مازالت أحداث واقعة إنقاذ أب لابنته من السقوط أسفل عجلات أحد القطارات محطة قطارات الإسماعيلية، تلقى بظلالها على السوشيال ميديا، وكشفَّ ياسر محمد عبد الحميد، مشرف القطارات بمحطة سكك حديد "الإسماعيلية"، تفاصيل دقيقة وجديدة بشأن واقعة إنقاذ أب لابنته من السقوط أسفل عجلات أحد القطارات بالمحطة.
وقال عبد الحميد لـ"اليوم السابع"، إن محطة قطار الإسماعيلية، يوم الواقعة، كان يوجد بها قطار بضائع "غلال" يقف على رصيف 2 بالمحطة فى انتظار وصول قطار ركاب قادم من بور سعيد؛ نظرًا لأن المسافة من بور سعيد للإسماعيلية "خط مفرد" وليس مزدوج، وكان موعد وصول القطار وقتها الساعة واحدة إلا ربع، على أن يتحرك من محطة الإسماعيلية في تمام الواحدة وعشر دقائق، وبعدها يصل إلى مدينة بنها مرورًا بالزقازيق.
وتابع: "الأب صاحب الواقعة كان على ما يبدو في طريقه إلى أبو حماد أو الزقازيق، فنزل من القطار الذي كان يستقله آنذاك، وكان هذا القطار متجه للقاهرة مرورًا بأبو حماد والزقازيق، وكان موعد انطلاق القطار الأخير الساعة الواحدة إلا ثلث، لذا فضل الأب ركوب القطار الذي سوف يتحرك قبل القطار الذى كان يستقله بنحو نصف الساعة".
وأشار مشرف المحطة، إلي أن الأب فور نزوله من الباب المخالف بالقطار المتواجد برصيف 1 للوصول القطار المتواجد بالرصيف 3، وحاول المرور هو وابنته من أسفل قطار البضائع المتواجد بالرصيف، حيث مرت ابنته وعند مروره تفاجئ بتحرك قطار البضائع فخرج مسرعًا وفوجئ بأن ابنته سقطت مُغشيًا عليها من شدة الخوف، ووقعت ووقع عليها الأب فوقها في المشهد الذي شاهده الجميع.
وشدد المشرف، على أنه ليس متحدث باسم هيئة السكة الحديد أو حاصل على تعليمات بالحديث عن الواقعة، لكنه ظهر في مداخلة هاتفية بإحدى البرامج التليفزيونية، وعندما أوضح ما رآه ورأيه بصراحة تعرض لموجة شديدة من الانتقادات والهجوم غير المُبرر من جانب البعض؛ بعدما وصف الأب بـ"المهمل"، وأكد على أن الأب عرض حياته وحياة بنته للخطر، مطالبًا جميع المواطنين بالالتزام بتعليمات السكك الحديدية حفاظًا على حياتهم.
وتطرق الرجل في حديثه إلى اللجنة التى تم تشكيها من مهندسي هيئة السكة الحديد، مؤكدًا أنها مارست مهامها بتفقد المحطة ومعاينة المكان، حيث تم تفريع الكاميرات والتأكد من صحة الواقعة، والتى أثبتت الخطأ الذي ارتكبه الأب بالعبور من أسفل قطار البضائع، وعليه تم تحرير محضر للأب وتغريمه 50 جنيهًا (حسب اللائحة فى حالة ظهوره)، مشيرًا إلى أن اللائحة تنص على تغريمه هذا المبلغ، لكنه يرى أنه مبلغ قليل للغاية، متمنيًا وصوله إلى 5 آلاف جنيه.
ورغم الضجة الكبيرة التى صاحبت انتشار مقطع فيديو قصير لأب يقوم بحماية ابنته بجسده من الدهس أسفل عجلات القطار بمحطة الإسماعيلية، على بُعد مليميترات قليلة من العجلات، إلا إنه حتى الآن لم يتم التوصل لاسم أو مكان الأب صاحب "القلب الشجاع" حتى الآن.
وانفرد "اليوم السابع" بنشر أول صور للأب صاحب القلب الشجاع، "محمد محمود فرغلى"، الذى افتدى ابنته بنفسه من دهسها تحت عجلة القطار بالإسماعيلية بعد وقوعها من يده من على رصيف المحطة.
ويعمل محمد محمود فرغلى، مدرس بشمال سيناء وابنته التى أنقذها واسمها خديجة بالصف الخامس.
وقال القلب الشجاع، فى أول ظهور له، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إنه يعانى من حالة نفسية وصفها بالصعبة بعد أن أنقذه الله من الموت"، قائلا: "رأيت الموت بعينى وحياتى أغلى من غرامة الـ50 جنيها".
وأكد القلب الشجاع، أن الواقعة حدثت وهو فى طريق سفره من مدينة بئر العبد بشمال سيناء لمحافظة المنصورة برفقة كلا من زوجته وأبنائه الأربعة، لافتا أنه يعمل مدرس مجال صناعى فى مدرسة ابوشله بشمال سيناء، ويقيم فى مدينة بئر العبد، وأنه من أبناء محافظة الدقهلية وكان فى طريقه لقضاء إجازة نصف العام الدراسى مع أسرته فى أرياف المحافظة
وأضاف أن ما حدث له يفوق الخيال، حيث كان على رصيف المحطة ينتظر وحوله أسرته، وفجأة انزلقت ابنته الطالبة فى الصف الخامس من على حافة الرصيف ووقعت على شريط السكة، ولم يتمالك نفسه واندفع ليحميها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة