لاحظت أنه يواجه صعوبة فى الوقوف، لكنه وقف كالأسد، اقتربت منه وصافحته، وجلس بقدر أقل من الصعوبة، التفت إلى جواره فوجدت عكازا، على طرف مكتبه من جهة الشمال، كان ذلك فى اليوم الثانى لعودة اللواء منتصر عويضة لاستئناف مهام عمله رسميا كمدير لمباحث مديرية أمن اسيوط، بعد شهور طويلة من المعاناة داخل غرف العمليات وأسرة المستشفيات.
واللواء منتصر عويضة أصيب بكسور غاية فى الخطورة، فى الحادث الذى استشهد فيه اللواء جمال شكر مساعد وزير الداخلية مدير أمن أسيوط قبيل إفطار أحد أيام شهر رمضان الأخير، كان الرجلان يتفقدان الأكمنة الأمنية على الطريق الصحراوى الغربى عندما انقلبت بهما السيارة عدة مرات.
يقول اللواء منتصر أنه فقد الوعى لحظات واسترده فى موقع الحادث، قبل نقله إلى المستشفى، وعندما نظر إلى قدمة وجدها قطعتين تقريبا لا يربط بينهما سوى قليل من الجلد وشريان وحيد، وظل الرجل معتقدا أنه فقد قدمه لمدة 5 أيام، وشكلك المحيطون به وقتها من رجال المن والأطباء فى عودة اللواء منتصر إلى سابق عهده، لكن المعجزة حدثت وتماسك البطل القوى وقاوم الكسور والجروح بروح المقاتل الذى لا يخشى شيئا.
ومدير مباحث أسيوط ما هو إلا نموذج لبسالة وعزيمة رجال عاهدوا الله على العمل والعطاء وحب الوطن وتأمين مواطنيه وأموالهم ومقدراتهم، رجال من لم يتعرض منهم للخطر الجسدى أو حتى الاستشهاد، يعيش محروما من متع الحياة أو بعضها، فلا تواجد مع الأسرة ولا رعاية البناء ذلك ان الغالبية العظمى منهم يعملون بعيدا عن مقار إقامة عائلاتهم ولا يرون ذويهم إلى ايام معدودة كل شهر، وفى رحلة الغياب يعيشون حياتهم الأولى عندما كانوا غير متزوجين.
إن ضابطا او قل مقاتلا مثل اللواء منتصر عويضة يجب أن ينال كل التقدير والاحترام والمساندة ليس من جهاز الشرطة ولكن من جموع شعب أسيوط أو قل شعب مصر، فهو من عاش طويلا يكافح من أجلنا وهو من اصيب وكاد يفقد حياته من أجلنا وهو من عاد ليكمل المسيرة قبل أن تلتئم جروحه من اجلنا.
إن نداء ينطلق من أعماق الشارع الأسيوطى لقيادات وزارة الداخلية مفاده أن بالغوا فى تكريم اللواء منتصر عويضة وكل منتصر عويضة فى هذا الجهاز الذى تتسم رسالته بقدر فائق من الإنسانية والرقى، حفظ الله كل رجال الأمن الشرفاء اللذين يدافعون عن امننا وسلامتنا فى الداخل، وحفظ الله كل رجال جيشنا الباسل العظيم الذى حافظ على الأرض والعرض، وحفظ الله اللواء منتصر عويضة مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن اسيوط وكل مساعديه وأدخل على قلوبهم السعادة فى عيدهم .. عيد الشرطة 25 يناير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة