بعد أيام قليلة من خروج 3 قيادات من حركة النهضة الإخوانية وإعلان استقالاتهم من الحركة، اشتعلت الأزمة داخل تلك الحركة التى يتزعمها راشد الغنوشى، خاصة بعدما خرج قيادى بارز بالحركة يطالب الغنوشى بأن يتخلى عن منصب رئيس الحركة، ويعترف بأن مواقف ووضع الحركة الإخوانية التونسية لا يسر، فى الوقت الذى أكد فيه خبراء أن هناك مخاوف داخل الحركة الإخوانية التونسية بأن تشهد نفس سيناريو إخوان الأردن الذين انقسموا لمجموعات عديدة.
مواقع تونسية، نقلت عن القيادي في حركة النهضة التونسية، محمد بن سالم ، مطالبته لراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بأن يتخلى عن رئاسة الحركة وتسليمها لمن يخلفه وفقا لما ينص عليه القانون الداخلى للحركة.
القيادى البارز بحركة النهضة الإخوانية، قال فى تصريحات نشرتها المواقع التونسية، إنه إذا كان الغنوشي حريصا على وحدة الحركة فلينسحب من رئاستها وعليه أن يبقى زعيما للحركة لا رئيسها حتى لا يخرج من الباب الصغير فالوضع الداخلي للحزب لا يسر وهناك إصرار على ارتكاب الأخطاء، موضحا أن راشد الغنوشي ، مصر على إزاحه كل من يعارضه.
من جانبه أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حركة النهضة الإخوانية التونسية تواجه مزيدًا من الانشقاقات فى هذا التوقيت، بسبب الاختلاف حول عدد من السياسات، ومطالبة القواعد الوسطى فى الحركة بتعديل سياسات النهضة، خاصة بعد سقوط حكومة الحبيب الجملى، التى شكلتها الحركة، بعد عدم تمكنها من الحصول على ثقة البرلمان التونسى، وهو ما أحدث أزمة كبرى داخل الحركة الإخوانية دفع العديد من قياداتها إلى تقديم استقالاتهم من الحركة.
ولفت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن هناك مخاوف داخل التنظيم الدولى للإخوان، أن يحدث لحركة النهضة الإخوانية ما حدث لإخوان تونس من انشقاقات واسعة وتفتتها إلى عدة أحزاب وحركات وهو ما ساهم بشكل كبير فى إضعاف إخوان الأردن.
ولفت الدكتور طارق فهمى، إلى أن الأمور مرشحة في تونس إلى أن تتفتت حركة النهضة ويخرج منها عدة حركات صغيرة وهو ما سيساهم في إضعاف الحركة الإخوانية.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك تحركات داخل التنظيم الدولي للإخوان للسيطرة على حركة الانقسامات والاستقالات التي تضرب حركة النهضة حتى لا يتكرر سيناريو إخوان الأردن.
وفى سياق متصل أكد طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن حركة النهضة الإخوانية التى يتزعمها راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة التونسية تمر بحالة ارتباك شديدة للغاية، خاصة فى ظل الاستقالات التى تضرب الحركة فى الفترة الراهنة، وإعلان العديد من قيادات الحركة الإخوانية التونسية استقالاتهم، لافتا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مجموعة كبرى من الانقسامات داخل ترك الحركة وانشقاق عدد هائل منها.
وقال القيادى السابق بجماعة الإخوان لـ"اليوم السابع"، إن الاستقالات والانشقاقات التى تضرب حركة النهضة الإخوانية خلال الفترة الراهنة تدل على الأزمة التى تمر بها حركة النهضة بعد فشلها فى تشكيل الحكومة التى كان يترأسها الحبيب الجملى، كما أنها بداية التحالفات السياسية المدنية ضد الحركة الإخوانية فى البرلمان التونسى.
وكشف تقرير قناة "مباشر قطر"، التابعة للمعارضة القطرية، عن أن التلاقي ما بين أطماع الديكتاتور التركي أردوغان والأفكار المريبة للتنظيم الإرهابي للإخوانِ بات يثير الهواجس بسبب مخططاتِهما الإرهابيةِ التي تهدد استقرار الدول العربية، وتابع:"زيارة مريبة قام بها راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإخوانية، الرئيس الحالي للبرلمان التونسي لأنقرة للقاء أردوغان، أثارت كثيرًا من علاماتِ الاستفهام بالداخل التونسي، ما دفعَ البرلمان التونسي إلى عقدِ جلسة مساءلة للغنوشى".
واستكمل تقرير قناة المعارضة القطرية، :"زيارة الغنوشي لأنقرة جاءَت بعد يومٍ واحدٍ فقط من رفضِ البرلمانِ منح الثقة لرئيس الحكومةِ المكلف، الحبيب الجملي، وسط مخاوفَ من تدخل تركي في الشأنِ الداخلي لتونس. وأثارت الزيارةُ شكوكًا كبرى، لاسيما أن الغنوشي لم يفصِح عما دار مع أردوغان، مدعياً أنه التقى العثمانلي لتهنئتِه بتطويرِ سيارة كهربائية مزعومة، وهذا العذر لم يقنِعِ الشارع التونسي.
كتلة الحزب الدستوري الحر في تونس، ذهبت إلى حدِّ الدعوة إلى سحب الثقة من الغنوشي، بسببِ تصاعدِ التدخلاتِ التركيةِ في تونس وخضوعِ رؤوسِ التنظيمِ الإرهابي للإخوان لها. واعتبرت عبير موسي، عضوة البرلمانِ وزعيمة كتلة الدستوري الحر، أن الواجبَ الوطني يحتم على كل التونسيين ضرورةَ التحركِ الشعبي والبرلماني لسحبِ الثقةِ من الغنوشي، موضحة أن زعيمَ الإخوانِ يعمل ضد مصالحِ بلادِه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة