أكد الدكتور طه على، الباحث السياسى، أن الفعاليات الدبلوماسية الدولية الكبرى التى تهدف إلى حل الأزمة الليبية مثل مؤتمر برلين المقرر عقده في ألمانيا يوم 17 من شهر يناير الجاري، تسعى إلى تأسيس شرعية دولية جديدة في ضوء توازنات القوى على الأرض في ليبيا، ولهذا فقد استهدف تكثيف العمليات التي يقودها الجيش الوطني، مدعومًا بحلفاء إقليميين، تغيير المشهد السياسي الناتج عن شرعية اتفاق الصخيرات.
وقال الباحث السياسى فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن أبرز مساعى تغيير المشهد السياسى فى ليبيا يتمثل فى مواجهة حكومة الوفاق التى يتزعمها فايز السراج، حيث تكتسب حكومة الوفاق شرعية دولية وإن كانت لا تملك نفوذًا يتوافق مع تلك الشرعية على أرض الواقع، متابعًا: من هنا يسارع الجيش الوطني الليبي لحصر حكومة الوفاق في أضيق المساحات لضمان موقف تفاوضي متميز.
وأشار الدكتور طه على، إلى أن ما حدث في موسكو لم يتفق مع تلك الرؤية؛ حيث وجد المشير خليفة حفتر نفسه محشورًا في قلب التفاهمات الروسية التركية ، بجانب مخططات تركيا التي تنطوي على تأمين موقف حكومة السراج والمليشيات الإرهابية والتي باتت آيلة للسقوط، كما استشعر حفتر من أجواء موسكو بوادر لتكرار "نموذج سوري" جديد على أرض ليبيا يتقاسم فيه الروس والأتراك دوائر النفوذ، ويخسر الجيش الوطني المكتسبات التي حققها أخيرا، وهو ما يتعارض ــ أيضا ــ وبالضرورة مع الهدف الرئيس للجيش الوطني والذي يتمثل في تطهير البلاد من الميليشيات والتصدي لمخططات أردوغان الإقليمية.
وفى وقت سابق أعلن الحكومة البريطانية، مشاركة رئيس الوزراء بوريس جونسون في مؤتمر برلين بشأن ليبيا الأحد المقبل، وذلك حسبما أفادت فضائية "سكاى نيوز عربية" فى خبر عاجل منذ قليل، وقال قصر الإليزيه إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضر مؤتمر ليبيا المقرر عقده في برلين يوم الأحد لمناقشة الصراع الليبي.
ومن المقرر أن تستضيف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أيضًا مسئولين كبارًا من تركيا وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وإيطاليا في المؤتمر الذي يأتي عقب اجتماع في موسكو يوم الاثنين أخفق فيه طرفا الصراع الليبي في التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة