صدر كتاب "الجولة الإسلامية.. الجذور التوحش المستقبل" للكاتب الفلسطينى عبد البارى عطوان، عن دار الساقى قبل سقوط تنظيم داعش، بالتحديد فى بدايات عام 2015 لكنه فى الكتاب طرح سؤالا مهما عن المستقبل وهو الذى يشغلنا الآن بشكل كبير.
يكشف الكتاب عن أصول "الدولة الإسلامية" المعلنة، التى وصفها وزير الدفاع الأمريكى الأسبق تشاك هيجل بأنها "أكبر تهديد إرهابى يواجه الولايات المتحدة"، كما يبحث عن جذور هذه الدولة ومرتكزاتها الإيديولوجية، وطبيعة القوى المكونة لها، وأسرار صعودها المفاجئ، ومصادر قوتها وضعفها، والعلاقة بينها وبين تنظيم "القاعدة" الأم، وعوامل الخلاف والاتفاق بينهما، وينقّب فى أسباب ممارساتها الوحشية الدموية ضد خصومها، فى التاريخين الإسلامى والغربى معاً، ويرصد البيئة الحاضنة لها وتركيبتها الدينية والفقهية.
يرصد الكاتب إمبراطورية داعش الإعلامية الجبارة وتمددها فى العالم الإسلامى وسر اندفاع الشباب للانضمام إلى صفوفها.
وأخيراً يحاول التنبؤ بمستقبل الدولة الإسلامية وبمدى قدرتها على البقاء وتحقيق طموحاتها فى إقامة دولة الخلافة الإسلامية، ومدى شرعية هذه الطموحات وإمكانية تحقيقها على أرض الواقع.
وهنا لا نعرف هل أصاب عبد البارئ عطوان أم أنه أخطأ فى قراءته لمستقبل تنظيم داعش، حيث يقول الكتاب تحت عنوان "مستقبل داعش" إن "حدود الدولة الإسلامية يمكن أن تنكمش أو تتمدد فى السنوات المقبلة، حسب سير المعارك واتساع دائرتها، والدول المشاركة فى الحرب لتصفيتها، ولكن فرص صمودها واستمرارها أكبر بكثير من فرص زوالها، مهما تعاظمت الضربات الجوية التى تشنها الطائرات الحربية الأمريكية على مواقعها، لأن فرص حسم المعارك من الجو تتضاءل، ولأن "الدولة" بدأت تتأقلم مع هذه الضربات، بالطريقة نفسها التى تأقلمت فيها قوات حركة الطالبان فى أفغانستان لأكثر من 13 عاما".
ما يقوله عبد البارى عطوان معناه أن تنظيم داعش لن يسقط، لكن ما نراه نحن على أرض الواقع هو أن هذا التنظيم الإرهابى انحسر تماما، وأننا توقفنا تقريبا عن الاهتمام به، والخوف منه، ولا نرى له أي مستقبل، حتى أن خليفته المزعوم أبو بكر البغدادى "قتل" على يد الأمريكان، فهل نحن الصواب أم أن الكتاب يخبئ لنا جانبا لا نعرف أبعاده، وأن تنظيم داعش سوف يفاجئنا ذات يوم لذا يجب أن نكون مستعدين له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة