شهدت البلاد، اليوم السبت، أجواء احتفالات ضخمة بمناسبة عيد الشرطة رقم 68، التي شاركت فيها جموع الشعب المصرى، في الميادين والشوارع العامة، حيث نزل رجال الشرطة بكافة مديريات الأمن إلى الشوارع مُقدمين الزهور والحلوى للمواطنين المصريين، فى ضوء حلول ذكرى عيد الشرطة اليوم الموافق 25 يناير 2020 ، وإيماناً من وزارة الداخلية بمشاركة الاحتفال بهذه الذكرى مع كافة أطياف المجتمع المصرى كونها ذكرى راسخة فى أذهان المصريين، لا تنسب فقط إلى الشرطة المصرية بل إلى جموع الشعب المصرى كاملة.
وشعر رجال الشرطة بالفرحة الغامرة حين لمسوا من المواطنين تضامنهم معهم وسعادتهم بهم، لاشتراكهم فى الاحتفال معهم، وذلك بقيام المواطنين وأطفالهم بتقديم الزهور إلى رجال الشرطة المنتشرين فى كافة الميادين والشوارع الرئيسية.
توزيع ورود
وعلى جانب آخر بدأت ماكينات الأحوال المدنية الجديدة العمل في عدة أماكن منها الأحوال المدنية بالعباسية ومطار القاهرة وشرم الشيخ والغردقة، تمهيداً للعمل في أماكن أخرى لاحقاً.
وتستخرج ماكينات الأحوال المدنية الجديدة، شهادات الميلاد، على أن يتم لاحقاً إضافة مخرجات جديدة لها، مثل الوفاة والطلاق والزواج وغيرها من الوثائق الأخرى.
وفي سياق متصل،مع انطلاق احتفالات عيد الشرطة، لم تنس وزارة الداخلية البسطاء من المواطنين، حيث وفرت الأغذية لهم بأسعار مخفضة، من خلال شوادر كلنا واحد، التي شهدت إقبالا كبيرا من المواطنين على مستوى الجمهورية، لتوفير السلع الأساسية بأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق، لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، فى إطار توجيهات رئيس الجمهورية لأجهزة الدولة باتخاذ كافة الإجراءات للتخفيف عن كاهل المواطنين لتوفير السلع الأساسية والغذائية بأسعار مناسبة.
توزيع حلوى على المواطنين
وشهدت المبادرة إقبالاً جماهيرياً مكثفاً وسط إشادة من المواطنين، بتوجيهات رئيس الجمهورية، وحرص سيادته على تقديم كافة أوجه الدعم للمصريين خاصةً من محدودى الدخل، وبالجهود المتواصلة لوزارة الداخلية للمساهمة فى خفض أسعار السلع الأساسية والرقابة على الأسواق، كما أشاد المواطنون بالتفاعل الإيجابى للسلاسل التجارية مع تلك المبادرات لتوفير السلع الغذائية بالأسواق.
وحرصت وزارة الداخلية على المشاركة الجادة والفاعلة لمنافذ "أمان" التابعة للوزارة فى المرحلة الجديدة من المبادرة وذلك من خلال منافذها الثابتة والمتحركة على مستوى الجمهورية وطرح السلع الغذائية بأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق.
توزيع الحلوى في الميادين
ونظمت وزارة الداخلية، قافلة إنسانية لتقديم كافة أوجه الرعاية الاجتماعية والطبية لقاطنى بعض القرى بالصعيد واستمراراً لتنفيذ مبادرة "كلنا واحد" تحت رعاية رئيس الجمهورية، برفع الأعباء عن كاهل المواطنين، وانطلاقاً من المسئولية المجتمعية لوزارة الداخلية الهادفة إلى تنمية وتطوير المجتمع والمساهمة فى تقديم كافة أوجه الرعاية الإنسانية والاجتماعية للمواطنين، لاسيما قاطنى المجتمعات الحضارية الجديدة، وبمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة.
وقامت وزارة الداخلية بإيفاد قافلة إنسانية، لتقديم كافة أوجه الرعاية للمواطنين قاطنى بعض القرى بدائرة مركزى شرطة (الفتح والقوصية) بأسيوط، وتم توزيع عدد من المساعدات العينية ( بطاطين، عبوات مواد غذائية متنوعة بالمجان ) على المواطنين، كما تم توقيع الكشف الطبى على عدد من المواطنين وصرف العلاج اللازم لهم بالمجان، ولاقى ذلك قبولاً واستحساناً من الأهالى مُشيدين بجهود الوزارة فى هذا الشأن.
توزيع ورود على المواطنين
وبدأت قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
وكانت هذه الحادثة اهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها وهو ما جعل إكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج ووضع سلك شائك بين المنطقتين بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب.
توزيع حلوى على المواطنين
هذه الأسباب ليست فقط ما ادت لاندلاع المعركة بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه أحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.
وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للانجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء علية تماما لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.
وبدأت المجزره الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلا ومدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقه أو رحمة وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة.
وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة.
وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز (لى إنفيلد) ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة 56 شهيدا و80 جريحا، بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير 1952.
ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.