أثارت أعمال نقل تمثال رمسيس الثانى بعد تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى عددا من الصور توضح نقل التمثال على سيارة قمامة حالة من الغضب على صفحات السوشيال ميديا، وانتشر الأمر على أساس أنه التمثال أصلى، ما جعل البعض يتساءل كيف يتم تشويه حضارتنا بهذه الطريقة، ولماذا لم تتم أعمال النقل بطرق علمية؟.
وبدورنا حاولنا التحقق من الأمر، خصوصًا أن الصور المتداولة توضح أن التمثال ليس أثريا ومن الواضح أنه نموذج، لكن للتأكيد تواصلنا مع متخصص فى أعمال النماذج الأثرية الدكتور عمرو الطيبى، المدير التنفيذى لوحدة إنتاج النماذج الأثرية بوزارة الآثار، للوقوف على حقيقة التمثال.
وقال الدكتور عمرو الطيبى، إن التمثال الموجود فى الصور نموذج وليس تمثالاً أثرياً، وذلك لعدة عوامل منها أن حجم التمثال الأصلى لا يمكن نقله على سيارة مثل الموجودة فى الصور، لأن مثل هذه السيارات لا تتحمل نقل التمثال الأصلى على الإطلاق، كما أن أعمال النقل حتى إذا كان التمثال مستنسخا تبين من الصور أنها عشوائية للغاية.
وأكد المدير التنفيذى لوحدة إنتاج النماذج الأثرية بوزارة الآثار، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن أعمال نقل المستنسخات الأثرية تتم داخل الإدارة بطرق علمية حديثة، وليس كما تداوله تلك الصور، لافتا إلى أن التمثال الموجود بالصور لا صلة له بإدارة النماذج بوزارة الآثار، ومن المرجح أن تكون هذه الصور مفبركة وليست صحيحة.
ومن جانبها أصدرت محافظة الشرقية بياناً بعد الغضب الذى أشعل مواقع التواصل الاجتماعى، أوضح أن التمثال النموذج تم وضعه منذ 15 عاماً أمام جامعة الزقازيق، ونقل التمثال جاء بهدف تسهيل الحركة المرورية خاصة فى فترة الذروة، الذى يتزامن فيه خروج الطالبات والطلاب من الجامعة والموظفين وطلاب المدارس ما يسبب زحاما مروريا، وأن التمثال ليس أصلياً وتم وضعه من قبل بهدف زيادة الناحية الجمالية.
وقال الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، فى تصريحات صحفية، إن التمثال مصنوع من الجبس وليس له قيمة أثرية، وبعد قرار رفع التمثال تواصلنا وخاطبنا الجامعة لتوفير مكان آخر للتمثال المنقول، والهدف من نقل التمثال توسيع المكان أمام الجامعة وخلق سيولة مرورية، ويتم فى الوقت الحالى إعادة تخطيط المدينة وإضفاء الوجه الحضارى والجمالى عليها بما يليق بعاصمة الشرقية.
واستعانت محافظة الشرقية، بمعدات ثقيلة وسيارة نقل كبيرة تابعة لمنظومة النظافة وأكثر من 50 مسئولا ومهندسا وعاملا وشرطيا، للقيام بعملية خلع التمثال والذى استغرق أكثر من ثلاث ساعات .
لكن السؤال الذى يطرح نفسه الآن من الذى صمم نموذج لتمثال رمسيس، فحول ذلك ردد عدد من النشطاء أن التمثال كان من تنفيذ إحدى شركات المقاولات آنذاك، كهدية للمحافظة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة