"صورته هى الصورة الوحيدة اللى برسمها بقلبى ومشاعرى مش بس بالقلم والألوان"، بهذه الكلمات عبرت رودينا عن مشاعرها تجاه والدها الشهيد الرائد رفيق عزت محمد، لم تكن لحظات الفراق هينة بالنسبة لها، فهى التى تلقت صدمة الفراق عندما استشهد والدها أمام مدرستها بمحافظة العريش، عندما كان عمرها 11 عاما.
وعن والدها ولحظات الفراق قالت رودينا لـ اليوم السابع: "ملامح بابا وتفاصيله وصوته الحنين كلها حاجات بفتكرني دايما وانا برسمه، انا أصلا عمرى ما نسيت بابا، يوم 9 مايو 2015 كان يوم عادى جدا، وبابا كان جاى ياخدنى من المدرسة، كنت حاسة بحاجة غريبة مش عارفة هى إيه، وفى اليوم ده صممت مش هدخل الامتحان غير لما أسلم عليه، وفعلا جالى المدرسة وسلم عليا ومشى تانى، ولما رجع عشان ياخدنى من الامتحان اغتالوه قدام باب مدرستى، واستشهد بابا الرائد رفيق عزت محمد".
بعد وفاة الشهيد الرائد رفيق عزت بعامين، قام مسلحون بتفجير منزله كاملا، ورحلت معه الذكريات، ومن هنا انتقلت الأسرة للقاهرة وبدأت حياة جديدة، وعن التفجير قالت رودينا: "يمكن حاجات كتير راحت بعد تفجير البيت، لكن أنا لسه محتفظة بالمصحف بتاع بابا، اللى كان معه لحظة الاستشهاد، والصور بتاعتنا معاه، حتي رقم تليفونه أخدته وبقي رقم تليفوني دلوقتي".
وأضافت: "واحنا صغيرين كان بابا شايف رقية أختى الكبيرة هتبقى دكتورة وانا هبقى ظابط، والحمد لله بنحقق حلم بابا، رقية اختى فاضلها سنتين وتتخرج وتبقى دكتورة زى ما كان بابا عاوز، وانا فى ثانوية عامة وهدخل كلية الشرطة عشان ابقى زى بابا".
وتابعت: "ماما دايما تقولى انت واخدة كل حاجة من بابا، ملامحه وصوته وخطه ورسمه الحلو، انا بحب الرسم جدا، وبحب دايما ارسم الحاجات اللى حاسة بيها وانقل مشاعرى على الورق".
واستطردت: "ماما دلوقتى هى الأب والأم والسند، بتحاول على قد ما تقدر متحسسناش بفراق بابا، يمكن بابا راح لكن ذكراه موجودة جوا كل رسمه بارسمها".
وأنهت رودينا حديثها لـ اليوم السابع قائلة: "عاوزة أقول لبابا إن إحنا دايما حاسين بوجودك معانا وصورتك عمرها مافارقتنا.. انت وحشتني جدا ووحشني ضحكك وهزارك".
وقالت إيمان حسن زوجة الشهيد الرائد رفيق عزت: "أصعب فترة مرت علينا وقت استشهاد زوجى الرائد رفيق عزت، وكانت رودينا ابنتى أكثر واحدة متأثرة بوفاة والدها، وظلت فترة كبيرة تعانى من الألم النفسى وعدم القدرة على الكلام، فهى متعلقة بوالدها جدا وكان يحبها ويشوف نفسه فيها دائما".
وأضافت: بعد انتقالنا من العريش للقاهرة، بدأنا حياة جديدة، ولكن صورة الشهيد وروحه الحلوة معنا دائما، باحاول على قد ما أقدر أن أعوض ابنائى عن فقدان والدهم، وأكون بجانبهم دائما، انا بشوفه دايما فى ملامح بناتى وصوتهن وخصوصا رودينا، اللى استشهد ما متش فعلا وهو لسه عايش وسطينا".