اذا
كان الأزهر يهاجم العالم الدكتور عثمان الخشت
بهذه الضراوة وهو صديق للإمام الأكبر وأستاذ في الفلسفة الإسلامية ورئيس لأهم وأكبر جامعة في الشرق الأوسط فكيف سيتعامل مع من دونه؟
الم ينهنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن تدوين الأحاديث ووردنا هذا النهي في حديث مدون، وقال الفقهاء إن إبليس أول من قاس ومع ذلك يستخدمون القياس في الفقه، ونهى القرآن عن تأويل كلام الله وثقافتنا عامرة بجميع أنواع التأويلات والتفسيرات.؟
إذا كانت سرعة التوسعات الحربية دليلا على عظمة الدين أفليس دين التتار في أقصى الشرق أو الفايكيج في أقصى الغرب يستحق أن ينظر إليه أيضا؟
هجوم الطيب على الخشت استدعى الريبة في المراد
بهذا المؤتمر من الأساس: فهل يريد الأزهر "تجديد التراث" بحق أم "تعضيد التراث"؟
فهل يوافق إمامنا على هذه الصياغة بأن الخطاب الديني بحاجة ماسة إلى الهدم من الأساس والبناء مرة أخرى كما أوصى بأن نفعل من بيت الأب؟
إذا كانت الحرب على التراث مؤامرة أوربية فهل تآمر الأوربيون على أنفسهم؟ ثم ألم يعمل المستعمر بكل طاقته من أجل الحفاظ على المدارس الدينية في مصر؟
لا أخفي عليك أنني كنت من أشد الناس فرحا بانعقاد مؤتمر الأزهر لتجديد الفكر الديني، وهي مبادرة طيبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى لكني مع الأسف استشعرت الريبة بعدما دار بين الإمام الفاضل والشيخ الأكبر "أحمد الطيب" شيخ الجامع الأزهر والدكتور العالم "محمد عثمان الخشت" حوار ساخن حول مفهوم تجديد الخطاب الديني، حيث رأى "الخشت" أننا لسنا بحاجة إلى "تجديد" الخطاب القديم، لكننا بحاجة إلى "تأسيس" خطاب جديد، بينما رأى الإمام الأكبر أن المحاولات التي وصفها بإنها تستهدف النيل من التراث تصب في صالح الغرب لتفويت الفرصة على المسلمين، ودعني أؤكد من البداية أن فكرة أن يعقد الأزهر الشريف مؤتمرا عالميا للتجديد في "الفكر" الإسلامي هو أمر محمود بلا شك، مع تحفظي على كلمة "الفكر" لأنها توحي بأن التجديد يتمحور حول الأزمات وليس في صلبها، لكني لي أسبابي التي سأوضحها فيما يلي للاعتقاد بأن في الإمكان أبدع مما كان وبكثير.
دارت كلمة الدكتور عثمان الخشت حول أهمية تأسيس خطاب إسلامي جديد اعتمادا على القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، كما أكد على أهمية استبعاد ثقافة النقل والاستنساخ واستعادة المعارف القديمة قائلا إنه لو عاد الشافعي مرة أخرى لأتى بفقه جديد ولو عاد أبو حنيفة لأتى بفقه جديد، وضرب العديد من الأمثلة التي توضح مقاصده، وليسمح لي الدكتور عثمان الخشت أن أختلف معه فيما قاله من أن كتاب "الموطأ" الذي وضعه الإمام مالك هو أصح كتاب بعد كتاب الله لأن تلك الأحكام الإطلاقية يرفضها العقل الذي علمنا الدكتور أن نعتمد عليه كما يرفضها البحث العلمي الذي علمنا أن كل يؤخذ منه ويرد عليه.
مع هذا الاختلاف اليسير أؤيد ما ذهب إليه الدكتور عثمان الخشت من أن هناك خلط ما بين المقدس والبشري في الفكر الإسلامي، كما أتفق مع أهمية الدعوة التي أطلقها لفتح مجال العلوم الدينية للعلوم الحديثة في القانون، خاصة نظرية الأشكال القانونية المتوازية بشأن ما يتعلق بحكم إثبات الطلاق بالتوثيق كما نثبت الزواج بالتوثيق، وقد طالب الخشت بمراجعة الأفكار في هذا الشأن دون أن يصرح باسم صاحب هذه الأفكار قائلا إنه لا أحد يملك الحقيقة المطلقة.
وعلى ما يبدو أن كلام الدكتور الخشت أغضب عدد من الحاضرين الذين تطوعوا بالرد عليه في أكثر من موضع، بأكثر من شخص، وإلى هنا كان الأمر عاديا لكن حدث أن طلب الإمام الأكبر التعليق على كلمة الدكتور عثمان الخشت فرد عليها ردا مطولا، أثار في نفسي العديد من التساؤلات واستدعى الريبة في المراد بهذا المؤتمر من الأساس: متسائلا هل يريد الأزهر "تجديد التراث" بحق أم "تعضيد التراث"؟
ليسمح لي مولانا الإمام الأكبر بأن أعلق على كلمته التي أرى أن بها الكثير من الحدة، ويعرف الجميع أنني من محبي مولانا الإمام الأكبر ومن أكثر الناس تأييدا له واحتراما لقيمته وقامته، لكني في الحقيقة شعرت أن الإمام الأكبر في هذا اللقاء كان حادا أكثر من اللازم، وأخشى أن تكون تلك الحدة بسبب حديث الدكتور الخشت عن أهمية النظر في أمر عدم الاعتراف بالطلاق إلا بالتوثيق وهي المسألة التي اعترض عليها شيخ الأزهر بنفسه في السابق، كما أخشى أن تكون تلك الحدة بسبب خشية الإمام الأكبر من أن يجد كلام الخشت صدى لدى طلبة الأزهر وباحثيه كما قال في بداية حديثه فإن كان الإمام يخشى من تأثير من اختارهم بعناية ليتحدثوا في مؤتمر كهذا فما حاجتنا إلى هذا المؤتمر من الأساس؟
في بداية تعليق شيخنا الإمام الأكبر على حديث الدكتور عثمان الخشت فند المثال الذي ساقه لتوضيح فكرة "تأسيس خطاب ديني جديد" حيث قال الخشت أن الإنسان حينما يكبر يؤسس بيت جديد ولا يجدد بيت أبيه، فرد عليه الشيخ قائلا إن هذا يعد تركا وإهمالا لبيت الوالد، ومن المفترض أن يجدد الإنسان بيت الوالد إن كان مبنيا بالطوب اللبن وأن يجعله مناسبا للحياة العصرية، وفي الحقيقة فإني أرى أنه لا تعارض بين ما قاله الخشت وما قاله الإمام، فلا يناسب البيت المبني بالطوب اللبن الحياة العصرية على الإطلاق، ومن الضروري إن أردنا تجديد بيت الوالد المبني بهذا الأسلوب أن نهدمه ونقيمه من الأساس، فهل يوافق إمامنا على هذه الصياغة بأن الخطاب الديني بحاجة ماسة إلى الهدم من الأساس والبناء مرة أخرى؟
عاب الإمام أحمد الطيب على كلمة الدكتور الخشت لأنها من وجهة نظره كلمة "غير معدة" قائلا أنه من المفترض أن تكون الكلمة التي التي تقال في مؤتمر عالمي معدة وموثقة لا تخضع لتداعي الأفكار وتداعي الخواطر، وفي الحقيقة فإن أرى أن التوفيق خان مولانا الإمام في هذه الملاحظة لأن طبيعة الندوة التي تتسع للعديد من الباحثين وتخصيص 10 دقائق لكل متحدث لا تتسع لعرض بحث علمي حقيقي يتناول العديد من المسائل الشائكة التي كتب فيها آلاف الأبحاث وأهرق فيها ملايين الأقاويل، كما أني أعتبر أن توجيه كلمة كهذه لعالم كبير مثل الدكتور الخشت كانت أمرا غير مناسب على الإطلاق لما فيها من استهانة بعالم كبير يعرف مولانا الإمام قيمته وقامته وهذا سلوك غريب لم اعتده من مولانا الإمام!
عاب مولانا الإمام على نقد الدكتور الخشت لفكرة الاعتماد على أحاديث الآحاد فيما يتعلق بالاعتقاد وهو الأمر الذي يتبناه أصاحب مذهب الأشعرية المعتمد لدى الأزهر الشريف، وقال إن الأشاعرة لا يعتمدون على أحاديث الآحاد في أمور الاعتقاد وهذا أمر كنا ندرسه في المرحلة الثانوية، وبصرف النظر عن اللهجة التي خاطب بها شيخ الأزهر عالما جليلا كعثمان الخشت وقوله إن تلك المسألة حسمت من أيام الثانوية العامة لدى طلبه الأزهر لكن من ينظر واقع الحال يرى أن الفكرة المؤسسة لمنهج الأشاعرة يدعي أن هذا هو منهج "أهل السنة والجماعة" أو بتعبير آخر يدعي "الأشاعرة" أنهم أهل "الفرقة الناجية" اعتمادا على الحديث الشريف "إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابَ افْتَرَقُوا فِى دِينِهِمْ عَلَى اثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة كُلُّهَا فِى النَّارِ إِلا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ" ثم لماذا يعيب مولانا الإمام "الطيب" على الدكتور عثمان الخشت مطالبته هجرة الاعتماد على أحاديث الآحاد فيما يتعلق بالاعتقاد، أليس العالم الأكبر والشيخ الأنور "محمود شلتوت" شيخ الجامع الأزهر نادى في محاضراته وفي كتبه بذلك؟ حينما أسقط حد الردة الذي يعتمد فيه على حديث "آحاد" ؟ ثم ألم يزعزع حجية الأدلة النقلية كلها في كتابة العظيم "الإسلام عقيدة وشريعة" حينما قال "وقد اتفق العلماء على أن الدليل العقلى الذى سلمت مقدماته، وانتهت فى أحكامها إلى الحس أو الضرورة يفيد ذلك اليقين ويحقق اليمان المطلوب أما الدلة النقلية فقد ذهب كثير من العلماء إلى أنـها لا تفيد اليقين،ولا تحصل الإيمان المطلوب، ولا تثبت بـها وحدهاعقيدة، والذين ذهبوا إلى أن الدليل النقلى يفيد اليقين، ويثبت العقيدة شرطوا فيه أن يكون قطعياً فى وروده، قطعي فى دللته" وهو أمر لا يتحقق إلا مع القرآن الكريم؟
هاجم مولانا الإمام الأكبر الشيخ عثمان الخشت الذي أراد أن يزيل القداسة عن التراث وقال له إن هذا التراث خلق أمة وضعت قدمها في الصين والأخرى في الأندلس في فترة مقدارها 80 عاما، وفي الحقيقة فإن هذا القول لا يدعم وجهة نظر الإمام على الإطلاق بل يدعم وجهة نظر الدكتور الخشت، ففي الثمانين عاما التي قصدها فضيلة الشيخ أحمد الطيب لم يكن هذا التراث قد تشكل بعد بما يثقله، وكان للصحابة رضوان الله عليهم كامل الحرية في التعامل المباشر مع متون الإسلام من قرآن كريم وسنة متواترة، ولهذا رأينا اجتهادات جبارة في هذا التوقيت فأبطل عمر ابن الخطاب حد السرقة في عام الرمادة، وقطع سهم المؤلفة قلوبهم وفيه نص قرآني، كما غير منظومة توزيع الغنائم التي وضعها القرآن الكريم لأنه وجد أنها لا تناسب العصر الجديد وهي القضية المعروفة بقضية أرض السواد، كما رأينا أبو بكر الصديق يتغاضى عن تنفيذ أحكام الشريعة المعمول بها في الحرب المعروفة باسم "حرب الردة" سواء ما يخص توصيف الحرب أو عقاب الموصوفين بالردة أو حتى في عقاب بعض قادته الذين لم يتبعوا تعليماته وكان هناك جدل كبير في اتباعهم لتعاليم الدين الإسلامي، كما رأينا الإمام علي رضي الله عنه يضاعف في حد شرب الخمر ويجعله بالجلد بالسياط بعد أن كان ضربا بالعصا، نعم ثمانين عاما كانت كافية ليحتل الإسلام مشرق الأرض ومغربها، ثم لنا أن نسأل مولانا الشيخ أيضا: إذا كانت سرعة التوسعات الحربية دليلا على عظمة الدين أفليس دين التتار في أقصى الشرق أو الفايكيج في أقصى الغرب يستحق أن ينظر إليه أيضا؟
قال فضيلة الشيخ أحمد الطيب مهاجما الدكتور عثمان الخشت إن مسألة عدم تقديس التراث مقولة تعلمناها من التراث ذاته، وبالفعل هناك العديد من الإشارات الصريحة التي تنهى عن تقديس التراث أو تقديس الآباء والأجداد بصيغ مختلفة وفي وسائط متباينة بداية من القرآن الكريم وحتى أقوال الرسول والصحابة والتابعين وتابعي التابعين، لكن ما حدث يا فضيلة الإمام عكس هذا تماما، وهجومك الشديد على الدكتور عثمان الخشت لأنه دعا لنزع قدسية التراث تثبت إن التراث مقدس بالفعل عند عموم المسلمين والأزاهرة في مقدمتهم، والحاصل أننا لم نعمل بنصيحة التراث بعدم تقديس التراث، وفي الحقيقة أيضا يا فضيلة الإمام فإن هذه عادة أصيلة في ثقافتنا التراثية المليئة بالتناقض، فقد نهانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن تدوين الأحاديث ووردنا هذا النهي في حديث مدون، كما يردد الفقهاء مقولة إن إبليس أول من قاس ومع ذلك يستخدمون القياس في الفقه، ونهى القرآن عن تأويل كلام الله وثقافتنا عامرة بجميع أنواع التأويلات والتفسيرات.
عاب الإمام على الخشت أنه قال إننا نعيش في فتنة منذ عصر الصحابي الكريم عثمان ابن عفان رضي الله عنه، وقال فضيلته إن تلك الفتنة لم تكن دينية وإنما كانت سياسية، لكنه حينما أراد أن يستشهد على كلامه ضرب مثالا بالحرب الصليبية ولم يستشهد بحرب الفتنة، وفي الحقيقة فإني أرى أن هذه مناورة ذكية من فضيلة الإمام، لكنه وبكل أسف ليست صادقة، فإن كان مولانا الإمام يريد نفي تهمة "الفتنة الدينية" عن "فتنة عثمان" فيجب عليه أن يذكر لنا دليلا من تلك الفتنة وليس من الحرب الصليبية، وفي كل الأحوال أنا أصدق مقولة الإمام الطيب حفظه الله بأن الفتنة الكبرى كانت فتنة سياسية في المقام الأول، لكني أريد أن أسأله: إن كانت تلك فتنة سياسية حقا: فمن من الصحابة حارب في سبيل الله ومن حارب في سبيل السلطان؟ ومن أراد عزة الدين ونصرته؟ ومن أراد العرش وصولجانه؟
أنت تقول إنه لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة، ومع هذا أهديتني كتابك، فإن كنت تعتقد إنه حقيقة مطلقة فهذا ينفي ما تدعو إليه، وإن كنت تعتقد أنه مشكوك فيه فلا تأتيني به حتى تتأكد منه" هذا ما قاله الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر للدكتور عثمان الخشت، وهي مقوله ذكية تعتمد في بينيتها على نماذج الحجاج الفقهي الموروثة في التراث الإسلامي، من نوعية تلك الجمل التي يتوارثها الناس في كتب المناقب الشهيرة، لكني في الحقيقة أرى أن تلك الجملة تدين مولانا شيخ الأزهر ولا تدعمه، فقد افترض أن كل كاتب يفترض ثبوت كتاباته ثبوتا يقينيا لا يقبل الشك، وإن كان الأمر كذلك فأني أدعو الشيخ الأكبر إلى حذف المذهب الشافعي من تراثنا الإسلامي كله، فقد تشكك الإمام الشافعي في آرائه وصرح بهذا الشك من باب الفخر حيث قال "قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول المخالف خطأ يحتمل الصواب" فماذا سيقول الشيخ الإمام للشيخ الإمام؟
وائل السمري يكتب 10أسئلة إلى الامام الطيب بعد معركته مع الخشت..هل نخرج الإمام الشافعى من فقهنا لأنه تشكك في آرائه؟ وإذا كان الأشاعرة لا يعتمدون على أحاديث الآحاد فمن الفرقة الناجية؟ وإن كانت فتنة عثمان سياسية فمن استشهد ومن قتل؟
"تلك الحرب الزائفة بين التراث والحداثة مصنوعة في الغرب لتفويت الفرصة على المسلمين" هذا ما قاله الإمام الأكبر ردا على الدكتور الخشت، وفي الحقيقة فإني لم أكن لأرد عليها لولا أنها توصم كل من ينادي بتجديد التراث الإسلامي أو تنقيحه من المسالب المتفشية في بالاستعمال للغرب، وهنا أريد أن أسأل فضيلة الإمام: ألم يشن الأوربيون أيضا هذه الحروب في العصور الوسطى مع تراثهم؟ وهل كان الأوربيون أيضا يردون تفويت الفرصة على أنفسهم بهذه الحروب؟ ثم ألم يعمل المستعمر بكل طاقته من أجل الحفاظ على المدارس الدينية في مصر؟
بعد هذا الاستعراض لما بكلمة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر من تجن كبير على الدكتور عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة من حقي أن أتشكك في صدق دعوة الأزهر لتجديد الخطاب الديني أو الفكر الديني أو أي تجديد على الإطلاق، فإن كان الإمام الأكبر هاجم الدكتور عثمان الخشت بهذه الضراوة واستسلم لعاطفته بهذا الشكل دون أن يحتكم إلى حكمته المعهودة، فكيف نتخيل أننا في يد أمينة ونحن نرى الأزهر يقود حركة التجديد؟ وإذا كان الأزهر يهاجم العالم الدكتور عثمان الخشت وهو صديق للإمام الأكبر وأستاذ في الفلسفة الإسلامية ورئيس لأهم وأكبر جامعة في الشرق الأوسط فكيف سيتعامل مع من دونه؟
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد محمد أحمد محمد
هناك فرق
أولا: أساتذتنا الأفاضل وعلماؤنا يحتاجو لتعمق في لغة التراث التي يريدون تحديثه. فلم يركبوا جملة سليمة فكيف يغوصون في إشكالاته العقائدية والاجتماعية . ثانيا: الإمام الشافعي لم يشكك في آرائه الفقهية وإنما يفاضل بين الصواب والأصوب، واضعا في ذهنه اتساع رقعة الدولة الإسلامية واختلاف مجتمعاتها في ذلك الوقت، واختلاف تناولهم للفقه تبعا للجغرافية والمجتمع، ولا ننسى أنه -أي الشافعي- جدد مذهبه عندما انتقل من بغداد إلى القاهرة، أي أنه طبق المطلوب عمليا ولم يأب ذلك. ثالثا: عن حديث الفتنة الكبرى وخلاف سيدنا علي ومعاوية فنحتاج إلى التعمق في التاريخ والخلافات السياسية بين الحكام المسلمين، والتاريخ يشهد بأنهم جعلوا الدين مطيتهم (ولا يشاد الدين أحد إلا غلبه). رابعا: ليس الخلاف في التراث، فالتراث القديم لأهله السابقين عاشوا به وتعايشوا معه كل على قدره، وإنما ما نحتاج إليه عقدا اجتماعيا نبني به مجتمعنا حاضرنا ومستقبنا مبني على العدل المطلق والمساواة والحرية وليس عيبا أن ننتخب من تراثنا العربي الإسلامي المسيحي المصري ما يساعدنا على بناء قاعدة صلبة وأسس إنسانية عليا ننظم بها المجتمع ويتحقق من خلاله التحديث والتجديد بشرط ان يحقق سعادة الفرد والمجتمع وحريته وأمنه. خامسا: حاولت أن أهذب كلماتي قدر الإمكان وغيرت وبدلت في الأسلوب حتى لا أجرح مشاعر أحد وأرجو أن أكون وفقت .