أكرم القصاص - علا الشافعي

الديكتاتور العثمانى يناقض نفسه فى التعامل مع سوريا.. أردوغان يصف الأسد بـ"الإرهابى" ويرحب بالتفاوض معه.. يحتل المدن السورية ويأمر قواته بلقاء قادة سوريين.. ورئيس المخابرات التركى يلتقى مع نظيره السورى

الأحد، 19 يناير 2020 01:30 م
الديكتاتور العثمانى يناقض نفسه فى التعامل مع سوريا.. أردوغان يصف الأسد بـ"الإرهابى" ويرحب بالتفاوض معه.. يحتل المدن السورية ويأمر قواته بلقاء قادة سوريين.. ورئيس المخابرات التركى يلتقى مع نظيره السورى اردوغان
كتب- هاشم الفخرانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يوما بعد يوم تتأزم الأوضاع بالنسبة لتركيا، فيما يتعلق بالملف السورى، حتى وصل الأمر إلى استعداد رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان للجلوس مع الرئيس السورى بشار الأسد، والذي سبق أن وصفه بـ"الإرهابى"، هذا الاستشراف ليس توقعًا أو تخمينًا، وإنما استنادًا إلى الخطوة الرسمية الأولى التي شهدتها العاصمة الروسية موسكو خلال الأسبوع الماضي.

وقال المعارض التركى تورغوت أوغلوا، أنه بالتزامن مع اتجاه الأنظار نحو موسكو التي شهدت اجتماعات ومفاوضات من أجل إعلان الهدنة ووقف إطلاق النار بين قائد الجيش الوطنى الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، كان هناك لقاء آخر فى اليوم نفسه، بين رئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان، الذى يعتبر الصندوق الأسود لأردوغان، ورئيس جهاز الأمن الوطنى السورى على مملوك، الذى يعتبر الذراع الأيمن لبشار الأسد، موضحاً أن هذا اللقاء هو أول لقاء رسمى رفيع المستوى بين البلدين، يتم الإعلان عنه أمام الرأى العام العالمى، منذ اندلاع الأزمة السورية.

وأشار إلى أن اللقاء تناول عددا من الموضوعات، من بينها وقف إطلاق النار في إدلب، والتعاون المشترك لمواجهة تنظيم وحدات حماية الشعب الكردي(YPG) . أما المسؤولون الأتراك الذين قدموا معلومات حول الاجتماع للميليشيات والتنظيمات المسلحة التى تقاتل في وجه الجيش السورى النظامى في إدلب، فقد أوضحوا أن الاجتماع تناول "سبل تعزيز السلام، وليس العلاقات مع دمشق"، وأكدوا أنه لم يتم بحث أى موضوعات أخرى مثل تسهيل تقدّم قوات النظام السورى إلى إدلب، وأن الحرب لن تنتهى أبدًا فى حال تحولها إلى حرب عصابات.

وبعد عام واحد من دخول موسكو على خط الأحداث فى سوريا، خلال عام 2015، بدأت الرياح تهب على عكس ما تهوى السفينة التركية، واضطرت أنقرة لإقناع المسلحين والمقاتلين للتنازل باستمرار، حيث تراجعت تركيا وخسرت كلا من حلب وحماة واللاذقية، بالإضافة إلى أجزاء مهمة من إدلب.

في المقابل احتلت أجزاء من الأراضى السورية، من خلال عمليات عسكرية، مثل درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام، ولكن تركيا بدأت بالتزامن مع تقدم الجيش السورى نحو الشريط الحدودى، إجراء لقاءات سرية مع الجيش السورى والقوات الروسية، حتى لا تفقد ما سيطرت عليه من الأراضى فى شمال سوريا.

الرئيس السورى بشار الأسد أيضًا أوضح في تصريحات سابقة، أن مثل هذه اللقاءات والاجتماعات عقدت بين البلدين قبل ذلك مرتين أو ثلاثة مرات في سوريا، بينما عقد لقاء غير رسمى واحد أو أكثر أيضًا داخل سوريا، أما تركيا فتتجنب التأكيد على صحة هذه الادعاءات.

 

 

أما بالنسبة للقاء الأخير، الذي أجرى بوساطة روسية فى 13 يناير الجارى فى موسكو، وأقر به الطرفان، فيكشف أن هذه اللقاءات باتت تتم بشكل علنى وصريح، وبهذا يكون أردوغان قد تراجع عن تصريحاته السابقة، التي قال فيها: "لن ألتقى بالأسد".

آخر تصريحات أردوغان في هذا الصدد كانت ردًا على دعوة زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كيليجدار أوغلو، للقاء الأسد، فقال أردوغان خلال اجتماع عُمَد القرى فى دورته 45 بتاريخ 8 فبراير 2018: "ما الذي سنبحث مع قاتل نحو مليون إنسان".

وسبق أن قال أردوغان خلال زيارته للعاصمة التونسية في 27 ديسمبر 2017: "قطعًا لا يمكن السير مع الأسد فيما يحدث في سوريا. لماذا؟ كيف يمكن ذلك مع رئيس سوريا الذى قتل ما يقرب من مليون من مواطنيه؟ كيف سنحتضن مستقبلنا معا؟ هل يريد الشعب السوري أن يرى شخصا كهذا على رأس السلطة؟ أقولها صراحة وبوضوح إن الأسد هو إرهابي يمارس إرهاب الدولة".

 

مدير المخابرات التركية "هاكان فيدان"

ولم تكن تلك هي التصريحات الأولى لأردوغان التي أكد فيها رفضه التفاوض مع الأسد أو لقائه، وإنما قال أيضًا في تصريحاته بتاريخ 26 نوفمبر 2015: "نحن نعلم جيدًا أن الضرر الأكبر الذي يسببه داعش يلحق بالإسلام والمسلمين؛ ولكن يجب النظر إلى الأمر على أنه لا فرق بين إرهاب تنظيم وإرهاب دولة. الأسد هو شخص يمارس إرهاب الدولة في بلده".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة