وصفت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية اغتيال القائد العسكرى الإيرانى قاسم سليمانى بأنه قد يكون التصعيد الأكثر دراماتيكية فى صراع الشرق الأوسط منذ حرب العراق.
وقالت المجلة إن الإعلان عن اغتيال سليمانى قائد قوات القدس فى الحرس الثورى الإيرانى، والتى تنفذ عمليات عسكرية فى المنطقة، جاء بعد يوم من مهاجمة أنصار جماعة عراقية مدعومة من إيران لمقر السفارة الأمريكية فى بغداد، والتى اعتبرت انتقاما من طهران على ضربات جوية أمريكية سابقة قتلت 25 من مقاتلى كتائب حزب الله.
وأوضحت "فورين بوليسى" أن بعض الخبراء أشاروا إلى أن ما كان حتى الآن حرب منخفضة المستوى بين الولايات المتحدة وإيران قد تنفجر قريبا. وقال سيث جونز، الخبير فى التطرف فى الشرق الأوسط فى مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأمريكى، إننا ننتقل إلى فترة حيث هناك احتمالا قويا بتصعيد الحرب والصراع المباشر بين واشنطن وطهران. وأضاف أن الشرق الأوسط مشتعلا بالفعل بصراعات وحركات احتجاجية واسعة، والآن فإن الأمر أصبح أسوأ بكثير.
وأضاف جونز إن الأمر الأول هو الهجوم يقضى على أهم شخصية عسكرية فى إيران، فمنذ الحرب الإيرانية العراقية على الأقل، ركزت طهران سياستها الخارجية على بناء قدرات غير مكررة، لاسيما فى فيلق القدس، وقد قاد سليماتى جهود إيران لنشر ما يقرب من 280 ألف مقاتل فى اليمن وسوريا العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان وتوسيع نفوذ إيران فى الشرق الأوسط. وقد أشرف سليمانى بشكل شخصى على توسع إيران. ومن ثم، فإن وفاته سيكون ضربة قوية لإستراتيجية إيران.
الأمر الثانى، كما يقول الخبير الأمريكى، أن مقتل سليمانى سيشعل على الأرجح تصعيدا خطيرا للصراع بين إيران وواشنطن. فحتى الآن كان الصراع العسكرى بينهما غير مباشر، وانطوى على عقوبات أمريكية اقتصادية وهجمات عسكرية ضد شركاء أمريكا.
أما ريول مارك جيركت، مسئول السى أى إيه السابق والخبير فى الشأن الإيرانى، والذى يتبنى موقف متشددا ضد إيران، فقد أشاد بقرار ترامب، وقال إن الإيرانيين سيردون على الضربة الأمريكية، والسؤال الوحيد هو اختيار الهدف، وأشار إلى تشككه بشأن وجود مخطط إيرانى ضد القوات الأمريكية، لذلك تحرك ترامب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة