يبدو أن معطيات العصر الجديدة، غيرت أفكار الشباب، ونظراتهم للأمور المختلفة، فلم يعد التهديد بالقتل لمواجهة قرارات الرفض مجرد تهديدات، بل أصبح تنفيذه حقيقيا، وفوق تصور أفلام الأكشن والرعب، فمع انتشار السلاح في مناطق النزاعات والحروب، تطورت طرق الانتقام لتصبح بالقنبلة اليدوية.
وأصيب السودان بفاجعة، بعد تحول فرح إلى مأتم فى لحظات من وصول العريس المرفوض، لحضور حفل فتاته التى أحبها وتقدم لخطبتها عدة مرات، لكنها رفضته وقبلت آخر، إلا أنه فاجأها بحضور الحفل وفى يده قنبلة يدوية، وأثناء محاولة الأهالى منعه من الدخول اشتبك معهم وألقى القنبلة، التى تسبب فى قتله وآخرين.
وارتفع عدد قتلى الانفجار الذى وقع في حفل زفاف بالعاصمة السودانية الخرطوم إلى 9 أشخاص، مع توقعات بارتفاع العدد بسبب الحالات الخطيرة، من بينها نساء وأطفال.
وكشفت التحقيقات الأولية للحادث، أن خلافات عائلية تطورت إلى مشادة بين أصحاب المنزل الذي كان يقام فيه الحفل، والرجل الذي كان يحمل القنبلة، فأتى إلى حفل الزفاف، وقام بتفجير قنبلة يدوية كانت بيده، أسفرت عن مقتله وآخرين، وإصابة العشرات.
وفور وقوع الانفجار، أصدرت لجان أحياء منطقة الحاج يوسف نداء استغاثة طالبت فيه المواطنين ومنظمات المجتمع المدني وغيرها بضرورة التبرع بالدم للمصابين، وتقديم يد العون لضحايا الانفجار.
وذكرت الشرطة السودانية، في بيان نشرته وكالة السودان للأنباء "سونا" أن قنبلة انفجرت داخل سرادق يقام فيه مناسبة زواج، في منطقة الشقلة بالخرطوم، ما تسبب في سقوط الضحايا.
وعلى صعيد آخر، تكررت هذه الفاجعة عدة مرات في مدن سورية، حيث أقدم شاب على تفجير فتاة يحبها ما أدى إلى مقتلهما معًا.
وذكرت شبكة "السويداء 24"، أن شابا يبلغ من العمر 23 عاماً، أقدم على تفجير نفسه بواسطة قنبلة يدوية، بجانب الشابة حنان عبد الله أبو فخر، الاثنين، في محافظة السويداء جنوبي البلاد.
وكانت حنان البالغة من العمر 22 عاما عائدة من الجامعة عندما مرت بجانب منزل الشاب حافظ نزار أبو فخر الذي يقع بالقرب من منزلها، ليفجر الأخير قنبلة يدوية كانت بحوزته.
وكان حافظ قد تقدم لخطبة حنان عدة مرات، وتم "رفضه"، وعندما علم الشاب بأن محبوبته حنان على وشك الخطوبة من شاب آخر، قرر أن ينفذ جريمته التي وقعت في قرية كفر اللحف بريف السويداء الغربي.
وكان العام المنصرم، قد شهد جريمة مشابهة في محافظة السويداء، عندما أقدم شاب يدعى رامي خالد حذيفة، على تفجير قنبلة يدوية داخل منزل وليد صادق في بلدة الكفر.
وكان الشاب اليافع الذي يبلغ من العمر 19 عاما، كان قد عرض الزواج على الفتاة بيسان (17 عاما) مرات عدة، غير أن طلبه جوبه بالرفض من قبل عائلة الفتاة.
8
وقرر رامي حينئذ التوجه إلى منزل بيسان، ودخله، ثم فجر قنبلة يدوية كانت بحوزته داخل البيت، وعقب ذلك جرى نقل رامي وبيسان إلى المستشفى وقد فارقا الحياة إثر إصابات خطيرة تعرضا لها، أما والدة الفتاة فدخلت مصابة بجروح متفاوتة، حيث نقلت إلى قسم العناية المشددة لإجراء الإسعافات اللازمة لها.
وكان رجل قد قتل وأُصيب آخرون بانفجار قنبلة يدوية في حي الجمهورية بمدينة اللاذقية على الساحل السوري في سبتمبر من العام المنصرم.
وذكرت وسائل إعلام وقتها أن شجاراً حصل بين الرجل وزوجته لأسباب غير واضحة، مما استدعى تدخل جارهم لفك النزاع بينهما، حيث قام الزوج بفتح قنبلة وانفجرت بهم داخل المنزل.
وكانت تقارير إعلامية رسمية تحدثت عن انتشار ظاهرة الجرائم العاطفية وجرائم قتل أخرى في محافظة السويداء، وغيرها من المحافظات السورية مرجعة ذلك إلى "فوضى انتشار الأسلحة" بين المواطنيين، في ظل الأوضاع التي تشهدها البلاد منذ نحو 9 أعوام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة