تمر هذه الأيام الذكرى الـ425 على رحيل السلطان العثمانى مراد الثالث، السلطان الثاني عشر من سلاطين الدولة العثمانية، إذ رحل فى فى أحد أيام 15/ 16 يناير عام 1595م، عن عمر ناهز حينها 48 عاما.
وقد اشتهر عهد السلطان العثماني الراحل بمنع شرب الخمر، ولكن ثورة الانكشارية أجبرته على ترك هذا القرار، كما قام بقتل إخوته ليأمن على نفسه من النزاع على الملك، وكان ذلك قد أصبح عادة تقريبا وخلفه ابنه السلطان محمد الثالث.
وبحسب كتاب "الدولة العثمانية: عوامل النهوض وأسباب السقوط (الجزء الثاني)" للدكتور علي محمد الصلابي، فإن أول أعمال السلطان مراد الثالث، أن أصدر أمرا بمنع شرب الخمور بعد ما شاعت بين الناس وأفرط فيها الجنود خصوصا الانكشارية، فثار الانكشاريون واضطروه لرفع أمره بالمنع وهذا يدل على ظهور علامات ضعف الدولة بحيث السلطان لا يستطيع منع الخمور وإقامة أحكام الشرع عليهم.
وتذكر عدد من المراجع أن السلطان العثمانى مراد الثال، أبطل أيضا القهوة والدخان والتبغ، وتوضح أنه منع القهوات فى جميع ممالكه، إلا أن مراجع أخرى تشير إلى أن إلا أن أوامره هذه لم تطبق في كل أرجاء الإمبراطورية العثمانية، إذ ترد إشارة تاريخية إلى إقامة مقهى فى بغداد، وتوضح بعض المصادر أن السبب الحقيقي لمنع القهوة حينئذ كان يكمن في تخوف الحكومة من أوكار التمرد (المقام).
لكن المراجع السابقة لم توضح أن كان القهوة الممنوعة هنا هى القهوة بمعناها المعروف الآن، أم المقصود منها الخمر، إذ أن البعض يرى أن كلمة "قهوة " معناها في الأصل "الخمر"، ويقول أبو بكر بن أبي زيد في مؤلفه "إثارة النخوة بِحل القهوة": إن اشتقاق القهوة من الإقهاء، وهو الإجتواء، أي الكراهة، أو من الإقهاء بمعنى الإقعاد، من أقهى الرجل عن الشيء أي قعد عنه وكرهه، ومنه سميت الخمرة قهوةً لأنه تقهِي أي تكرِه الطعام أو تقعد عنه، أما القهوة التي نشربها من نقيع البن، فاستعمال هذه الكلمة للدلالة عليها كان متأخرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة