وتقول صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن لامار الكسندر كان واحدا من أربعة جمهوريين بمجلس الشيوخ كان الديمقراطيون يأملون أنه سيصوت ضد نهج حزبه لمد المحاكمة باستدعاء شهود جدد، مثل مستشار الأمن القومى السابق جون بولتون. وعلى الرغم من أن الكسندر قال أمس الخميس إن الديمقراطيين قد أثبتوا قضيتهم، إلا أن سلوك ترامب لا يستوجب العزل، واصفا إياه بأنه غير مناسب فقط.
وتناقض قرار الكسندر مع بيان السيناتور الجمهورية سوزان كولينز التى قالت إنها ستدعم استدعاء شهود، وكان ميت رومنى قد أشار إلى رغبته فى الاستماع إلى شهود أيضا. فى حين قالت ليزا موركوسكى، الجمهورية الرابعة المتأرجحة، أنها ستعلن قرارها قبل ساعات قليلة من انعقاد الجلسة.
ويمتلك الجمهوريون أغلبية 53 مقابل 47 للديمقراطيين فى مجلس الشيوخ. لذلك، حتى لو أيدت موركوسكى الدعوات لكشف مزيد من الأدلة، فإن عدم تصويتها سيعنى على الأرجح موقف متساو 50 مقابل 50.
وفى حين أعرب بعض الديمقراطيين عن أملهم أن يكسر رئيس القطاع فى المحكمة العليا جون روبرتس الذى يترأس محاكمة العزل، هذا التساوى لصالح استدعاء شهود، فإن مثل هذا السيناريو غير مرجح. ولإدانة ترامب يجب أن يتم هذا بأغلبية الثلثين من أعضاء مجلس الشيوخ.
ومن المتوقع أن يصوت أعضاء مجلس الشيوخ اليوم الجمعة لتحديد ما إذا كان سيتم السماح بشهادة شهود فى فضيحة أوكرانيا، مثل بولتون الذى لم يدلى بشهادته أثناء تحقيقات العزل فى مجلس النواب، بعدما طلب البيت الأبيض من مسئوليه عدم التعاون.
وربما يأتى التصويت لإدانة أو تبرئة ترامب، والذى سيكون فى صالحه بشكل شبه مؤكد، فى مساء الجمعة، وهو ما سيمنح الرئيس الأمريكى انتصارا قبل أيام قليلة من انطلاق السبق التمهيدى لانتخابات الرئاسة الأمريكية فى أيوا، وأيضا قبل خطابه لحالة الاتحاد أمام الكونجرس.
وفى محاكمتى العزل السابقتين فى التاريخ الأمريكى، للرئيسين أندرو جونسون وبيل كلينتون، تم الاستماع لشهادات الشهود..لكن الجمهوريين يرفضون تكرار ذلك فى المحاكمة الجارية، ويقولون إن القضية ضد ترامب معيبة للغاية، وأن جلسات العزل فى مجلس النواب العام الماضى قدمت شهادات كافية.
من ناحية أخرى، بدأ الإعلام الأمريكى يستسلم على ما يبدو للنتيجة المتوقعة بتبرئة ترامب، فقالت شبكة "سى إن إن" إنه بعد أربعة أشهر فقط من إعلان رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى إجراءات العزل، وستة أشهر من مكالمة ترامب مع رئيس أوكرانيا التى طلب فيها التحقيق عن جو بايدن ونجله، فإن ترامب سيصبح ثالث رئيس يعزل من مجلس النواب ويتم تبرئته من قبل مجلس ترامب.
لكن فى ظل المعركة المستمرة بين الحزبين للسيطرة على البيت الأبيض والمزاج السياسى لترامب، فلن يكون هناك على الأرجح صوتا يساعد على تحقيق توافق فى البلد المنقسم مثلما فعل الرئيس جيرالد فورد عقب فضيحة ووتر جيت عندما قال "كابوسنا الوطنى الطويل انتهى".
تتوقع سى إن إن أن تظل الآثار الجانبية لهذه المواجهة لسنوات، ولعهود سياسية لاحقة، وقالت إنه سيكون هناك ضحايا بالتأكيد على المدى القصير سواء الرئيس أو من لاحقوه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية بعد نحو تسعة أشهر. لكن الأحدراث الدرامية فى عامى 2019 و2020 ربما تغير أيضا الكيفية التى ستفهم بها الأجيال المستقبلية السلطة الرئاسية وتطهير إساءة استخدامها باستخدام العزل نفسه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة