على السجادة الحمراء المطرزة أطرافها بخيوط من الذهب، أخذ الديكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان يمعن النظر فيها، وتعتلى على وجهه علامات الخجل والارتباك، واضعاً يده اليمنى على اليسرى خلف ظهره، وكأنه طفل صغير يلومه أحد والديه على جرم ارتكبه، يستمع ويصغي لتعليمات رجل يقف أمامه يرتدي بدلته السوداء ويداعب بيده اليمنى لحيته التى يتخللها الشعر الأبيض، ويوجه له تعليمات بضرورة طرح مشروع قانون بإرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا فى أقرب وقت.
هاكان
إنه هاكان فيدان مدير المخابرات التركية، رجل الظل، بل السلطان العثماني الحقيقى المحرك لكل كبيرة وصغيرة داخل وخارج تركيا، حيث يعتبر "أردوغان " بمثابة دمية يحركها كيفما شاء، ويفضل " فيدان" أن يعمل خلف الكواليس ولا يظهر ابداً مثل طريقة إدارته لجهاز المخابرات التركية.
هاكان فيدان
تحرك الجيش ضد اردوغان
تقول مصادر بالمعارضة التركية من مدينة أسطنبول فى شطرها الأسيوي لـ" اليوم السابع" – رفضت الكشف عن اسمها خشية بطش الأجهزة الأمنية - إن الشارع التركي يعلم جيداً ان الحاكم الحقيقى للبلاد هو "فيدان"، فقد ترك "أردوغان" له عقله وسلطته يتصرف فيها كما يشاء، فى أعقاب تحرك الجيش التركي فى يوليو 2016 ، حيث أنقذ فيدان رقبة الديكتاتور "أردوغان" من سيطرة الجيش على مقاليد الحكم، بل أنه صاحب فكرة توجه أردوغان بالحديث إلى الشعب التركي بشكل مباشر، مطالبا إياه بمقاومة الجيش، عندما "اتصل في اللحظات الأولى لتحرك الجيش، بأردوغان ليقول له: سنقاتلهم حتى الموت أنت انزل إلى الشارع وابق مع الشعب".
فيدان
حملات اعتقالات للمعارضين
وتابعت المصادر أن "فيدان" هو من أقنع أردوغان بالقيام بحملات اعتقال واسعة لتصفية الجيش من المعارضين لسياسته، وجعل الجيش بمثابة تابع للرئيس وليس للشعب، حيث تم القبض على أكثر من 6000 جندى وضابط وفرد أمن على مدار 4 سنوات، وما تبعها من حملات قمع واعتقال طالت جميع المعارضين وعلى رأسهم حركة الخدمة التركية.
هاكان فيدان
التدخلات العسكرية فى الدول العربية
وأضافت المصادر أن جميع القرارات التي تنطوي على تدخلات عسكرية فى الدول العربية التي اتخذها اردوغان كانت بناء على أوامر مباشرة من "فيدان"، فى مقدمتها العملية العسكرية فى شمال سوريا ضد الأكراد، وقبلها عملية غصن الزيتون، وتدخل الجيش التركي فى مدينة عين العرب "كوباني" السورية، علاوة على أن القرارات الاقتصادية التى اتخذها كذلك فى الآونة الأخيرة من رفع أسعار المحروقات والسلع الأساسية، كانت بإيعاذ مباشر من فيدان.
وأوضحت المصادر أن "فيدان" تمكن من إدخال تعديلات كبيرة في تكوين جهاز المخابرات، وأقنع أردوغان بتجميع جميع أجهزة المخابرات في الخارجية والأمن والجيش تحت جهاز المخابرات العامة تحت قيادة مركزية بإدارته، الأمر الذي أزعج الأوساط في الأمن والجيش.
فيدان
وتوضح المصادر أن "فيدان" هو من اقترح إنشاء بوق إعلامي لجماعة الإخوان الإرهابية فى تركيا، من خلال تأسيس قنوات "مكملين" و"الشرق" وغيرها من أجل ضرب أمن واستقرار الدول العربية وتنفيذ الأجندات التخريبية التركية، من خلال فبركة الفيديوهات واتباع استراتيجية حروب الجيل الرابع، كما يتبنى السياسة الصهيونية القديمة الجديدة وهو "فرق تسد"، من هذا المنطلق عمل على إشعال الصراعات فى سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر عبر الرئيس المعزول محمد مرسى، لتتمكن تركيا من التدخل السافر فى الشئون الداخلية لتلك الدول، من باب عودة الإمبراطورية العثمانية، وتنصيب "أردوغان" نفسه الحاكم بأمره من أجل تخريب الدول العربية ونشر الفوضى فيها .
تجدر الإشارة إلى أنه عقب تقاعد رئيس الاستخبارات التركي "أيره تانير" في 17 أبريل 2009، ارتقى "فيدان" وظيفيا من منصب النائب إلى رئيس الاستخبارات التركية، في 27 ـ مايو من عام 2010 ، إثر حادث سفينة مرمرة، ولم يكن "فيدان" قد تجاوز سن 42 عاما، ليصبح بذلك أصبح أصغر رئيس للاستخبارات التركية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة