بعد انتشار فيروس كورونا فى الصين وظهور حالات إصابة به فى بعض الدول، واتخاذ دول العالم تدابير احترازية للوقاية من تفشى المرض بها، بات السؤال الأكثر انتشارا حول العالم هو "هل يتحول الصينيون الذين تواجدوا فى الصين مؤخرا إلى بؤر لنقل فيروس كورونا؟".
فبالقرب من مدينة ميونيخ بألمانيا، لم يتخيل أول شخص أعلنت إصابته بـ"كورونا" الإصابة بالفيروس نظرا لعدم ذهابه إلى الصين خلال الفترة الماضية، إلا أن العدوى انتقلت إليه من زميله الصينى الذى زار مؤخرا مدينة شنجهاى، كما أن أول حالة إصابة يابانية كانت لسائق حافلة سياحية، لم يذهب إلى الصين مؤخرا، لكنه كان يقل عددا من السائحين الصينيين قادمين من مدينة ووهان الصينية مكان انتشار الفيروس، ما يثير التساؤلات حول مدى انتشار الفيروس وانتقاله من الصينيين إلى العالم.
تفاصيل إصابة الحالتين اليابانية والألمانية
أثارت العينة الإيجابية لأول شخص يابانى، وتسجيل إصابته بفيروس كورونا العديد من التساؤلات، خاصة أنه لم يقم بزيارة الصين مؤخرا، لكنه يعمل سائقا لحافلة سياحية فى اليابان، وكان ينقل الصينين خلال موسم العطلات، وهو ما يؤكد أنه ليس بالضرورة التواجد فى مكان الإصابة بالصين وأن الفيروس القاتل ينتشر بسهولة بين البشر.
ويبلغ الرجل اليابانى الستين من عمره، وهو من ولاية نارا، وعلى اتصال بالزائرين من ووهان فى الفترة من 8 إلى 16 يناير، وبدأت ظهور الأعراض عليه فى 14 يناير، وتم نقله إلى المستشفى يوم السبت قبل تشخيص إصابته بالفيروس، وفقًا لمسئولى الصحة اليابانيين.
وأبلغت اليابان عن ست حالات مؤكدة وجميع المصابين باستثناء واحد منهم كانوا فى ووهان مؤخرًا.
كما أعلنت ألمانيا أول حالة مؤكدة لها يوم الاثنين، قائلة إن رجلاً يبلغ من العمر 33 عامًا فى مدينة شتارنبرج، بالقرب من ميونيخ ثبت أنه مصاب، نتيجة اتصاله بزميل له كان يزوره فى مقر عمله قادم من شنجهاى بالصين.
وعلى مستوى العالم ظهرت علامات انتشار فيروس كورونا، حيث أكدت كل من اليابان وألمانيا وفيتنام أول حالات الإصابة لمرضى لم يزروا مركز الفيروس القاتل فى الصين.
ووفقا لتقرير نشرته جريدة "mirror" البريطانية فإن أول حالة مؤكدة فى ألمانيا، كانت لرجل يعيش بالقرب من مدينة ميونيخ من قبل زميل صينى زار مكان عمله فى شنجهاى، وأكدت منظمة الصحة العالمية أن هناك حالة فى فيتنام تضمنت انتقالاً من إنسان لآخر خارج الصين.
وتسبب فيروس كورونا حتى الآن فى وفاة 132 شخصا وتسجيل أكثر من 6000 حالة إصابة على مستوى الدول التى سجلت حالات إصابة، وكانت معظم الحالات فى ووهان ومقاطعة هوبى المجاورة لمصدر بدء تفشى الفيروس بالصين.
ويُعتقد الآن أنه تم نقل الفيروس إلى البشر فى آواخر الشهر الماضى فى أحد الأسواق فى ووهان، والذى يبيع الحيوانات الحية والمأكولات البحرية والحياة البرية غير القانونية.
وشملت معظم الحالات التى تم الإبلاغ عنها حول العالم حتى الآن مرضى زاروا هوبى مؤخرًا، حيث سميت المدينة التى يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة بـ "مدينة الأشباح" بعد توقف الرحلات الجوية وتوقف وسائل النقل العام وإقامة نقاط التفتيش على الطرق.
ما هو فيروس كورونا والأعراض المرتبطة به
"Coronavirus" هو التهاب فى الجهاز التنفسى ينتقل من شخص لآخر فى قطرات من السعال والعطس، وتشمل الأعراض الحمى وصعوبة التنفس أو السعال، ويمكن أن يسبب الفيروس الالتهاب الرئوى ومضاعفات أخرى.
وقال مسئولون صينيون إن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى أسبوعين، لتظهر الأعراض ويمكن أن تنقل شركات الطيران الفيروس للآخرين قبل تشخيصهم.
انتشار فيروس كورونا جاء فى وقت صعب للمسئولين الصحيين، الذين قد يكافحون لاحتواء انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان فى ظروف الشتاء الباردة.
ويُعد فصل الشتاء أرضا خصبة لتكاثر الفيروسات، وانتشاره بين البشر، لأن الفيروس يكون أكثر ثباتًا فى الهواء البارد، ويساعده انخفاض الرطوبة على "التعويم" لفترة أطول، كما يقلل البرد من الدفاعات الجسدية، ما يسمح للفيروسات بدخول الجسم بسهولة، وتكون نزلات البرد أكثر شيوعًا فى فصل الشتاء، حيث تبرد درجات الحرارة المنخفضة الغشاء على الأنف ما يسهل دخول الفيروس إلى الجسم.
يذكر أن فيروس كورونا انتشر من الصين منذ أواخر العام الماضى وزحف ليضرب حتى الآن 19 دولة حول العالم منها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وآخرها دولة الإمارات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة