التوكل فى معناه هو إقرار بالإفراد والاستحقاق لله، كما أنه طلب العون من الله القادر على مد يد العون، ويحتوى على الثقة وحسن الظن بالله......... ومن درجاته ومقاماته:
- إفراد الله بالألوهية والإيمان به وحده سبحانه (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ)، وهو توكل النية والقصد...........
- إفراد الله سبحانه بالعبادة، واستحقاقه لها دون سواه (فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ)، وهو توكل الاستعانة والتيسير........
- إفراد الله سبحانه بأنه الحى الذى لا يموت والجن والإنس يموتون (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَى الَّذِى لَا يَمُوتُ)، وهو توكل الدوام، دوام القدرة على الحفظ والكفاية.......
- إفراد الله سبحانه وتعالى بالقدرة المطلقة على العزة والنصر ورفع كلمة الحق (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) وهو توكل الولاية.......
أما اتخاذ الوكيل، كما جاء فى الآية الكريمة (فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا) هو تفويض لهذا الوكيل بالتصرف فى أمور من وكله وإدارتها بالنيابة عنه، ولكن كيف يفوض الإنسان الله؟؟؟؟؟؟ والإنسان فى الحقيقة لا يملك من أمره شيئاً، بل أن الأمر والملك كله لله!!!!!!!
الإنسان فى الحقيقة لا يملك من أمر نفسه شىء، يكاد لا يملك إلا حرية الاختيار واتخاذ القرار، دون سلطان منه أو قدرة على تنفيذه إلا أن يأذن القادر، والاختيار مرهون بماض لا يعلم عنه الكثير، وحاضر لا يقدر أن يحتويه، ومستقبل هو غيب من الممكنات، كما أنه محاصر بغيره من الاختيارات!!!!!!
جاء الأمر لعبده بأن يفوض الله بعد التوكل عليه فى كل أمر (فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا)، وكأنما يحث الله العبد أن يقول: فوضتك ربى فى أمر ما لا أعلم كما أنى أتوكل عليك فيما أعلم، ولأن علمى قاصر فى فهم المدبرات والأسباب والمصلحة والخير، فقد وكلتك عليها لتجعل لى منها الخير والنصرة والرزق، وأفوضك أن تختار لى منها ما يرضيك عنى وتقرر بعلمك الخير لى بدلا منى، فهناك الكثير من الأسباب التى تريد بنا الخير باطنا وظاهرا، كما أن هناك الكثير من أسباب السوء والشر، أفوضك ربى فى تولى أمرهم جميعا ليكون الخير، أفوضك ربى فى تدبير أمر ما لا أقدر عليه وما لا أعلمه، وأتوكل
عليك فيما أذنت لى بفعله وعلمه...... فهو تسليم الأمر كله لله، وعلامته الرضا بالنتائج...........
ولأنه لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه (لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ)، جاء الأمر باتخاء الله وكيلا، كأن يقول العبد: اللهم إنى أتخذك وكيلا عليك، أفوض رحمتك لتمنع عنى أسباب غضبك، وأفوض عطائك وكرمك ليمنع عنى أسباب منعك، وأفوض عفوك ورضاك ليمنع عنى أسباب سخطك، وأفوض نورك وهدايتك ليمنع عنى ظلمة نفسى، وأفوض مغفرتك لتمحو بها الذنوب وتقبل توبتى، وأفوض علمك لتجب لى به الخير من دعائى... يكون العبد باختياره قد وكل الله على اختياره وقراره، هو كرم من الله أن يأذن للعبد بأن يختار، شرف الله العبد بأن أعطاه حرية الاختيار، فشكر هذا العبد الله بأن فوضه سبحانه عليها... لأنه لو ذهب هذا العبد للجبر وعدم الاختيار لكان منه رفض لكرم الله.....
وحين يأمر الله سبحانه نبيه وعبده محمد عليه الصلاة والسلام بأن يتخذ الله وكيلا لهو نصرة ومغفرة ورحمة بالمؤمنين جميعا، لأن محمدا الأمين عليه أفضل الصلاة والسلام نعم هذا العبد........
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة