يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدولى للكتاب 2020، لزواره كتاب "الحفاظ على الآثار التاريخية فى الإسلام"، بقلم محمود رشاد محمد، من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
انطلاقًا من تعلق قضية الآثار التاريخية بالإرث الحضارى للأمم، والتى تُعزز هويتها، وتُمثل معابر حضارية للأجيال، كان حرص الأزهر الشريف على نشر هذا الكتاب وتقديمه للقراء والجمهور وطلاب العلم.
يشير الكتاب إلى أن نظرة الإسلام لمسألة الآثار تنسجم مع دعوته للسياحة فى الأرض والنظر فى ملكوت الله وفى آثار السابقين لاستخلاص الدروس والعبر وتعظيم سبل الاستفادة بين الناس، فهى من الأدلة المحسوسة على سنن الله المطردة فى خلقه.
ويؤكد الكتاب على أن الآثار التاريخية إرث إنسانى يجب المحافظة عليه وحمايته من عبث وفساد وعدوان التنظيمات المتطرفة، محذرًا من الدعوات المتطرفة التى تدعو إلى القضاء على الآثار بدعاوى واهية، لافتًا إلى أن أصحاب تلك الدعاوى لا يدركون أنهم بذلك يضيعون حقيقة الحث على السير والنظر للاتعاظ والاعتبار وأيضا القضاء على الأدلة المحسوسة الشاهدة بأخبار السابقين، كما أنها تعطل البحث عن الأسرار العلمية المبثوثة فيها.
ويوصى الكتاب بالعمل الدؤوب على نشر ثقافة زيارة الآثار واحترامها وذلك عن طريق المناهج الدراسية وغيرها؛ لأنها تعكس وعى وحضارة السابقين، كما يوصى الكتاب بالعمل على مواجهة الفكر الظلامى فى هذه القضية وغيرها.
وينقسم الكتاب إلى خمسة فصول، الأول: حديث القرآن الكريم عن الآثار التاريخية ويشمل دعوة القرآن إلى رؤية الآثار للاتعاظ والاعتبار والبحث عن الأسرار العلمية المبثوثة فى الآثار. الفصل الثانى: "حديث السنة النبوية عن الآثار التاريخية" ويشمل الحديث عن ديار قوم سيدنا صالح وآطام المدينة المنورة. ويتناول الفصل الثالث تعامل الصحابة الكرام مع الآثار التاريخية.
بينما كان فتاوى علماء الأزهر الشريف فى المحافظة على الآثار هو مضمون الفصل الرابع. أما الفصل الخامس والأخير فهو تحت عنوان "شبه الداعين إلى هدم الآثار وتفنيدها" متناولًا تلك الشبهات بالتحليل والرد عليها بالأسلوب العلمى الرصين.
ويشارك الأزهر الشريف – للعام الرابع على التوالى - بجناحٍ خاص فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ51؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية فى نشر الفكر الإسلامى الوسطى المستنير الذى تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض فى قاعة التراث رقم "4"، حيث يمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة للندوات، وركن للفتوى، وبانوراما الأزهر، وركن للخط العربى، فضلًا عن ركن للأطفال والأنشطة والورش الفنية.