د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: الكلمات الـمعسولة

الجمعة، 24 يناير 2020 03:52 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: الكلمات الـمعسولة د. داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كثيرون يسخرون من الأشخاص الذين يتأثرون بالكلمات الحلوة المعسولة، ويصنفونهم بأنهم أشخاص سطحيون، يميلون مع الكلمات، دون الاعتداد بما وراءها، أو الاهتمام بالأفعال، مثلما يهتمون بالكلمات، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هنا، أليست الأذن عضو مهم فى جسم الإنسان؟! وبالتبعية، فهى تتأثر بما يملى عليها من كلمات وأحاسيس، فهل ننكر أن الكفيف يضع كل إحساسه فى أذنه، فكيف إذن لا تطرب الأذن بالكلمات المعسولة.

فلو وضعنا كل تركيزنا فى الأفعال، ستموت حاسة السمع لدينا، وهذا لا يعنى أن تتحول حياتنا إلى مجموعة عبارات رنانة، لا ترقى إلى مستوى الفعل، ولكن ماذا ستأخذ من الشخص العاجز عن الإتيان بالأفعال الإيجابية، هل ستحكم عليه بالموت؛ بسبب ضعف قدراته، بالطبع ستركن إلى كلماته الجميلة، التى تضيء الدنيا من حولك، وتفتح آفاق الآمل أمامك، فهل ننكر أن المثير من قصص الحب ماتت، بسبب عدم قدرة أحد الطرفين على تغذية حاسة السمع لدى الطرف الآخر، فهو يفعل له كل شيء إيجابي، ولكنه لا يُطرب أذنه بما يشتهيه من كلمات معسولة، تجعل للمشاعر طعم لذيذ، يغير من نمط الحياة.

ومهما تحدثنا، فهل ننسى الآية الكريمة التى تقول: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى السَّمَاءِ)، فالمولى – عز وجل – تحدث عن الكلمة الطيبة فى كتابه الكريم؛ بسبب ما لها من بالغ الآثر على الإنسان، فالكلمة الطيبة هى الكلمة المعسولة، وهى الكلمة الجميلة، وهى الكلمة الحلوة، وهى الكلمة الصادقة، التى تُنير حياة الإنسان، وتُضيء دربه، فلو قلت لإنسان يائس كلمة جميلة، ستبعث فى قلبه الأمل، ولو تعمدت ذكر محاسن عدوك بكلمات رقيقة، لرقَّ لك قلبه، ولو صالحت حبيبتك بكلمات معسولة، لفزت بقلبها، ولو نصحت إنسانًا مُتمردًا بكلمات هادئة، بلاشك سيلين عقله، ويستمع إليك.

فالكلمات الطيبة المعسولة هى مفتاح القُلوب المُغلقة، وبها تُحَلُّ الشفرات المُعقدة، فيلكن لسانك حُلو، وكلمات معسولة، فأحيانًا هذا يُغنيك عن أفعال كثيرة عجزت عن الإتيان بها، فتكون كلماتك أجمل عُذر تقدمه عن تقاعسك فى أفعالك.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة