تواصل مع المفكر العربى الكبير فراس السواح قراءة كتبه التى تبحث بعمق فى تاريخ منطقة الشرق وتناقش أساطيرها القديمة، ومن ذلك كتاب "الحدث التوراتى والشرق الأدنى القديم: هل جاءت التوارة من جزيرة العرب؟".
وضع فراس السواح كتاب "الحدث التوراتى والشرق اﻷدنى القديم" ردّا على ما جاء فى كتاب كمال الصليبى "التوراة جاءت من جزيرة العرب" الذى رفض فيه التناقضات التى سببها إسقاط الحدث التوراتى تاريخيا وجغرافيا على المنطقة الواقعة بين نهرى النيل والفرات وقدم فيه اﻷسباب التى تدفعه إلى رفض هذا اﻹسقاط ومن ثمّ البحث عن مسرح جديد لقصص التوراة، ولانعدام اﻷدلة الأثرية قرر أن يخوض تجربة المقرابات اللغوية وهى تجربة محفوفة بالمخاطر، وباحتمالات الوقوع فى الخطأ، من أجل العثور على مسرح شبيه من حيث اﻷسماء بالمسرح الذى ترسمه التوراة ﻷحداثها، فكانت عسير المسرح الجديد الذى اقترحه الصليبى.
وفى الكتاب يفترض فراس السواح أن فلسطين هى أرض الحدث التوراتى، لكنه يميز ضمن هذا الحدث بين التاريخي واللاتاريخي وبين الواقعى واللاواقعى، معتبرا بالاستناد إلى أسفار التوراة أن كثيرا من قصص التوراة قد تطبعت بطابع أسطورى أو ملحمى.
ويأخذ السواح على كمال الصليبى قيام منهجه "على القبول بالرواية التوراتية باعتبارها تاريخا مؤكدا مسلما بصحته، والشك فى جغرافيتها" وذلك خلافا لمعظم الباحثين المعنيين الذين صاروا، فى السنوات الأخيرة، لا ينظرون إلى الرواية التاريخية التوراتية باعتبارها "تاريخا حقيقيا غير خاضع للمناقشة أو النقد"، كما يأخذ عليه تجاهله "كل نتائج علم الآثار في فلسطين وللاد الشام" واعتماده في الأساس على المقابلة بين أسماء الأماكن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة