مشهد سيطر على اهتمام الملايين على المواقع الإخبارية والتواصل طوال الساعات الأولى من عام 2020، وبطله البابا فرنسيس، وسيدة شدته من يده فانتزع يده منها، وبعد ساعات سارع بالاعتذار للمرأة ولكل من شاهد المنظر، لكن الفيديو وانتشاره سيطرا على اهتمام مواقع التواصل، مع تعليقات انتقدت سلوك المرأة فيما توقع كثيرون أن يعتذر البابا الذى عرف عنه التواضع والاقتراب من الجمهور، وأهم درس كان أن أى تصرف مهما كان طبيعيا يتحول إلى حدث يشغل بال الملايين، وأن أى شخص مشهور لا يكون حرا أمام الكاميرات حتى لو واجه تصرفا مؤلما من الآخرين، خاصة أن البابا هو الذى قرر بعد توليه أن يسقط الحواجز مع الجمهور والزوار، ويختلط بهم رافضا عزلة ظلت مثالا فى الفاتيكان لقرون، وهو ما جعله أمام الكاميرات، التى وجدت فى المشهد أمرا يستحق الاهتمام ضمن احتفالات رأس السنة.
كان البابا فرنسيس بابا الفاتيكان يحيى الحجاج فى ميدان القديس بطرس ويسلم على الأطفال وهو مبتسم، عندما قبضت سيدة على يده وجذبته بشدة، لدرجة أنه كاد يسقط وبان الألم على وجهه.. تلقائيا خبط على يد المرأة مرتين ليخلص يده منها. استمر الارتباك فى مشية البابا قبل أن يعود ليقترب من الجمهور ويسلم على الأطفال.
جرى المشهد أمام ملايين، وانتشر المقطع على مواقع التواصل الاجتماعى، والمواقع الإخبارية والقنوات الفضائية، خاصة أن البابا فرنسيس له شعبية واسعة منذ توليه قبل 6 سنوات، وعرف عنه التواضع ودعم الحركات الإنسانية والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية وتشجيع الحوار والتواصل بين مختلف الخلفيات والثقافات، ويرفض الانعزال عن الناس، ويختلط كثيرا بالزوار.
سارع البابا فرانسيس- 83 سنة- بالاعتذار عن تصرفه مع المرأة، واعترف بأنه «فقد الصبر» وقال: «نحن نفقد الصبر بعض المرات.. هذا يحدث لى أيضا». وقال قبل الاحتفال بالقداس فى الفاتيكان «أعتذر عن المثال السيئ الذى قدمته أمس». وانتقد فى خطابه العنف ضد المرأة: «إذا كنا نريد عالماً أفضل فى العام الجديد، يجب أن نعامل المرأة بكرامة. وانتقد ظواهر توظيف أجسام النساء على مذبح الدعاية للإعلانات، والربح، والمواد الإباحية.
مسارعة البابا فرنسيس بالاعتذار لقيت إشادة من كثيرين اعتبروا أنه خلص يده من المرأة لأنه شعر بألم، وكاد يفقد توازنه، واعتبروا اعتذاره استمرارا لسلوك متواضع من بابا غير كثيرا من المظهرية فى الكنيسة الكاثوليكية.
والبابا فرانسيس أو خورخى ماريو بيرجوليو، أرجنتينى تولى فى 13 مارس 2013 بعد اعتذار البابا بندكت السادس عشر لأسباب صحية، وهو أول بابا من العالم الجديد وأمريكا الجنوبية والأرجنتين، وأول بابا من خارج أوروبا منذ عهد البابا جريجورى الثالث (731 - 741). وعرف عنه شغفه بالأفلام، والموسيقى الشعبية فى الأرجنتين والأوروجواى، ورقص التانجو، ومتابعته كرة القدم، وحبه تشجيعها، بشكل خاص نادى برشلونة. وبعد انتخابه ألغى الكثير من التشريعات المتعلقة بالبابوية والمخصصات والمظهرية ويحرص على ارتداء ملابس متواضعة، وبعد انتخابه احتفظ بحذاء متواضع رافضا ارتداء حذاء البابا الفاخر وظهر وهو يغسل أقدام اللاجئين ويهاجم اختلال العدالة فى العالم وغياب المساواة. على سبيل المثال أقام فى بيت القديسة مرثا وليس فى المقر الرسمى فى القصر الرسولى، ووصف بكونه «البابا القادر على إحداث تغييرات».
كما كان البابا أحد أطراف الحوار بين المسيحية والديانات المختلفة وامتاز عصر قيادته بالأرجنتين للتحاور والتقارب مع المسلمين وحظى توليه بفرحة من مسلمى أمريكا اللاتينية. وأصبحت سياساته مثار جذب وتفاعل، ومنها الصورة الأولى لعام 2020، عندما تصرف بتلقائية، وعاد ليعتذر لأنه فقد صبره، وكان بطلا لأول صورة فى العام الجديد، وفى زمن لا يمكن فيه الاحتفاظ بالخصوصية فى غابة الكاميرات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة