شهدت الجلسة الافتتاحية للقمة البريطانية الأفريقية للاستثمار 2020، والمقامة في لندن، حالة من التصفيق الحاد، وذلك لحظة ختام كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الإفريقي.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن القمة البريطانية الأفريقية للاستثمار 2020 تمثل إضافة جديدة للعمل الدولى فى تحقيق طموحات القارة الأفريقية للتنمية على مختلف الأصعدة، معربا عن تقديره للملكة المتحدة فى دعم المساعي الأفريقية نحو تحقيق الأهداف التنموية وفق ما تم الاتفاق عليه أفريقيا فى أجندة التنمية 2063، والأهداف الأممية للتنمية المستدامة 2030، وذلك استنادا إلى مبدأ المصالح المتبادلة والمشتركة.
وأضاف الرئيس السيسى خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية للقمة البريطانية الأفريقية للاستثمار 2020، أن العالم يشهد أوضاعا دولية تتسم بالاضطراب وعدم الاستقرار وتزايد وتيرة الصراعات المسلحة، وانتشار ظاهرة الإرهاب وتداعيتها على القارة الأفريقية والأوروبية، واستمرار منطق القوة فى العلاقات الدولية، وكذلك تصاعد القلق من الهجرة غير الشرعية فى محيطنا الإقليمي، فضلا عن تحديات اقتصادية واجتماعية وبيئية بما يؤثر على جهود التنمية المستدامة الشاملة والمنشودة.
وتابع الرئيس السيسى، إنه رغم ضخامة تلك التحديات التى تواجه العالم وتشابك آثارها على القارة الأفريقية، بما يتعارض مع تهيئة المناخ الملائم، لتحقيق التنمية بكل أبعادها وعلى رأسها اجتذاب الاستثمار الأجنبي المباشر، وهو موضوع قمتنا اليوم، فالقارة الأفريقية شهدت عاما حافلا من الجهود الممتثلة فى الاندماج الإقليمي والتكامل الاقتصادي الأفريقى.
ووقال الرئيس السيسى، أن هناك فرص واعدة ومتنوعة أمام شركاء القارة على مستوى العالم، تجعل من أفريقيا أحد أهم المقاصد أمام مؤسسات الأعمال الدولية ذات الأهمية، مثل تلك المتواجدة هنا فى المملكة المتحدة، ومن هذا المنطلق فإن دول القارة الإفريقية تؤكد انفتاحها التام على بريطانيا وكافة الشركاء.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، على أهمية مشروعات برنامج البنية التحتية بالاتحاد الإفريقي وبينها محور القاهرة كيب تاون، لربط شمال القارة بجنوبها، ومشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، ومشروعات الطرق والربط عبر خطوط السكك الحديدة، مع تفعيل جميع المراحل التنفيذية لاتفاقية التجارة الحرة القارية بما يسهم فى تعزيز التجارة البينية وزيادة تنافسية القارة على الصعيد الدولى
وشدد الرئيس السيسى، خلال كلمته، على ضرورة إقامة سوق إفريقى جاذب للاستثمار الأجنبى، بالإضافة للدور المهم للقطاع الخاص المحلى فى تعزيز الجهود الوطنية للدول الإفريقية لتحقيق التنمية، مستطردًا :"بالتالى فإن تدشين شراكات بين القطاع الخاص الأجنبى والإفريقى يعد جزء لا يتجزأ من استراتيجيتنا الوطنية".
وتحدث الرئيس السيسى عن ضرورة تمكين الشباب والمرأة بدول القارة وتوفير فرص العمل باعتبار ذلك ركيزة أساسية لتحقيق التنمية والاستقرار الاجتماعي، مع منحهم الخبرات والمهارات التى تمكنهم من التعامل مع أدوات العصر والتكنولوجيا المتقدمة ومواكبة التطورات العالمية، بما يعزز حقوق الإنسان بمفهومها الشامل.
وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسى، عن تطلعه لبناء شراكات جادة بين الأفارقة والشركاء الدوليين وبينهم المملكة المتحدة، مضيفًا :"الأمر الذى يتطلب تقديم حزمة متكاملة من الأطر التعاونية التى تؤسس لعلاقات مستقبلية".
ودعا الرئيس السيسى، خلال كلمته بفعاليات القمة البريطانية الأفريقية للاستثمار 2020، إلى تقديم ضمانات استثمار للشركات الدولية وبينها البريطانية على نحو يطمئن المستثمرين على ضخ استثمارات مباشرة فى القارة الافريقية.
كما دعا الرئيس السيسى إلى العمل على تعزيز سبل التبادلات التجارية على أسس أكثر عدالة مع القارة استناد إلى المصالح المشتركة، بما فى ذلك فتح الاسواق البريطانية أمام المنتجات الإفريقية سعيًا لزيادة قيمة التبادل التجارى ومعالجة الخلل الكبير فى الميزان التجارى بين الجانبين، بالإضافة لتوفير التمويل الدولى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة داخل القارة الإفريقية، بجانب الارتقاء بمستوى ومعدلات الانتاج الصناعى والخدمى بالقارة الإفريقية، مختتمًا كلمته، بأن ما يشهده العالم من تحديات ينبغى ان يشكل حافزًا إضافيًا للتعاون المشترك، بمنا يكرس من الأدراك المتبادل لوحدة المصير والمسار بين القارتين الافريقية والاوروبية.