أعلنت تسلا فى نوفمبر الماضى عن موقع مصنعها الرابع، والذى سيكون بقرية تضم أقل من 9000 نسمة تدعى جرونهايد، على بعد حوالى 23 ميلًا شرق برلين، وستحتاج شركة صناعة السيارات إلى إزالة 740 فدانًا من الغابات من أجل هذا المصنع، والذى سينتج ما يصل إلى 500000 سيارة سنويًا، فالأرض وحدها ستبلغ تكلفتها 45.36 مليون دولار، وسيوظف المصنع ما يصل إلى 12000 شخص، وفقا لرويترز.
ورغم أن الخطط الخاصة بالمصنع قد جذبت بالفعل المزيد من الاستثمارات فى قرية جرونهايد؛ مع وعود بتشييد مبانى شاهقة مكونة من 22 طابقًا ومراكز تجارية ضخمة، لكن السكان المحليين لم يعجبهم الحال، إذ تجمهرت مجموعة مكونة من 250 شخص فى جرونهايد يوم 18 يناير للتعبير عن غضبهم من خطط إيلون ماسك رئيس شركة تسلا، وهتف المتظاهرون وفقا لتقرير رويترز قائلين: "نحن هنا، نهتف بصوت عالى، لأن تسلا تسرق مياهنا".
اندلعت الاحتجاجات بسبب تقرير صادر عن جمعية مياه تمثل براندنبرج، التى يقطنها 2.5 مليون نسمة، إذ أشار ذلك التقرير إلى أن تسلا ستحتاج إلى أكثر من 300 متر مكعب من المياه فى الساعة - مما يؤدى إلى استنزاف الاحتياطيات المحلية.
ويشعر آخرون بالقلق من أن المصنع سوف يلوث مياه الشرب المحلية، لذا رفعوا لافتات مثل "لا يوجد مصنع فى الغابة" و "تسلا أو مياه الشرب".
وقالت الناشطة البيئية آن باخ لرويترز: "لست ضد تسلا، لكن الأمر يتعلق بالموقع؛ فى منطقة الغابات التى تعد محمية للحياة البرية، هل هذا ضروري؟"
لم يبدأ نقد الألمان للمصنع فى 18 يناير فقط، بل درس المختصون أيضا المخاطر المحتملة للمصنع منذ الإعلان عن موقعه المحدد فى نوفمبر الماضى.
وأوضح فريدهيلم شميتز - جيرش، رئيس جمعية الحفاظ على الطبيعة (NABU) فى براندنبورج، إن المصنع قد يهدد نوعًا من الخفافيش، وقال فى مقابلة مع Business Insider : "نحتاج إلى البدء فى تحديد الأنواع التى يجب أخذها فى الاعتبار".
جدير بالذكر يعد الألمان بشكل عام أكثر قلقًا من الأميركيين بشأن البيئة، إذ كشف مسح أجرته مؤسسة بيو عام 2018 أن 71٪ من الألمان يقولون إن تغير المناخ يشكل "تهديدًا كبيرًا" لبلدهم، مقارنة بـ 59٪ من الأمريكيين و 68٪ من متوسط عدد أبناء الأرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة