الأحاديث تحتوى نصوصا ترفض تدوين الأحاديث
روى الإمام مسلم فى صحيحه عن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تكتبوا عنى، ومن كتب عنى غير القرآن فليمحه".ويذهب المدافعون عن جمع الأحاديث إلى أن منع الرسول عليه الصلاة والسلام لتدوين كلامه كان مرتبطا بفترة زمنية محددة، وذلك كى لا يختلط كلام الرسول عليه السلام بالنص القرآنى المنزل من الله.
الفقهاء وضعوا كتبهم رغم امتناعهم عن تعميم الفتوى
الإمام مالك صاحب "الموطأ" وصاحب فكرته كان الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور، حيث تقول الروايات إنه قال للإمام مالك ذات يوم: اجعل العلم يا أبا عبدالله علما واحدا، فقال له مالك إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا فى البلاد فأفتى كل فى مصره "أى فى بلده" بما رأى، وإن لأهل مكة قولا ولأهل المدينة قولا ولأهل العراق قولا قد تعدوا فيه طوركم، فقال فأما أهل العراق فلست أقبل منهم صرفا ولا عدلا، وإنما العلم على أهل المدينة، فضع للناس العلم فقال له مالك إن أهل العراق لا يرضون علمنا فقال أبو جعفر يضرب عليه عامتهم بالسيف وتقطع عليه ظهورهم بالسياط".
وبحسب كتاب "تغير الفتوى بتغير الاجتهاد (دعوة للتفكير والتيسير ونبذ للتعصب والهوى والتعسير)" للدكتور عبد الحكيم الرميلى، فإن الإمام الشافعى كانت لها رؤى فقهية وفتاوى فترة إقامته فى بغداد جمعها فى مجلده الضخم "الحجة" سنة 195، لكن ما أن جاء إلى مصر فعاد النظر فى تلك الفتاوى لتغير الظروف، فألف كتابه "المبسوط" والذى اشتهر فيما بعد بكتابه الأم، وقال الإمام الجليل فى كتابه كلمته المشهورة: "لا أجعل فى حل من روى عنى كتابى البغدادى" حيث رجع عن كثير من فتاويه التى كانت له فى القديم، وغيرها بتغير اجتهاده وتجديده، ولم يتعصب لفتاويه القديمة الاجتهادية، ويصف المؤلف تجديد فتاوى "الشافعى"، لم تكن ناسخا لمذهبه القديم، إنما كان الوصف الأدق هو امتداد وتطور له وفقا لسنة التطور والنمو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة