25 يناير.. عيد الشرطة، مناسبة يستحق فيها كل ضابط وأمين وفرد ومجند التهنئة من جموع شعب مصر العظيم، لا شىء يزاحمهم فى هذا اليوم، ولا يجب أن يكون، إنهم رجال بواسل يسهرون لننام، يتعبون لنرتاح، يتعرضون للخطر لنأمن، يبعدون عن ذويهم لنبقى مع ذوينا، يتغيبون عن أولادهم لنضمن عودة أولادنا من الشارع ساهرين، يهجرون نساءهم قصرًا لنأمن على نسائنا وأعراضنا.
خدعونا حين أوهمونا بأن رجال الشرطة أشرار يجب القضاء عليهم أو على هيبتهم.. وانخدعنا حين سرنا خلف قلة موجهة، بعض من هذه القلة وجهته أجهزة مخابرات أجنبية، والبعض الآخر دفعه حقده على الوطن، وفريق ثالث دفعه الانتقام من منفذى أحكام القضاء والقانون بالقبض على مارقين من أقاربهم.
وكان ما أراد الأشرار حيث انهار جهاز الأمن وانهارت هيبة رجاله ودفعنا الثمن غاليًا، دفعناه حين انتشر البلطجية كالنار فى الهشيم بعدما تضاعف عددهم عشرات المرات، ودفعناه حين فقدنا الأمن والأمان، ودفعناه حين أغلقنا أبواب العقارات بالجنازير، ودفعناه حين سهرنا فى النوافذ لنحرس سياراتنا، ودفعناه حين أوقفنا بلطجى فى عرض الشارع ليُهيننا ويستولى على ما فى جيوبنا، ودفعناه حين فشلنا فى إنقاذ فتاة تستغيث لإنقاذها من قبضة خاطفها، ودفعناه حين فقدنا كرامتنا.
هنالك عرفنا حجم جريمتنا، كلنا ساهمنا فى هذه الكارثة لا أستثنى أحدًا، عرفنا بأننا تمردنا على رجال يموتون من أجلنا، يواصلون الليل بالنهار، يتعرضون للمخاطر وهم يطاردون المجرمين والمسجلين خطر، ويتعرضون للقتل على أيدى كلاب أهل النار من الإرهابيين.
لم يعد هناك مفر من الاعتراف بعد مرور 9 سنوات على أحداث 25 يناير التى تلاعب فيها قلة ظهروا على حقيقتهم ودفعونا إلى ضرب رجال كل ذنبهم أنهم دفعوا الكثير من أجلنا، كانت الحسرة وما زالت تملأ قلوبنا والغضب كان ولا زال يشتعل فى صدورنا عندما اكتشفنا أن مجموعة من التافهين المرتزقة تلاعبوا بمقدرات وطن.
يا سادة لن تدركوا معاناة رجال الشرطة إلا حينما تقتربوا منهم وتتابعون ملابسات وتفاصيل عملهم وحياتهم على الطبيعة، إنهم وبلا أدنى شك يستحقون التقدير وربما التقديس، يستحقون الاحترام ويستحقون الاعتذار، ويستحقون الورود والتهانى فى عيدهم التاريخى وهو 25 يناير، يستحقون أن يكون شهر يناير كله عيدًا فيه نقدم لهم التهنئة فى اليوم ألف مرة ولن نوفيهم حقهم.. إحنا آسفين يا شرطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة