تتصاعد حدة التوترات فى المحافظات والمدن العراقية وخاصة جنوب البلاد بعد هجوم شنه مجهولون على المتظاهرين فى ساحة الحبوبى بالناصرية، ما أدى لمقتل اثنين وإصابة 18 آخرين بينهم 9 حالات خطيرة فى أحداث ساحات التظاهرات فى بغداد.
قالت وكالة الأنباء العراقية "واع" إن عدد من المتظاهرين العراقيين نصبوا خيام جديدة للاعتصام فى ساحة الحبوبى بعد إحراق خيامهم من قبل مجهولين.
ويعتصم عدد من المتظاهرين العراقيين منذ عدة أشهر فى ساحة الحبوبى وسط مدينة الناصرية، فى إطار الاحتجاجات غير المسبوقة التى يشهدها العراق منذ مطلع أكتوبر الماضى.
وشهدت الناصرية أمس الأحد مواجهات بين المتظاهرين العراقيين وقوات الأمن. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر سيارات دفع رباعي أثناء اتجاهها صوب ساحة الحبوبي، وسط إطلاق رصاص كثيف.
وقرر المتظاهرون فى الساحة بناء بيوت عوضا عن الخيام التى جرى حرقها، فى إشارة إلى استمرار الاعتصام السلمى.
ويقول متظاهرون فى العراق إن أحزاب السلطة حسمت أمرها فى الأيام الأخيرة نحو فض الاعتصامات، وبدأت بالفعل القوات الأمنية فى ذلك، إلا أن المتظاهرين أعادوا الزخم لهذه الاحتجاجات، الأحد.
وقتل أكثر من 500 متظاهر عراقى، وأصيب الآلاف، خلال الاحتجاجات التي شهدت اشتباكات دامية مع قوات الأمن فى بغداد والجنوب.
وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة، التى شهدت تصعيدا كبيرا، قتل 12 شخصا، فضلا عن أكثر من 230 مصابا، بحسب المفوضية العليا لحقوق الإنسان.
إلى ذلك، استهدفت السفارة الأمريكية فى بغداد أمس بصواريخ تباينت الروايات حول عددها ومكان سقوطها، فيما خرجت حشود إضافية من المتظاهرين، غالبيتهم من الطلبة، إلى شوارع العاصمة العراقية وساحاتها وباقى مدن وسط البلاد وجنوبها دعما للحراك الاحتجاجى.
وندد رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدى بالهجوم الذى وصفه بأنه تصرف فردى غير مسؤول، داعيا القوات الأمنية إلى حماية السفارة، والتحرى لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات، واعتقال من أطلق هذه الصواريخ لينال جزاءه أمام القضاء العراقى.
وفى سياق آخر، أثارت تغريدة القيادى فى التيار الصدرى، أسعد الناصرى على حسابه فى تويتر أعلن فيها "خلعه العمامة حبا في العراق"، ردا على قرار زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر، السبت، تجميد عضويته بسبب تجاوزاته عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وغرد الناصرى قائلا "سأخلع العمامة حباً بالعراق والناصرية والثائرين. أنا مع العراقيين، كنت وما زلت وسأبقى. أرجو الاستعجال فى تصفيتى لأننى اشتقت إلى الشهداء."
كانت وسائل إعلام عراقية قد تناقلت بيانا باسم مكتب الصدر، يحوى ثلاثة بنود، تقول إن الناصرى يجب عليه فورا ترك ثوار الناصرية وعدم التدخل فى تقرير مصيرهم لا سلبا ولا إيجابا.
وبحسب البيان، فإن الناصرى "يعتبر مجمدا من الآن وإلى إشعار آخر لعصيانه أوامر آل الصدر”.
وقال البيان عن الناصرى "كفاه تسلطا وحبا للدنيا". وختم بيان الصدر بأن الناصري إذا كان مضطرا لتغيير أفكاره فلا داعى للتمسك بارتداء العمة الشريفة. ولا دخل للتيار الصدرى بأفكاره.
وأثنى العراقيون على قرار الناصرى الذى عرفت عنه مواقفه المناصرة للمنتفضين فى الساحات والتى يعبر عنها على حسابه فى تويتر.
كانت اللجنة التنسيقية لمظاهرات العراق قد أصدرت بيانا شديد اللهجة ضد مقتدى الصدر اتهمته فيه بخيانة الثوار، وجاء فى البيان "لم نخرج بفتوى دينيّة ولم نخرج بتغريدة صدريّة، فلا يُراهِن مقتدى وأنصاره على نفادِ صبرنا ونهاية ثورتنا. ركبَ موجتنا فركِبناه وحاول استِغلالنا فتجاوزناه."
ويعبر العراقيون عبر مواقع التواصل الاجتماعى عن مللهم من رجال الدين ويحملونهم مسؤولية التدهور الأمنى والسياسى فى العراق، كما يحمّلونهم مسؤولية نشر الطائفية بين أبناء المجتمع العراقى؛ فيما انشغلوا بالسرقة ونهب أموال العراق.
ويحتل العراق المرتبة الـ12 فى لائحة الدول الأكثر فسادا فى العالم بحسب منظمة الشفافية الدولية.