عرضت فضائية "DMC"، الجزء الأول من الفيلم الوثائقى "قطب"، والذى كشف الكثير من المعلومات والكواليس عن حياة الإرهابى سيد قطب، أخطر كوادر الجماعة الإرهابية، وتحدث الفيلم الوثائقى عن نشأته، وتحولاته الفكرية، وكشف كيفية تجنيد جماعة الإخوان الإرهابية لمحمود عزت ومحمد بديع، وغيرها من هذه الفترة فى تاريخ جماعة الإخوان.
وأشار الفيلم الوثائقى إلى أنه جاء غريباً من قريته إلى المدينة وانكسر قلبه بقصة حب لم تكتمل، وناصر العقاد، ونادى بإطلاق شواطئ عارية، ورأى فى الماسونية بلسمًا لجراح الإنسانية.
وذكر التقرير، أن ثورة يونيو اندلعت، وانضم لها، وطالب بضرب العمال المتظاهرين بقوة، وتم إعدامهم، واختلف مع جمال عبد الناصر وانضم للجماعة، وصار أحد مُنظّرى القتل فوق الكوكب.
وأشار التقرير، إلى أنه ما يقرب من 60 عاماً فصلت الطفل الذى ولد بقرية موشا بأسيوط، عام 1906 عن قاع هذه الزنزانة الأخيرة، وذلك عقب مذكرة من المباحث الجنائية العسكرية بخصوص إعادة تنظيم جماعة الإخوان المنحلة لنفسها على نحو مسلح لتنفيذ اغتيالات وتدمير منشآت حيوية، للاستيلاء بالقوة على حكم البلاد، وتباعاً انكشف كل غطاء، حيث ألقى القبض على أقطاب تنظيم عُرف إعلامياً باسم "تنظيم 65"، وخلف جدران السجن الحربى مثُل الجميع للتحقيق، زينب وعشماوى وهواش وحميدة وآخرون، وكان على قائد التنظيم وصاحب الإسم الأشهر بينهم المتهم سيد قطب إبراهيم الاعتراف تفصيلاً وبكل شىء، وأن يجيب على السؤال الأهم: ما العمليات التى تقرر القيام بها عند كشف التنظيم؟، وتابع: "سنوات كثيرة مرت عليه قبل أن يدلى بأقواله ويوقع عليها".
واستكمل التقرير: "من أسرة ميسورة جاء سيد قطب، من الصعيد إلى القاهرة طالباً عام 1920، واستكمل تعليمه حتى تخرج فى كلية دار العلوم عام 1933، وانشغل بكسب العيش وعمل مدرساً ابتدائياً ولم يبدى أى اهتمام بالجماعة الجديدة التى شكلها فى تلك السنوات مدرس أخر، اسمه حسن البنا، "قطب" الذى ارتقى إلى ديوان وزارة المعارف موظفاً كان منجذباً منذ البدء إلى الكتابة فى الصحافة والأدب".
وأردف التقرير: "راسل الصحف حول شئون المعلمين والطلاب وشكاوى سكان منطقة حلوان التى يقطنها، هكذا سجل لنا أرشيف الصحافة المصرية أولى مكاتبات قطب لبريد قراء جريدة الأهرام القاهرية، لم يكن قطب قد انشغل بعد بشئون الدم".
من جانبه لفت الدكتور أسامة الأزهرى من علماء الأزهر الشريف، إلى أن سيد قطب شخصية قلقة، وهناك فارقًا كبيرًا بين الشخصية القلقة والمستقرة الآمنة، حيث إننا كلمنا أردنا أن نغوص وراء تيار من تيارات التكفير والقتل والدماء وجدنا السهم يشير إلى سيد قطب.
وفى سياق متصل، أوضح سيد محمود الكاتب والناقد، أن سيد قطب، من اللحظة الأولى كان يعتقد أنه شخص صاحب رسالة، فبالتالى هيأ نفسه بأنه صاحب رسالة، حيث أول كتاب لسيد قطب هو مهمة الشاعر فى الحياة، وألفه وهو فى نهائى دار علوم، وهو أمر مبكر جداً.
ونوه الفيلم الوثائقى، إلى أن قطب وقع أدبياً فى غرام كتابات المفكر عباس محمود العقاد، واعتبر نفسه مريداً فى محراب عملاق الأدب العربى، وظل يشرح مقالات ويعيد تلخيص أطروحاته، حتى أنه لما كتب روايته الوحيدة "أشواك"، بدت شديدة الشبه برواية العقاد الوحيدة "سارة".
وعلق الكاتب الصحفى أحمد سمير، قائلاً: "أى حد هيقراها مش هيقدر يكملها غير بصعوبة شديدة جداً ومتتقريش غير لأن اللى كاتبها سيد قطب، ومين اللى أدرك ده، كل اللى علقوا عليها بأنها ضعيفة، وهو سيد قطب أدرك أنها ضعيفة، ومفكرش يكتب رواية تانى".
وتناول الفيلم الوثائقى "قطب"، العمليات التى تقرر القيام بها عند كشف التنظيم، وكيف ذهبت بالمتهم سيد قطب إلى حبل المشنقة؟، ولماذا أراد سيد قطب تفجير قناطر مصر الخيرية؟، وهل اختطف سيد قطب تنظيم الإخوان من حسن الهضيبى، وهل انتقم منه الهضيبى فيما بعد؟، وما الذى دونته المباحث العامة فى تقريرها السرى الذى حمل الرقم 4101 عن شريك قطب فى الأفكار والمخططات؟، وقبل سنوات من المواجهة، هل كان الأستاذ سيد على علاقة قديمة بالعقيد شمس؟، وكيف حاول الإخوان اغتيال عبد الناصر عبر أحد حراسه، وما كواليس اللقاء الأخير بين نجيب محفوظ وسيد قطب فى منزله بحلوان؟، وأمام النيابة.
وكشف الفيلم الوثائقى أيضًا عن كيف تبرأت زينب الغزالى من أفكار قطب، وكيف تنصل حسن الهضيبى منها وقطب؟، كيف جند الإخوان الشابين محمود عزت ومحمد بديع.. وكيف أصبحت مادة النتروجلسرين ضرورة لتكامل شخصية المسلم عند القطبيين الأوائل؟، وكواليس اللحظات الأخيرة لقطب وهواش وإسماعيل قبل المشنقة ولأول مرة وعقب أكثر من نصف قرن محاضر تحقيق واعترافات 65 أمام عدسة الكاميرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة