قال الدكتور أحمد مجاهد، أستاذ النقد والدراما بجامعة عين شمس، إن الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى أيقونة اثنوجرافية، فلم يصطنع لهجته، ولم يستطع التخلص من لهجته الصعيدية التى لازمته فى كل أعماله، جاء ذلك خلال ندوة "الأدب والاثنوجرافيا" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته الـ 51.
وأضاف الدكتور أحمد مجاهد، أن ما كتبه الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى أكثر شاعرية مما كنا ندرسه فى نصوص البلاغة العربية القديمة، وأكثر اتساقا مع أكبر قواعد الإبداع الشعرى، فالأبنودى شاعر كبير جدا، وإذا تحدثنا عن أعماله الكاملة ووعيه، كان همه الوطن والناس كما يظهر فى ديوانه "المربعات"، وكان صاحب مواقف قوية.
الدكتور أحمد مجاهد
وأشار "مجاهد"، إلى أن الأبنودى تعرض للهجوم ، بعدما تداول خبر عن أن أعماله الكاملة أعطى حق نشرها لهيئة الكتاب مقابل 50 ألف جنيه مع أنه ليس مبلغا يناسب حجم أعماله، وكان ذلك خلال فترة رئاستى للهيئة، وعندما تركت منصبى، تم الرد على الهجوم بأنه أعطى الأعمال لمجاهد وليس الهيئة، ومستعد لإرجاع الشيك والعقد، لافتا إلى أن الأكلات التى يقدمها فى بيته لضيوفه هى واحدة ومكررة وهى "الحمام المحشى والعكاوى"، وهى توضح تأثره بتراثه الصعيدى.
الدكتور خالد أبو الليل
من جانبه قال الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبى بجامعة القاهرة، إن مكانة "الأبنودى" تضعه بجانب صلاح جاهين وبيرم التونسى وفؤاد حداد، فكما قدموا هؤلاء نقلة فى الشعر العامى، وكان للأبنودى إسهاماته الهامة فى العامية المصرية.
جانب من الندوة
وتابع "أبو الليل"، كان واحدا من المثقفين الذى ساهموا فى بناء جسور، وكانوا مثل الممر العابر بين هزيمة 1967 ونصر 1973م، موضحا أن "الأبنودى" جعل السيرة الهلالية موجودة فى كل بيت عن طريق إذاعة الشعب، وجعل الجمهور منتظر وشغوف بأحداث السيرة وأبطالها.
ولفت الدكتور خالد أبو الليل، إلى أن السير الشعبية مثل سيرة عنترة وسيرة الظاهر بيبرس، كان قد ماتت شفويا من الوجود فى الخمسينيات، إلا السيرة الهلالية التى استطاع "الأبنودى" أن يحيها، فى وقت كان العديد من المفكرين ينظرون إلى السير الشعبية على أنها خرافات ومن آفات الثقافة العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة