أكد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أن استخدام المسبحة فى ذكر الله تعالى من الأمور الجائزة شرعًا، ولا يوجد ما يمنع من استخدامها، حيث إن الغاية من استعمالها هى ذكر الله تعالى، فتأخذ حكم الذكر فى هذه الحالة.
والتعبير بقوله: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً} يشعر بأن من شأن المؤمن الصادق فى إيمانه، أن يواظب على هذه الطاعة مواظبة تامة.
ومن الأحاديث التى وردت فى الحض على الإكثار من ذكر الله، ما رواه الإمام أحمد عن أبى الدرداء، رضى الله عنه، قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «لا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها فى درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق أى: الفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم» قالوا: وما هو يا رسول الله؟ قال: "ذكر الله عز وجل". [التفسير الوسيط لطنطاوى (11/ 219)]
والمسلم مأمور ، بأن يتبع شتى الطرق التى تُعينه على ذكر الله -عز وجل-؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والمسبحة من الأمور التى استحسنها المسلمون فى زماننا المعاصر ولا يوجد فيها شيء من البدعة؛ لأن الفقهاء بيّنوا أن الوسائل تأخذ حكم الغايات، والمسبحة وسيلة.
والغاية من استعمالها هى ذكر الله تعالى؛ فتأخذ حكم الذكر فى هذه الحالة.
والمسبحة بهذا الشكل الموجود الآن فى زماننا المعاصر لم تكن موجودة بهيئتها فى زمن النبى -صلى الله عليه وسلم-، وإنما ورد ما يشبهها على حسب ما تعارف عليه الناس فى زمانهم؛ فعن صَفِيَّةَ بنت حيى -رضى الله عنها- قالت: دَخَلَ عَلَى -رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم- وَبَيْنَ يَدَى أَرْبَعَةُ آلَافِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهَا، فَقُلْتُ: لَقَدْ سَبَّحْتُ بِهَذِهِ، فَقَالَ: «أَلَا أُعَلِّمُكِ بِأَكْثَرَ مِمَّا سَبَّحْتِ بِهِ» فَقُلْتُ: بَلَى عَلِّمْنِى، فَقَالَ: «قُولِى: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ».[ أخرجه الترمذي]
ويستفاد من هذا الحديث أن النبى -صلى الله عليه وسلم- لم يُنكر على السيدة صفية ، ما فعلته من جمعها للنوى وتسبيحها به، فدل هذا على جواز اتخاذ كل ما من شأنه أن يُعين المسلم على ذكر الله -تعالى-.
وبناءً على ذلك: فاستخدام المسبحة فى ذكر الله تعالى من الأمور الجائزة شرعًا، ولا يوجد ما يمنع من استخدامها.. والله -تعالى- أعلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة