بلغة غلب عليها طابع التفاؤل بقرب انتهاء الحرب فى اليمن التى تدخل عامها الخامس، تحدث مارتن جريفيث عن تطورات أزمة اليمن أمام مجلس الأمن، مؤكدا أن اتفاق الرياض ومساهمة السعودية فيه كان لهما الدور الرئيسي في تحسين الأوضاع باليمن.
وأضاف جريفيث إن السلام في اليمن من المفترض أن يتحقق خلال العام الجاري، مشدداً على أهمية "الحل السياسي للأزمة اليمنية".
تهديدات للمكاسب
ولفت المبعوث الأممي إلى أن الأزمة الإقليمية الأخيرة "هددت المكاسب التي لوحظت في اليمن مؤخراً، حيث يبدو أن الأزمة اللحظية قد انتهت لافتا الى أن هذا الإنجاز لم يتحقق عن طريق الصدفة، فقد عمد القادة اليمنيون والقادة في المنطقة إلى ضبط النفس.
وتابع أنه أنه منذ المرة الأخيرة التي خاطبت فيها المجلس، مرت المنطقة بأزمة تهدد عواقبها المكاسب التي نلاحظها في اليمن. لحسن الحظ، يبدو أن الأزمة المباشرة قد انتهت، وأجرؤ على القول إن تضافر جهود الكثيرين قد أبقى اليمن في مأمن من هذه الأزمة في الوقت الحالي. ويستند هذا الإنجاز، وهو إنجاز حقيقي، إلى إجماع على أن اليمن يجب ألّا يتأثر بالتوترات الإقليمية.
وأضاف : الأهم من ذلك هو أننا لم نر أي أعمال استفزازية عسكرية كبرى في اليمن خلال وقت الأزمة، مما يعد أمرًا جديرًا بالاهتمام. في الواقع، كان هذا الأسبوع من أكثر الأسابيع هدوءً في اليمن منذ بدء الحرب، حيث كانت هناك ضربة جوية واحدة فقط في فترة الأسبوعين السابقين، وحركة عسكرية محدودة للغاية على الأرض، كما لم تكن هناك هجمات بطائرات مُسيرة أو صواريخ على الدول المجاورة. لذا آمل، آمل ألّا يكون من السابق لأوانه القول إن اليمن قد خرج من هذه الأزمة سالماً حتى الآن.
وقدم التعزى بوفاة السلطان قابوس بن سعيد الذي توفي في العاشر من يناير، مؤكدا أن السلطان قابوس كان قائدًا ملهمًا في عمان في مجال السلام والمصالحة، وقال : "أتمنى للسلطان هيثم بن طارق آل سعيد النجاح في قيادة بلاده في السنوات القادمة، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة لكل المهتمين بالقضية التي نناقشها اليوم".
وأضاف: "أود أن ألفت انتباه المجلس، إلى هذه الجهود المتمثلة أولاً في خفض تصعيد الأعمال العدائية العسكرية، وثانيًا في تنفيذ الاتفاقات التي أبرمت في ستوكهولم والرياض، وأود أيضًا أن أشير بإيجاز إلى الجهود المبذولة لاتخاذ تدابير إضافية مُساعِدة من جانب الأطراف، وهي تدابير لها قيمة حقيقة في ذاتها كما أنها تبني الثقة بين الأطراف."
وأكد أنه فيما يتعلق بوقف تصعيد العمليات العسكرية، فإن الحرب الجوية في اليمن بنسبة 80% .
وقال: كان هذا إنجازًا مهمًا في حينها، ولكن أعتقد أن الأكثر أهمية من ذلك هو استدامة ذلك الانخفاض، بل وتحسنه أيضًا. فمنذ بداية شهر يناير ، مرت تسعة أيام دون أية غارات جوية على الإطلاق.
وتابع: لكن المفجع أن بعض الجبهات لا تزال نشطة ولا يزال هناك الكثير جدًا من وفيات المدنيين، إلّا أن حركة القوات والجيش على الأرض قد انخفضت. نحن بالتأكيد، وأتمنى أن يكون ذلك حقيقيًا وأتمنى أن يظل حقيقيًا، نشهد واحدة من أهدأ فترات هذا النزاع، هذا ليس شيئًا بسيطًا، واستدامة التهدئة حتى في وقت الأزمة كما ذكرت سابقًا هو أمر جدير بالملاحظة.
وقال: لا ينبغي الحكم على هذه الجهود من خلال ما إذا كانت تحقق وقفًا تامًا لإطلاق النار، ولكن بما إذا كانت طاقات الأطراف موجهة بعيدًا عن الحرب، إلا أن التجربة تخبرنا أيضًا أن التهدئة العسكرية لا يمكن أن تستمر بدون إحراز تقدم سياسي بين الطرفين، وهو التحدي القادم.
اتفاق الرياض
وعلق جريفيث على التقدم المحرز في تنفيذ اتفاق الرياض بقوله: "أود أن أثني على الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وهي الأطراف التي أبرمت الاتفاق، بدعم من المملكة العربية السعودية، لجهودهم والتزامهم في تنفيذ تلك الالتزامات. إن التحسن النسبي في الوضع الأمني في عدن يبشر بالخير فيما يتعلق بجهودهم. كما يعد التزم الأطراف مجددًا باتخاذ تدابير محددة زمنيًا لدعم تنفيذ اتفاق الرياض علامة إيجابية. وأعلم بشكل مباشر أن هناك مفاوضات يومية مفصلة تحدث بينما نحن هنا".