسمة فى الانتصار على الدواعش، موضحاً أن الجميع كان يعتقد أن هذا التنظيم الإرهابى وبعد أن استفحل واحتلال الكثير من الأراضى لن يستطيع أحد التغلب عليه، ولكن خضنا هذه المعركة وانتصرنا على داعش، والجميع علموا أنه يمكن محاربة التنظيم المتطرف وهزيمته".
ولفت "عبدى"، إلى أن تركيا بقيت على الحياد ظاهرياً ولكن عملياً كانت تمول داعش وتوفر له حرية التنقل حتى عام 2016، ولكن عندما قمنا بتحرير كوبانى سمحت تركيا للتحالف الدولى باستخدام القاعدة الأمريكية التى على أراضيها ، وتابع قائى: "تركيا هى التى استخدمت داعش مرتين الأولى عندما استخدمتها فى القضاء على الحركة الثورية والمرة الثانية عندما استخدمتها كذريعة لاحتلال الأراضى السورية".
وشدد "عبدى"، أن هدف تركيا الأساسى من وراء دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية فى سوريا هو تدمير قوات حماية الشعب السورية، مشيرا الى أن تركيا اشترطت على داعش احتلال كوبانى مقابل أن تستمر علاقاتها ودعمها وأن تسمح لها باستخدام الحدود التركية".
واستكمل "عبدى"، قائلاً: تركيا هى المسئولة بالكامل عن تطوير تنظيم "داعش"، الإرهابى وإطلاق اسم "الدولة الإسلامية"، موضحاً أن مشروع تطبيق الخلافة الإسلامية الذى عمدت "داعش"، إلى تطبيقه هو منهج تركيا فى الأساس، وتابع: "التحقيقات مع عناصر داعش ممن تم القبض عليهم أكدت وجود تنسيق بينهم وبين القادة العسكريين الأتراك المتواجدين على الحدود التركية السورية".
وأضاف "عبدى"، أن تركيا كانت تفتح المعابر الرسمية لعناصر تنظيم داعش الإرهابى وكانوا يعبرون مثل الموظفين والمواطنين العاديين، وتابع: "وعندما سيطرنا على قرية تل أبيض وهزمنا الدواعش تركيا أغلقت هذه المعابر فى وجهنا، مؤكداً أن تركيا كانت تسمح بمرور عائلات الدواعش ومعالجة المصابين إلى جانب توفير الدعم المالى، وتابع: "كل ذلك موثق لدينا والإرهابيون المقبوض عليهم اعترفوا بذلك.. بل أكثر من ذلك تركيا كانت تأمر تنظيم داعش بتنفيذ عمليات انتحارية فى مناطق محددة".
وأكد مظلوم عبدى، أن تركيا هى المحرك الرئيسى للتنظيمات الإرهابية فى سوريا وكانت توجهها لتنفيذ اعمال إجرامية فى مناطق محددة، وكل ذلك يتم الإشراف عليه من قبل ضباط فى الاستخبارات التركية، خلاف القادة العسكريين الأتراك المتواجدين على الحدود التركية السورية.
ولفت "عبدى"، إلى أن تهجيز بعض العناصر الإرهابية من داعش ممن يقومون بتنفيذ عمليات إرهابية كان يتم فى مناطق تسيطر عليها تركيا، وتابع: "عملية منبج التى تمت ضد قوات التحالف الدولى فى بداية عام 2019 تم التجهيز لها فى مدينة الباب التى تسيطر عليها تركيا".
وكشف قائد قوات سوريا الديمقراطية، عن أن الديكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان، هو المرشد الأعلى الفعلى لتنظيم الإخوان الإرهابى، حتى وأن كان هناك أسماء معروفة لدى العامة يبقى أردوغان هو المرشد الفعلى لهم والمحرك الرئيسى لهم، وتابع: "هو يعتبر نفسه هو المسئول عن الإخوان والتنظيمات المنبثقة منها فى جميع انحاء المنطقة، لافتاً إلى أن أردوغان يدعم عناصر الإخوان فى كل الدول من أجل فرض سيطرتهم والوصول إلى دوائر صنع القرار والحكم، كما حدث فى مصر ولكنهم فشلوا فى نهاية الأمر، وتابع: "وحاول فى سوريا وفشل وهو يحاول الآن فى ليبيا".
وشدد "عبدى"، أن الرئيس التركى يستخدم الدين وأدوات أخرى مثل تنظيمات جبهة النصرة وداعش من أجل تنفيذ مشروعه الرامى إلى السيطرة والهيمنة على دول المنطقة، وتابع: "كل التنظيمات المسلحة الموجودة فى المنطقة يستخدمها أردوغان من أجل الوصول لأهدافه".
وأكد "عبدى"، أن سياسة الرئيس التركى تعتمد على سياسة استعمارية يعيد إلى تركيا امجاد الخلافة العثمانية، وتابع: "الصمت من قبل المجتمع الدولى على ما يقوم به أردوغان هو الذى جعله يتمادى فى أفعاله وتدخلاته فى شئون الدول.. استراتيجية اردوغان التمدد وهى خطرة على شعوب المنطقة.. وإذ نجح فى ليبيا ستكون هناك محطات أخرى له".
وأردف قائد قوات سوريا الديمقراطية، أن موقف مصر من العدوان التركى الغاشمة على الأراضى السورية العربية، كان مشرفاً، وتابع: "وأيضاً موقف الجامعة العربية بقيادة مصر كان مشرفاً"، متوجهًا بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، على مواقفه ضد الغزو التركى، وحرصه على وحدة الأراضى السورية بشكل عام، وتصريحاته المتعلقة بقضية الشعب الكردى.
وأضاف "عبدى"، أن مصر كدولة عربية كبيرة ودولة قيادية فى المجتمع العربى، يجب أن يكون دورها أكبر مما هو عليه الآن فى الملف السوري، وهذا مطلب للسوريين، مشددًا على أن الجهود التي تبذلها تركيا وإيران والآخرين في الملف السوري بشكل عام ليس لصالح الشعب السوري، وإنما لمصالحها الشخصية، فهم يريدون أن تتعمق الأزمة السورية الموجودة لاستمرار أجندتهم في سوريا والحفاظ على مصالح دولهم، بينما مصر ليس لديها أطماع في سوريا أو مصالح تخصها، وإنما لديها علاقات تاريخية في سوريا، مؤكدًا أن مصر الآن تحاول أن تلعب دورا أكبر في حل هذه المشكلة سواء كان على مستوى الدولة أو على المستوى الوطنى.
وتابع "عبدى"، أن قطر لعبت دورا سلبيا في الأزمة السورية، لم يكن لها أي دور بناء منذ بداية الأحداث حتى الآن، بل هى ساعدت في نشوب الحرب الأهلية في سوريا، وهي جزء من المشروع التركي والممول الأساسي له، موجهاً رسالة للشعب الليبي، قال خلالها: "إن التدخل التركي في سوريا سبب جميع المآسي والمعاناة لشعبنا في سوريا، وكل ما جرى في سوريا من القتل والتهجير والدمار كانت نتيجة مباشرة للتدخل التركي ودعمها للمجموعات الإرهابية الموجودة بها، فكروا في التجربة التركية في سوريا، ولا تعيدوا هذه التجربة في بلدكم وحلوا مشاكلكم فيما بينكم".