شهد البرلمان التونسي، اليوم الأربعاء، فوضى عارمة بسبب احتجاج عدد من النواب على زيارة رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، لتركيا، ولقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دون استشارة مكتب مجلس نواب الشعب والإعلام بشكل رسمي، إضافة إلى تمكين رئيس ديوانه من امتيازات وزير.
وتم رفع جلسة البرلمان التونسي، بعد وقوع مشادات وتلاسن بين النواب، وكان قد افتتح اليوم رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، أشغال الجلسة العامة المقرّرة، لمناقشة عدد من مشاريع القوانين.
كما قام عدد من نواب الدستوري الحرّ أثناء ذلك، بمغادرة القاعة، ثم واصل رئيس البرلمان عرض برنامج الجلسة المخصّصة للمصادقة على جملة من مشاريع القوانين.
وتسببت حالة الفوضى في رفع الجلسة العامة، وعقد اجتماع استثنائي لرؤساء الكتل البرلمانية، في محاولة لتطويق الخلافات القائمة.
وقال النائب منجي الرحوي خلال مداخلة في الجلسة العامة، إنه يطالب بتغيير جدول أعمال الجلسة، وإدخال نقطة سحب الثقة من الغنوشي كنقطة أساسية في النقاش.
وأضاف الرحوى أن زيارة الغنوشي لتركيا كان من المفترض أن يتم الإعلان عنها بشكل رسمي وإعلام مكتب مجلس نواب الشعب بها.
واستغرب النائب فيصل التبيني، منح رئيس ديوان راشد الغنوشي امتيازات وزير، بعد أن اعتاد رؤساء البرلمان منح امتيازات كاتب دولة لكل من يختارونهم لرئاسة الديوان.
وأضاف التبيني في مداخلة بالبرلمان اليوم الأربعاء، أن رئيس البرلمان عين الكثير من المنتمين لحركة النهضة الإسلامية في البرلمان، وتساءل متهكما: لماذا لا تغيرون اللافتة التي كتب عليها اسم مجلس نواب الشعب إلى حركة النهضة.
وأجاب الغنوشي عن الانتقادات التي وجهت له بالتأكيد على أن زيارته لتركيا كانت شخصية، وأنه لم يستعمل لا إدارة البرلمان ولا أموال البرلمان فيها.
وفيما يتعلق بمنح امتيازات وزير لرئيس ديوانه، قال الغنوشي إنه اتخذ هذا الإجراء لإعادة الاعتبار للبرلمان كسلطة أولى في تونس، مشيرا إلى أن رئاسة البلاد والحكومة تتضمنان العديد من الوزراء، متسائلا : لم لا يتم تعيين مسئولين برتبة وزراء في البرلمان؟.
و أعلن عضو شورى حركة النهضة التونسية، زياد بومخلاء أمس الثلاثاء، أنه قدم استقالته من حزب حركة النهضة 'لأسباب يحتفظ بها لنفسه.
يأتى هذا بعد ساعات قليلة من إعلان نجل القيادي البارز في حركة النهضة علي العريض، استقالته من الحركة، ولم يفصح هشام العريض عن أسباب هذه الاستقالة بعد أكثر من عشر سنواتٍ شغل فيها مناصب داخل حركة الغنوشى.
وفى وقت سابق دعا منذر قفراش، عضو اللجنة الوطنية التونسية، النواب التونسيين المعارضين، لاسقاط راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة الإخوانية التونسية من منصب رئيس البرلمان التونسى، مشيرا إلى أنه بعد فشل حكومة النهضة الإخوانية بتونس، في نيل ثقة البرلمان وسقوطها في التصويت بعد اتحاد نواب المعارضة ضد النهضة ورفضهم الموافقة على تولي شخصية نهضاوية لرئاسة الحكومة، بدأت تحركات من نواب تونسيين معارضين لاسقاط راشد الغنوشى من منصبه.
يشار إلى أن الغنوشي زار تركيا الأسبوع الماضي، وعقد لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلف موجة استياء واسعة في تونس.
وتمت صياغة عريضتين لسحب الثقة من الغنوشي، الأولى شعبية، والثانية برلمانية، إضافة إلى تصاعد أصوات سياسيين وناشطين في المجتمع المدني التونسي، تطالب بالحفاظ على السيادة الوطنية التونسية واستقلال القرار السياسي التونسي عن تركيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة