بعد ما يقرب من شهرين على إعلان الحكومة البريطانية رفع حظر الطيران عن شرم الشيخ، مانحه الضوء الأخضر للسياحة الإنجليزية لتعود من جديد للمنتجعات المصرية فى جنوب سيناء كما كانت قبل 2015، يبدو أن الحكومة الروسية هى الآخرى شرعت فى اتخاذ خطوات جادة فى سبيل عودة طيرانها لشرم الشيخ والغردقة.
البداية كانت مع إعلان اتحاد السياحة الروسى اليوم، عن أن استئناف الرحلات بين روسيا والمنتجعات المصرية سيكون ممكنا أواخر أبريل أو أوائل مايو 2020، حيث انطلق وفد أمنى روسى متخصص فى أمن المطارات مؤلف من ثمانية أشخاص فى 19 يناير، فى جولة تفقدية لمطارى الغردقة وشرم الشيخ الدوليين تستمر حتى 24 يناير، لمتابعة حركة الركاب داخل صالات السفر والوصول والمهبط، والتفتيش على طرق إنهاء الإجراءات الأمنية المطبقة على الركاب والعاملين كما ستجرى مفاوضات مع سلطات الخطوط الجوية المصرية حسبما ذكرت شبكة سبوتنيك الروسية.
وقد تم إجراء آخر تفتيش للمطارات المصرية من قبل الروس فى أبريل عام 2019، ووفقًا لتوقعات خبراء قطاع الطيران الروس، فى حال كان التفتيش الحالى نهائيًا، فإن أول رحلة إلى منتجعات مصر ستغادر فى أواخر أبريل أو أوائل مايو.
وقال أحد الخبراء: "إن إجراءات استئناف الرحلات تتم على عدة مراحل، أولا على الجانب الروسى الاعتراف بأن المطارات المصرية آمنة، ثم يجب على روسيا والخطوط الجوية المصرية توقيع بروتوكول بشأن السلامة الجوية، بعد ذلك على الرئيس إصدار مرسوم باستئناف الرحلات الجوية إلى المنتجعات المصرية، وبعد إصداره ستحتاج شركات الطيران إلى حوالى شهر لتشكيل برامج الطيران وفى المجموع سيستغرق الأمر من 2.5 إلى 3 أشهر".
وأشار الخبراء: "سيستغرق الأمر بعض الوقت للتأكد من أن الجانب المصرى يمتثل لجميع بروتوكولات السلامة الجوية، ومن المنطقى أكثر أن يتم إعدادها عن طريق رحلات منتظمة، كما كان الحال عند إعادة السفر جواً إلى المنتجعات التركية".
تأتى هذه الخطوة فى ظل تحقيق قطاع السياحة المصرى لنجاحات متلاحقة مؤخرا، ومنها أنها حققت 12.6 مليار دولار إيرادات والتى تعد الأعلى فى تاريخها عن العام 2019 وفقا للبنك المركزى، الأمر الذى بعث رسائل قوية للعالم بالأمن والاستقرار الذى تشهده البلاد، وهى المعطيات التى جاء بناء عليها القرار البريطانى بوقف حظر الطيران عن شرم الشيخ.
وكان القرار البريطانى برفع حظر الطيران، بمثابة بشرى كبيرة للقطاع ليس فقط بعودة السياحة الانجليزية والذى يعد من أهم الاسواق السياحية الاوربية المصدرة للسياحة لمصر، بل أيضا بما توقعه الخبراء المصريون من أن يرافق القرار البريطانى قرار روسى مماثل قريبا برفع الحظر عن الطيران، لتكون سماء شرم الشيخ مفتوحة لكل الجنسيات.
خبراء القطاع السياحى توقعوا قرار روسى قريبا، وأكدوا أن إجراءات الأمن فى مصر أصبحت حاصلة على شهادة دولية قوية من الجميع، وبالتالى زال السبب الذى كانت تعتبره روسيا سببا فى حظر طيرانها عن شرم الشيخ.
وأشار الخبراء إلى أن عودة السياحة الروسية لمصر لطبيعتها ليست مطلب مصرى بقدر ماهى حلم للشعب الروسى الذى إزداد شوقه للبحر الأحمر بشواطئه، كما أن البلدان خطوا خطوات كبيرة للعبور فوق أزمة تعليق الحركة السياحية في 2015 ، عقب حادثة الطائرة الروسية، ويبدوا أن الأمر وصل إلى مراحله النهائية.
