فضيحة أخرى تكشف عمليات فساد متورط فيها شركات صهر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، هذه المرة ليست فى تركيا، ولكن فى الصومال، عندما كشفت وثائق وقائع فساد تطول بيرت ألبيراق صهر عائلة الرئيس التركى، حيث قال موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، إنه عندما اضطر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى مغادرة مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية، بعدما افتضح أمر تدخله المشين فى البلد العربى وأطماعه فى ثرواته أمام المجتمع الدولى، قال لمرافقيه فى الطائرة من الصحفيين، إنه اتفق مع الصومال على التنقيب عن البترول فى مياهه الإقليمية، وكأنه يقول لهم، اطمأنوا: لا يزال هناك بلد آخر نستطيع نهبه.
وقال موقع تركيا الآن، أن حكاية نهب أردوغان للصومال ليست جديدة، إذ بدأت بإعلان عبد الرحمن معلم، وزير الموانئ الصومالى، فى سبتمبر من العام 2014، أن الحكومة الصومالية سلّمت مهام إدارة ميناء مقديشو البحرى الدولى، المتوقف عن العمل منذ سنوات طويلة، لشركة آلبيراق التركية التى تمتلكها عائلة بيرت ألبيراق صهر عائلة الرئيس التركي.
وأضاف الموقع التابع للمعارضة التركية، أن الاتفاق يقضى بأن تمنح الشركة التركية نسبة 51%من إيرادات الميناء للحكومة الصومالية، وأن تقدم الشركة للحكومة نسخة من حساباتها السنوية لمعرفة الإيرادات والمصروفات، وبالتالى حساب الفارق وتحديد النسبة المستحقة لكلا الطرفين لكن ما جرى خلال السنوات الخمس الماضية كان غير ذلك، فطوال تلك الفترة تسحب الشركة أموالها من البنوك المحلية يوميًّا حتى لا تتم معرفة إيراداتها بشكل شهرى أو سنوى يمكن الحساب عليه.
وأوضح موقع تركيا الآن، أن إيرادات الميناء شهريا تتراوح ما بين 12 إلى 15 مليون دولار شهريا، وهو ما يعنى 180 مليون دولار سنويًّا، مشيرة إلى أن ما تقدمه الشركة التركية للحكومة الصومالية أقل من النسبة الحقيقية لإيراداتها ونسبتها المتفق عليها، دون أن تقدم حسابات رسمية بموازنتها السنوية، وذكر مسؤولون بالميناء أن إيرادات الميناء فى العام 2018 كان 95 مليون دولار، بينما كان المبلغ الذى سلمته الشركة للحكومة 29 مليون دولار، مؤكدين أن باقى المبلغ تم نهبه من قبل الشركة التركية.
وأضافوا أن الشركة التى يدير فرعها فى مقديشيو التركى سامى أيرول، تقدم توقعات بالأرباح لا تتناسب كلية مع حجم التوسعات والأعمال التى تجرى فى الميناء، فمثلا حققت أرباحاً فى العام 2015 نحو 61 مليون دولار، وفى العام 2016 نحو 57 مليون دولار، وفى العام 2017 نحو 75 مليون دولار، وفى العام 2018 نحو 95 مليون دولار، وهذه هى الأرباح الحقيقية، فيما قدمت الشركة للحكومة الصومالية أرقاما أخرى مختلفة، منها أنها حققت فى العام 2018 نحو 29 مليون دولار وهو مبلغ أقل مما حققته فعليا بنحو 66 مليون دولار.
وتابع موقع تركيا الآن: قدمت الشركة للحكومة الصومالية ما يفيد أنها حققت أرباحًا بنحو 26 مليون دولار في العام 2019، وحتى الآن لم تقدم إيراداتها الحقيقية عن ذلك العام، كما قدمت توقعاتها بتحقيق أرباح بنحو 20 مليون دولار في العام الحالي 2020 وهو مبلغ لا يتناسب مع حجم الزيادات والتوسعات وحجم الأعمال في الميناء.
ولفت الموقع التابع للمعارضة التركية، إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يكتف بوضع زوج نجلته إسراء وزيرًا لوزارة المالية، إحدى أهم الوزارات، بل يسعى الآن لإظهار صهره الآخر في المشهد السياسي، لكن هذه المرة لن يكون وزيرًا، بل صاحب أهم وأكبر شركة والوحيدة في تركيا لصناعة طيارات بدون طيار، فعندما يقال "طائرات بدون طيار" فإن أول ما يخطر على البال هو سلجوق بيراقطار، صهر الرئيس التركى، فيما أسس سلجوق بيرقطار شركة "بيراقطار المحدودة للأنظمة التكنولوجية والاتصالات" بالشراكة مع أخيه عام 2011، وفي 2015 تحولت إلى شركة مساهمة ودخل أخوهم الأصغر معهم، وهي أول شركة تركية وطنية تصنع طائرات بدون طيار، وتدخل مخزون الجيش التركي، وهي أول من صدرت طائراة بدون طيار خارج تركيا.
ذكر موقع العربية، أنه فى تصريحات سابقة له عقب توقيع الصفقة نشرتها مواقع تركية وصومالية قال سامى إيرول مدير الشركة فى الصومال أن الشركة ستزود الميناء بأحدث التقنيات التكنولوجية لجذب حركة التجارة العالمية، كما سيشهد الميناء عمليات توسعة، إضافة إلى ترميم الأجزاء المتضررة منذ الحرب الأهلية، متجاهلا الحديث عن النسبة المخصص لتركيا فى المشروع، ومكتفيا بالقول أن نسبة 51%من إيرادات الميناء ستؤول إلى خزانة الحكومة الصومالية، والنسبة الباقية وقدرها 49% ستخصص لتطوير خدمات الميناء، فيما كشفت وسائل إعلام صومالية أن الشركة أنشأت مستشفى من 200 غرفة، فيما قال مدير الشركة سامى أيرول، فى مؤتمر صحافى، أن هذا المشروع يدخل ضمن المشاريع التى تهدف الشركة من ورائها إلى رفع خدمات ميناء مقديشو الدولى، وجعله أهم ميناء فى شرق إفريقيا، مضيفا أنه وبعد انتهاء المشروع سترتفع الطاقة الاستيعابية للميناء من 4 و5 سفن إلى 8 و9 سفن تجارية كبيرة.