ونقلت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الخميس - عن خطاب سوبكو أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، قوله "إن رائحة الكذب تفوح من كل جوانب قضية أفغانستان... كذب وغطرسة. المشكلة الحقيقية تكمن في أن هنالك حقا عامل مثبط لقول الحقيقة، إذ أنهم خلقوا حافزا يطالب الناس تقريبا بالكذب " .

واستشهد سوبكو بواقعة كذب المسؤولين الأمريكيين في الماضي بشأن عدد الأطفال الأفغان المسجلين في المدارس - وهي علامة رئيسية للتقدم الذي تروج له إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما - على الرغم من إدراكهم مدى سوء البيانات التي جمعوها حول هذا الشأن. 
وأضاف المفتش العام أن المسؤولين الأمريكيين زعموا أيضا تحقيق إنجاز كبير في رفع متوسط العمر المتوقع للمواطن الأفغاني، الأمر الذي كان يستحيل إحصائيا تحقيقه.

وانتقد المفتش العام الأمريكي لإعادة إعمار أفغانستان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحظرها المعلومات التي تفضح مدى سوء الحرب في أفغانستان وتصنيفها على أنها سرية، مضيفا أن هذه المعلومات تضمنت بيانات حول الخسائر التي لحقت بصفوف القوات الأفغانية وتقييم قوة حركة طالبان.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن سوبكو، قوله "عندما نتحدث عن الكذب، نجد أن [المسؤولين الأمريكيين] لم يكذبوا بشأن برنامج معين لمجرد الكذب بل كان بهدف إخفاء الحقيقة. إذ اتضح أن [المسؤولين] صنفوا كل الأخبار السيئة خلال السنوات القليلة الماضية على أنها سرية".

وأفادت (واشنطن بوست) بأن الكونجرس الأمريكي أسس مكتب المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان /المعروف باسم سيجار/عام 2008 للتحقيق فيما تكبدته الولايات المتحدة نتيجة الإسراف والاحتيال في أفغانستان، لافتة إلى أنه منذ عام 2001، أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 132 مليار دولار لتطوير البلاد- أكثر مما أنفقته لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

واستدعت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي المفتش العام سوبكو للإدلاء بشهادته رداً على سلسلة من المقالات التي نشرتها الواشنطن بوست شهر ديسمبر الماضي والتي كشفت كيفية فشل كبار المسؤولين الأمريكيين في قول الحقيقة عن الحرب وأنهم أدلوا بتصريحات وردية يعلمون بأنها زائفة بل ويخفون أدلة لا لبس فيها تثبت استحالة الانتصار في الصراع المشتعل في أفغانستان.