و قال تامر مكرم رئيس جمعية مستثمرى جنوب سيناء أن روسيا لم يعد لديها أسباب لتمنع عودة طيرانها لشرم الشيخ، خاصة أنالقرار البريطانى مشجع جدا للجانب الروسى لأن يحذوا نفس التوجه، قائلا: " هم اتخذوا القرار فى نفس التوقيت تقريبا، ولنفس الأسباب بعد حادثة الطائرة الروسية، وبالتالى فإن اتخاذ بريطانيا لهذا القرار يحمس الجانب الروسى للتقدم خطوات جادة فى هذا الاتجاة".
وأشار مكرم إلى أن الجانب الانجليزى كان الأصعب فى قضية حظر الطيران عن شرم الشيخ، واقناعهم بأمان المنظومة فى المطارات المصرية يعد رسالة إلى جميع دول العالم وليس روسيا وحدها، بأن مصر دولة مستقرة وأمنه وتحمى رعاياها.
وهو الشيء الذى اتفق معه عاطف عبد اللطيف عضو جمعية ستثمرى جنوب سيناء، الذى أكد أن هذا القرار هو بمثابة رسالة قوية للعالم كله بأمن وأمان مصر، لافتا إلى أن عودة السياحة البريطانية يبشر أيضا بعودة السياحة الروسية في أقرب وقت مضيفا أن عام 2020 سيكون عام الخير على السياحة المصرية.
وعن جاهزية الشركات والفنادق المصرية لعودية السياحة الروسية، فإن الشهران الماضيين بذل قطاع السياحة جهودا كبيرة لرفع جودة الخدمات فى كافة المقاصد السياحية بلا استثناء بالتزامن مع انتعاشة الحركة السياحية والنمو الذى تحقق فى 2019، كما أن الأماكن جاهزة سواء فى الغردقة والأقصر وشرم الشيخ بشكل جيد، فمصر بها فنادق وغرف تكفى لتدفق السياحة الروسية، والمطارات جاهزة بشكل جيد جدا، بعد أن شهدت عملية تجهيزات كبرى لوجيستية وتأمينية على مدار العامين الماضيين، وبالتالى فإن الفنادق والمطارات المصرية على أهبة الاستعداد فى كافة المدن السياحية، وما ينقصها فقط القرار الروسى بالعودة.
وقام قطاع الفنادق والمنشآت السياحية فى الوزارة خلال شهرى نوفمبر وديسمبر الماضيين بحملة تفتيشية على الفنادق للتأكد من جودة الخدمات المقدمة للسائحين من جميع الجنسيات، وقال عبد الفتاح العاصى رئيس قطاع الفنادق أن المرور الدورى كان توقف بعد الثورة بسبب ما شهده قطاع السياحة من انحسار خلال السنوات الماضية، إلا أن لجان التفتيش عادت لعملها بكثافة خلال الفترة الماضية، وقامت بزيارة البحر الأحمر بالكامل، وكان هناك تركيز على سلامة الأمن والغذاء.
و أكد العاصى أن لجان الوزارة التى تم الدفع بها إلى شرم الشيخ انتهت من التفتيش على جميع الفنادق والمنتجعات السياحية، ووضعت توصياتها لجميع الفنادق بعد عملية التفتيش، موضحا أنه سيتم خلال شهرين المرور مرة أخرى لمتابعة ماتم تنفيذه من توصيات.
وشدد العاصى على أن حملات الوزارة لا تستهدف غلق الفنادق أو معاقبتها، بل التقييم ومنح مهلة لتوفيق الأوضاع ورفع القدرة التنافسية للفنادق المصرية بعد فترة كساد أثرت سلبا على المنشآت، كما وجدت اللجان فنادق عديدة بدأت تطوير نفسها تلقائيًا.
وأشاد العاصى بالتعاون بين الغرف السياحية وقطاع الفنادق فى الوزارة، خاصة فى شرم الشيخ استعدادا لعودة السياحة، وأشار إلى ن الوزارة تعمل على وضع قاعدة بيانات السائحين الوافدين لمصر، حيث يقوم كل فندق بالتبليغ إلكترونيا عن نسب الاشغال لديه.
وشهدت إحصائيات السياحة المصرية على مدار السنوات الماضية تفاوت فى الأعداد الروسية ، ففي عام 2010 بلغ عدد السائحين الروس 2.8 مليون سائح، وفى عام 2011 بلغ 1.3 مليون سائح ، وفى العام 2012 بلغ 1.9 مليون سائح، وفى عام 2013 بلغ 2.5 مليون سائح، وفى عام 2014 بلغ 3.1 مليون سائح، وظل هذا التألق حتى عام 2015 وبلغ 2.3 مليون سائح، حتى حادثة الطائرة الروسية حيث شهد عام 2016 توقف الحركة السياحية، وفى عام 2017 بلغ 100 ألف سائح، ويتراوح إنفاق السائح الروسى بين 55 إلى 60 دولارا في الليلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة