قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف ، إن التجديد عملية ديناميكية بدأت وتستمر، وسيظل قطار التجديد مستمرًا بقوة، بقيادة الأزهر وإمامه الطيب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
وأوضح مختار جمعة ، خلال كلمته بمؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي، التي جاءت بعنوان "التمييز بين ما هو عقدي وشرعي وأخلاقي" أن التنوع من سنن الله الكونية، وأن منهج الإسلام قائم على أنه لا إكراه في الدين، منبهًا على أنه إذا صحت العقيدة صح ما بعدها من العمل، وإذا فسدت العقيدة فسد ما بعدها.
وفي حديثه عن الشريعة، أشار جمعة، إلى أن الفتوى قد تتغير بتغير الزمان والمكان والحال، وأن ما كان راجحًا في عصر أو مكان أو بيئة قد يصبح مرجوحًا إذا تغيرت الصفة، لافتًا إلى أن هناك ثوابت لا مساس بها في جانب العبادات، في حين أن هناك متسعًا كبيرًا للمتغيرات، منبهًا أن إنزال الثابت منزل المتغير هو هدم للدين.
وفي ختام كلمته، أكد جمعة ، على ضرورة مواجهة التطرف بشقيه، نواجه التشدد بكل قوة، ونواجه التسيب بنفس القوة التي نواجه بها التشدد.
من جانبه قال الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، إنَّ تجديدَ الفكرِ ضرورةٌ إسلاميةٌ، ولازمة من لوازم الشريعة، وقد ورد في الحديثِ النبويِّ الشريف: « إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأَمَةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا »، موضحًا أن التجديد لابد أن يأتي من العلماء والمتخصصين في التجديد، فلا يجوز لأي أحد غير متخصص أن يقتحم حقل التجديد وإلا صار تبديدا.
وأكد الدكتور المحرصاوي خلال كلمته بالجلسة الثانية بمؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الديني والتي جاءت بعنوان "التجديد: أطر مفاهيمية"، أن الأزهر الشريف وجامعته العريقة قاما بالعديد من الأعمال التي تبث التجديد في الفكر الإسلامي، مشيدًا بتدشين الأزهر لمركز التجديد والتراث بالأزهر، والذي سيضم علماء ومتخصصين في مجالات شتى لمناقشة كل ما يستجد من قضايا وأمور دينية وحياتية وإنزال النصوص الدينية عليها بما يخدم مقاصد الدين وينفع الناس.
وطالب رئيس جامعة الأزهر بأهمية التصدي لأصحاب الحركات المتطرفة، وجماعات التشدد والغلو، مؤكدًا أن هؤلاء يقفون عائقًا أمام التجديد، لأنهم يقدمون آراء مشايخهم على نصوص القرآن والسنة المطهرة، ينتمون لجماعاتهم وحركاتهم أكثر من انتمائهم لأوطانهم، كما بين أهمية التنبه لما ينشر على الفضاء الإلكتروني بعامة ومواقع التواصل الاجتماعي بخاصة بما لا يعيق التجديد، موضحًا ضرورة فلترة ما ينشر على المواقع الإلكترونية بعرضه على العلماء المتخصصين الذين يتمتعون بالوسطية والاعتدال.
وفى ذات السياق قال الدكتور سمير بو دينار، رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، المغرب، إن الجهاد ليس موقفا اعتقاديا ضد غير المسلمين، بل هو موقفا أخلاقيا ضد الظالمين المعتدين، وذلك على عكس ما تراه بعض الجماعات المولعة بصياغة الأمور العملية صياغة اعتقادية، مؤكدا أن الإسلام لم يجعل اختلاف الدين مسوغا شرعيا للقتال، فالجهاد في الإسلام ليس قتال الكافر، بل هو قتال المعتدي الظالم، مسلما كان أو كافرا، فهو موقف أخلاقي مع العدل والحرية ضد الظلم والقهر.
وأوضح بو دينار، خلال كلمته بجلسة "تفكيك المفاهيم المغلوطة"، والمنعقدة ضمن أعمال "مؤتمر الأزهر العالمي التجديد في الفكر الإسلامي"، أن نصوص القرآن الكريم صريحة في حصر القتال في نطاق صد العدوان، وفي اعتبار ما وراء ذلك عدوانا، حيث قال تعالى "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين".
ويعقد الأزهر الشريف هذا المؤتمر على مدار يومي الاثنين والثلاثاء 27-28 يناير 2020، بحضور نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، وممثلين من وزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من 46 دولة من دول العالم الإسلامي، وتركز محاور المؤتمر على أطر مفاهيم التجديد، وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة