"والله هو النور لمن يبصر بقلبه، وفى معنى النور تتوحد صفات الله الحسنى، والبشر خليقة نور، وفى النور يريدهم ربهم، فى نور الحق وكرامة الواجب وسواء السبيل، فليكن النور رفيقنا وهادينا، ولتكن صلاتنا، ان اللهم هبنا القدرة على ان تشرق انفسنا البشرية بحقيقتك النورانية، واضرب بنا الظلمة واجعل الموت ان وجب علينا حبيبا الينا".
تظل رواية السائرون نياما للكاتب الكبير سعد مكاوى (1916 – 1985) واحدة من أشهر الروايات التاريخية فى مصر، حيث تتناول الثلاثين عامًا الأخيرة من حكم المماليك، وقد نشرت الرواية عام 1963 وكانت من أهم الأعمال التى وظفتْ التراث.
السائرون
وُلد سعد مكاوى (1916 ــ 1985) بقرية الدلاتون بمحافظة المنوفية، وأنهى دراسته الثانوية بالقاهرة، ثم سافر إلى فرنسا ليلتحق بجامعة السوربون، ثم أصبح أحد كتاب جريدة المصرى.
وكتب ماهر حسن عن الرواية يقول: "أما عمله الأشهر وهو رواية «السائرون نياما» فهى رواية تاريخية تدور أحداثها فى زمن حكم المماليك فى الفترة من 1368 إلى 1499 وهى رواية يخيم عليها مناخ أسطورى وذات أحداث متقاطعة ومتشعّبة وأسلوب سردى ساحر يجمع بين العامية والفصحى والقاموس اللغوى المملوكى، حيث المسميات المملوكية، فتقابل أتابك العسكر وبيت المال والملتزم والسخرة؛ ويجعلك بحرفية تعيش ما لم ترَه، وتتخيّل ما كان يحدث على أرض مصر فى تلك الحقبة الزمنية، وينقسم العمل إلى 3 أقسام هى: (الطاووس، الطاعون، الطاحون) وقد أنهى القسم الثانى بحلول كارثة الطاعون، فبدت وكأنها قضت على جيل بأسره لينتقل بعدها بالأبطال لجيل الأبناء. ونسج كاتبنا عبر هذه الأقسام عشرات الشخصيات والأماكن فى سحر جذّاب يجعلك تفغر فاك فى دهشة سائلاً كيف أمكنه الإمساك بتلابيب هذه الشخصيات وبحكاياتهم وبجمعهم معاً بهذا الأسلوب والبيان الأخاذ، وقد صدرت الرواية عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1997، ثم دار الشروق فى 2011 ثم أصدرت منها الشروق طبعة ثانية العام الماضى 2017 وقد اختيرت ضمن قائمة اتحاد الكتاب، لأفضل مائة رواية عربية فى القرن العشرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة