صدر حديثًا عن دار الفؤاد للنشر والتوزيع كتاب بعنوان "حواديت المآذن.. التاريخ السرى للحجارة"، للكاتب الصحفى إيهاب الحضرى، حيث يتناول الكتاب عددًا من المساجد الأثرية، التى تنتمى لمختلف حقب العمارة الإسلامية فى مصر، لكن بأسلوب يبتعد عن المعالجات المتخصصة المعتادة، حيث يجعل المآذن منصة انطلاق للغوص فى حكايات تدور حول المساجد ومؤسسيها.
ويستعرض الكاتب جوانب شبه مجهولة للقارئ العام، وترتكز فى معظمها على محاولة نقد كتابات المؤرخين التى تناقضت فى بعض الأحيان، ويؤكد الكاتب أنه فعل ذلك بأسلوب مبسط، لكى يتناسب مع القارئ غير المتخصص، ويحفزه أن يقبل على قراءة التاريخ، الذى يعيد استنساخ نفسه فى أحوال كثيرة.
وعبر صفحات الكتاب يستعرض المؤلف أحلام أحمد بن طولون التى ارتبطت ببناء مسجده، ويقدم وجهة نظره فى الأسباب التى دعت الأمير لترويجها، كما يتطرق إلى الخليفة الفاطمى المثير للجدل، الحاكم بأمر الله، ويعرض قصة اختفائه التى قدم لها المقريزى تفسيرين متناقضين فى كتابين له، وينقد ما أورده ابن إياس حول حوار سرى دار بين ست الملك شقيقة الحاكم وأحد الأمراء، بهدف التدبير لقتل الخليفة، حيث يرى الحضرى أن الحوار غير منطقى، لأنه دار حسب ابن إياس فى ظلمة الليل وبين الاثنين فقط، فكيف عرف المؤرخون مضمونه؟! وفي حديثه عن مسجد" الصالح طلائع"، يتناول المؤلف قصة تأسيسه كى يدفن فيه رأس الحسين، ويستعرض حيرة الرأس بين أضرحة عديدة، يزعم مريدو كل منها أنها تضم الرأس.
وتعد الحقبة المملوكية هى الغالبة على الكتاب، ويبرر المؤلف ذلك بأنها من أكثر الحقب احتفاء بالعمارة الإسلامية، حيث شهدت سباقا متسارعا بين السلاطين والأمراء، فى تشييد المساجد وغيرها من المنشآت، وعبر حديثه عن تلك الفترة يستعرض تفاصيل الصراع المحتدم على السلطة، الذى أدى فى بعض الأحوال إلى مشاهد تجمع بين المأساة والكوميديا، فقد قتل المؤيد شيخ ابنه، خوفا من أن يتولّى الحكم بدلا منه، وكانت النتيجة أن يؤول الحكم بعد رحيل المؤيد شيخ إلى ابنه الآخر، رغم أن عمره عام وثمانية شهور، فبايعه الأمراء وهو في حجر مرضعته، بينما انفجر هو فى البكاء، وأغمى عليه من" الخضة" عندما انطلقت الآلات النحاسية لتعلن أنه تولى السلطنة!!.
غلاف حواديت المآذن
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة