يبدو أن الحرائق التى شهدتها أستراليا فى الآونة الأخيرة، ارتبطت بالعديد من القصص المأساوية، التى لم تقتصر على سكان المناطق القريبة منها، وإنما امتدت إلى رجال الإنقاذ، والذين كان لدى الكثير منهم أقرباء من الضحايا، الذين لقوا مصرعهم، جراء النيران التى التهمت الأخضر واليابس، فى العديد من المناطق الأسترالية، وأبرزهم الملازم كينان لانج، وهو أحد ضباط الجيش، والذى تم استدعاؤه للقيام بمهمة الإنقاذ فى إحدى المناطق المحترقة
تلقى لانج أوامر الاستدعاء للقيام بمهمة الإنقاذ فى جزيرة كنجارو، والتى ضربتها حرائق الغابات، فى اليوم نفسه الذى استقبل فيه صدمه فقدان اثنين من عائلته، حيث توفى كلا من عمه ديك، والذى يبلغ من العمر 73 عاما، ونجله الأصغر كلايتون (43 عام)، فى 3 يناير الجارى، بالمنطقة نفسها، والتى تقع فى جنوب أستراليا، وذلك أثناء محاولتهما مغادرة المنطقة المنكوبة، إلى مكان أكثر أمانا.
الملازم الأسترالى تبدو عليه علامات التأثر
يبدو أن مصرع الأقارب كان بمثابة دافعا قويا لكينان، ليقوم بتنفيذ الأوامر الموكلة إليه، ربما بشكل اختلط فيه الجانب المهنى، باعتباره جندى عليه تنفيذ الأوامر، بالجانب الإنسانى، شعر فيه بما يعانى منه سكان الجزيرة وذويهم، حيث يسعى إلى تقديم المساعدة إلى سكان الجزيرة، بكافة السبل، حتى لا يلقون نفس المصير الذى واجهه أقاربه.
المهمة المكلف بها كينان، لا تتمثل فى إطفاء الحرائق المندلعة فى الجزيرة، وإنما تقوم فى الأساس على التعامل المباشر مع المتضررين، عبر مساعدتهم على الحصول على ما يحتاجون إليه، حيث كان من أوائل قوات الدفاع الذين وصلوا إلى الجزيرة، وذلك بعدما التهم الحريق الثلث الغربى منها، حيث قضى تماما على منتزه فلندرز تشيس الوطني، والذى تصل تكاليف إعادة بنائه إلى ملايين الدولارات، بينما تبقى مناطق أخرى تحت التهديد.
جانب من الجنود الأستراليين
يقول الملازم الأسترالى إنه لم يتردد لحظة فى قبول المهمة الموكلة إليه، بالرغم من الجرح العميق الذى أصابه جراء إصابة قريبيه، موضحا أنهما كانا يعملان على مساعدة الأخرين منذ بداية اندلاع الكارثة.
وأضاف، فى تصريحات أبرزتها وكالة "أسوشيتد برس"، أنه يشعر أنها مهمة ليست فقط مهنية، ولكنها شخصية، تقوم على استكمال الرسالة التى بدأها عمه ونجله.
جهود كبيرة تقدمها القوات الأسترالية
كان ديك لانج، يعمل طيارا بأحد شركات الطيران فى أستراليا، فى حين كان نجله كلايتون يعمل جراحا للتجميل، حيث لقيا مصرعهما أثناء محاولات إخلاء الجزيرة من السكان فى وقت سابق من هذا الشهر.
ويرى كينان أن مهمته بدأت للتو، بأوامر رسمية، ولكن ستتجاوز الجانب المهنى الرسمى فى المستقبل، لتتحول إلى أبعاد أخرى شخصية، حيث كشف عن نيته فى المساهمة فى إعادة إعمار الجزيرة، موضحا أن وفاة أقربائه كانت بمثابة رسالة له للبدء من حيث انتهوا.
كينان لانج ولحظة صمت حدادا على روح عمه ونجله
وأضاف "لقد كان مساعدة المجتمع المحلى فى الجزيرة بمثابة أولوية شخصية بالنسبة لهما، ربما لحبهما لتلك الجزيرة التى كانا يمتلكان فيها مزرعة. كانا يفعلان كل ما بوسعهما لمساعدة سكانها. يبدو أنه أصبح لزاما على مواصلة ما بدأوه."
ويتزايد عدد القوات الأسترالية فى الجزيرة فى الآونة الأخيرة، حيث ترتكز مهامهم على تقديم الخدمات لسكانها، عبر تقديم المهام اللوجيستية، من خلال توفير السلع، وإمدادات المياه، بالإضافة إلى مساعدة المزارعين فى دفن أكثر من 100 ألف رأس ماشية التهمتها الحرائق.
كينان لانج
ساهمت القوات الأسترالية كذلك فى مساعدة رجال الإطفاء، عبر استقدام الآلات التى من شأنها مساعدتهم على القيام بمهمتهم بشكل أكثر كفاءة، كما جلبوا أعداد كبيرة من الأطباء البيطريين، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الحيوانات البرية التى أصابتها الحرائق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة