كشف الدكتور محمد سيد وردانى، عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام بجامعة الأزهر، أن ما شهده العالم العربى فى الفترة الأخيرة من تطورات نوعية - داخليًا وخارجيًا - عقب الثورات التى اندلعت فى عدد من الدول العربية، والتى ألقت بظلالها على الخريطة السياسية للمنطقة بأكملها سواء فى تعامل الدول العربية مع بعضها، أم تعاملها مع غيرها من الدول، فإن هذه التطورات لم تكن بعيدة عن اهتمامات الغرب، والذى يولى أهمية خاصة بشئون المنطقة العربية، ولذلك فإن الأحداث المتلاحقة فى المنطقة العربية ومنها مصر لم تكن محل اهتمام وسائل الإعلام المحلية فحسب، وإنما كان لها صدى كبيرًا فى وسائل الإعلام الغربية التى تناولت هذه الأحداث بكل تفاصيلها.
وقال "وردانى" في كتابه الذي أصدره بعنوان: "مصر فى عيون الإعلام الغربى" ويُقدم بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 51 لعام 2020، إن مصر دولة محورية لها قيمتها، ووزنها فى المنطقة العربية، والشرق الأوسط، لذا كان من الطبيعي أن تولى وسائل الإعلام الغربية اهتمامًا بالغًا بشئونها، وما يدور بها من أحداث منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، ولذلك فإن الأحداث المتوالية على الصعيد المصري خلال السنوات الماضية – خاصة تلك الفترة التى تناولها الكاتب بالبحث والتحليل، وضعت مصر فى بوصلة الاهتمام السياسى على المستوى الدولى؛ نتيجة لأن الأوضاع فى مصر تنعكس على غيرها من دول الجوار العربى، أو حتى الدول غير المجاورة.
ولفت الكاتب إلى أن أحداث مصر المتغيرة جعلتها فى بؤرة الاهتمام الإعلامى الدولى، خاصةً الغربى منه، ليتحول هذا الاهتمام إلى تغطية إخبارية شبه يومية لما يدور في مصر من جانب الكثير من الوسائل المقروءة والمذاعة والمرئية في الغرب؛ وفي إطار هذا الاهتمام الإعلامي وجّه الإعلام الغربي أدواته الإعلامية نحو مصر وأحداثها السياسية التي برزت خلال السنوات الأخيرة، وبالتحديد عقب ما وقع بها من ثورات.
ولفت إلى أنه بناء على هذا الطرح فإن الكاتب يستعرض في هذا الكتاب من خلال قراءة تحليلية دقيقة في التغطية الخبرية للصحف الإلكترونية الغربية للأحداث السياسية المصرية، كيف عالجت تلك الصحف التطورات السياسية في مصر، لتقديم المعلومات المرتبطة بهذه الأحداث للرأي العام العالمي والغربي بل والعربي، خاصة ما يتعلق بتغطيات الصحف الأمريكية، والبريطانية، والفرنسية، ومدى وجود علاقة بين تناولها للأحداث السياسية في مصر وبين مواقف الدول التي تصدر منها تلك الصحف بالنسبة للوضع السياسي المصري.
كما يكشف الكاتب في مباحث هذا الكتاب عن مدى اعتماد الصحف الغربية على مصادر معينة، في سبيل تبنِّيها لوجهة نظر تتفق مع توجهاتها وسياساتها التحريرية تجاه قضية من القضايا السياسية، التي يدور حول جنباتها سياق الكتاب، وبالتالي الخروج بنتائج وأرقام حاولت أن تحسم – نسبيًا- الخلاف حول درجة موضوعية وتحيز هذه الصحف في ممارساتها الإعلامية، ليضع أمام القارئ رؤية توعوية يمكن أن يستعين بها عند تكوينه لوجهة نظر، أو فكرة معينة تجاه هذه القضايا حال تعامله أو حصوله على معلوماته من هذه الصحف.