خلال يومين استطاع العمال والمتطوعين في الصين تحويل مركز طبى من بناية خالية إلى مستشفى للطوارئ مختص بعلاج الحالات المصابة بفيروس كورونا الذى يواصل انتشاره فى البلاد مسفرا عن وفاة اكثر من 170 شخص وعدوى أكثر من 7 آلاف.
ونظرا للانتشار السريع للفيروس وتزايد عدد الحالات المصابة تتكدس المستشفيات بالمرضى وهو ما يشكل خطرا متزايدا نظرا لسهولة العدوى، مما دفع السلطات في الصين لتخصيص مستشفيات لعلاج هذه الحالات، وخلال يومين فقط من العمل المكثف استطاع متطوعين وعمال تحول المركز الطبى لجبل ديبى من مبنى فارغ إلى مستشفى تضم 1000 سرير فضلا عن المعدات الطبية لمواجهة الوباء.
وبحسب محطة "سى جى تى إن" فإن المستشفى الجديد استقبل دفعة اولى من المرضى المصابين بفيروس كورونا والذين تم نقلهم إلى قرابة الساعة 10:30 مساء الاربعاء، إلى المركز الطبى الواقع فى مدينة هوانج قانج فى مقاطعة هوبى بوسط الصين.
ومن المقرر أن تعقد منظمة الصحة العالمية جلسة مغلقة في جنيف، اليوم الخميس ، لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان الانتشار السريع للفيروس يمثل الآن حالة طوارئ عالمية.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في مؤتمر صحفي "تطور الفيروس في الأيام القليلة الماضية، خاصة في بعض البلدان، يثير قلقنا" مشيرا إلى ألمانيا وفيتنام واليابان. وأضاف "على الرغم من أن الأعداد خارج الصين لا تزال صغيرة نسبيا فإنها تنطوي على احتمال تفش أكبر بكثير".
ووسط جهود الحكومات حول العالم للسيطرة على انتشار الفيروس ووقف تحوله إلى وباء عالمى، حذر أحد فريق التحقيق المعنى بفيروس كورونا فى هونج كونج من الانتشار الواسع للفيروس الخطير داخل المستشفيات، موصيا الأطباء بالحرص على تطهير كافة الأدوات والمعدات الطبية. وبحسب شبكة سى.إن.إن، الأربعاء، فإن معدل انتشار الفيروس فى الصين زاد بنسبة 30% خلال 24 ساعة.
وقال البروفسور جون نيكولز، من جامعة هونج كونج وعضو فريق التحقيق المعنى بفيروس كورونا، أن المستشفيات ربما تكون مكان أمثل لانتشار الفيروس على مستوى واسع. واشار إلى أنه خلال انتشار الأمراض الوبائية يموت الكثيرون دون الإصابة بالمرض، ففى كثير من الأحيان لا تستطيع المستشفيات رعاية المرضى الذين يعانون من أمراض غير ذات صلة بالوباء المنتشر. واشار أنه خلال انتشار فيروس السارس عام 2003، أوقفت مستشفيات هونج كونج العمليات الجراحية الاختيارية مؤقتًا لأن الأطباء كانوا مرهقين للغاية، وهذا يعنى أن هناك "وفيات خفية" من الأشخاص الذين فاتتهم العمليات الجراحية.
واضاف نيكولز، إلى أن الاشخاص الذين تظهر نتائج تحليلهم سلبية لا يعنى انهم ليسوا مصابين، موصيا بتكرار التحليل فيما بعد. وارتفعت حصيلة الاصابات بفيروس كورونا فى الصين إلى 7700 إصابة ووفاة 171 شخص، وهو رقم قياسى يتخطى عدد الإصابات التى وقعت عندما كان هناك انتشار لفيروس سارس (متلازمة الالتهاب التنفسى الحاد) الذى طال 5327 شخصا فى 2002 و2003 وأدى إلى وفاة 774 شخصا فى العالم بينهم 349 فى الصين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة