أكرم القصاص

داعش وأردوغان فى موسكو.. التركى يفشل فى الحصول على جوائز الإرهاب فى ليبيا

الأربعاء، 15 يناير 2020 07:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد سنوات من التحرك على كل جبهات الصراع، ومساندة الحرب بالوكالة فى سوريا وليبيا، ودعم الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، يبدو الرئيس التركى سائرًا فى طرق مسدودة، ومن يتابع تحركات وتصريحات أردوغان خلال أقل من شهر، تكشف حجم التناقضات والتراجعات. فقد سارع بعقد اتفاقات مع فايز السراج بالرغم من علمه أن مثل هذه الاتفاقات باطلة ولا تقوم على ندية أو مساواة فى المواقف. وبعد الاتفاق المثير ظهر فى خطاباته وكأنه على وشك إرسال قواته إلى ليبيا. 
 
وربما كان أردوغان يراهن على الميليشيات والأسلحة التى دعم بها التنظيمات الإرهابية أن تكون واجهة له، وتصور أنه يمكن أن يساند هذه الميليشيات لانتزاع أى أوراق أو تنفيذ خطة تقسيم ليبيا ليكون له سيطرة على جزء منها كمصدر للنفط. بعد الاتفاق وموافقة البرلمان التركى لم تحرك أى من قواتها، بعد حسابات دقيقة وردود أفعال متعددة ضد الغزو المتوقع، حيث كان الجيش الوطنى يحقق تقدمًا فى مواجهة الميليشيات والتنظيمات الإرهابية. 
 
سارع أردوغان يطالب روسيا بالتدخل لوقف إطلاق النار، لكن ما جرى فى روسيا انتهى كما هو متوقع إلى الفشل، لأن أردوغان طرف فاعل منحاز للميليشيات الإرهابية التى ساند انتقالها من سوريا والعراق إلى ليبيا، وبناءً على اتفاق مع فلول داعش والقاعدة ممن حاربوا لصالح أردوغان طوال سنوات وأصبح عليه أن يوفر لهم ملاذًا آمنًا. وقد اعترف أردوغان أمام مؤتمر حزب العدالة والتنمية، أن الإرهابيين من داعش والقاعدة انتقلوا إلى ليبيا.
 
اللافت للنظر أن أردوغان بعد اكتشاف قرب هزيمة الميليشيات، سعى لضمان أى وجود أو الحصول على جوائز للإرهابيين، ويضمن أمان الميليشيات المسلحة التى كانت وراء خراب ليبيا ونهب ثروات الشعب الليبى. وهذا هو السبب فى فشل المفاوضات المتوقع فى روسيا. وكان داعش حاضرًا بجوار أردوغان.
 
المشير خليفة حفتر اكتشف عدم وجود جدول زمنى لإنهاء الميلشيات الإرهابية، ووجود ثغرات كبيرة فى بنود الاتفاق، ومن المفارقات الكاشفة عن تناقض أردوغان أن الرئيس التركى وكل الأطراف تعترف بالجيش الوطنى الليبى كطرف فاعل على الأرض وفى أى تحرك سياسى، بينما كان قبل أيام يتجاهل الجيش ويعقد اتفاقًا مع السراج، زاعمًا أنه يتعامل مع جهة معترف بها دوليًا، بينما السياسة يفرضها الوضع على الأرض ومدى ما تحظى به الأطراف من تأييد شعبى، ومن هذه الزاوية فإن تحركات الجيش الوطنى الليبى ما كانت تستمر وتنجح من دون مساندة شعبية وترحيب من القبائل والمواطنين.  
 
أردوغان يقع فى تناقض كاشف عندما يعقد اتفاقات مع السراج بعيدًا عن الجيش الليبى وعن البرلمان بمزاعم وجود شرعية للسراج، وهى شرعية منقوصة لا تتيح عقد اتفاقات تتعلق بمصالح وثروات الشعب، أو رهن المستقبل، لهذا فشلت مفاوضات موسكو وغادر المشير حفتر من دون توقيع على اتفاق، يمثل فى حال استمرار الميليشات والاتفاقات منح جوائز للإرهاب ولإردوغان، الذى يقف فى طرف الفوضى والخراب فى ليبيا مثلما فعل فى سوريا، الجيش الوطنى لا يريد فقد مجرد توقيع وقد وافق على وقف إطلاق النار بالرغم من سيطرته على أغلب التراب الليبى، حقنًا للدماء، لكن مع شرط أساسى هو تسليم الميليشيات للسلاح وبالطبع فإن هذا الأمر من شأنه فى حال البدء فى مسار سياسى أن يفتح الباب للتساؤل عن مصائر الإرهابيين من أنحاء العالم. مثلما حدث فى سوريا. حيث ما يزال آلاف المقاتلين الأجانب وأسرهم، ونفس الأمر فيما يتعلق بمصير المقاتلين الأجانب فى ليبيا. 
 
أردوغان فشل مرة أخرى فى الحصول على جوائز للإرهاب، وغادر موسكو إلى ليبيا، بينما غادر أعضاء وفد السراج إلى تركيا. بعد فشل حصول الإرهاب على جوائز جديدة. ويواصل أردوغان الفشل والارتباك، والذى ظهر فى تصريحاته التى هاجم فيها حفتر بعد ساعات من سعيه لانتزاع موافقته على جوائز الميليشيات.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة