على مدارالأيام الماضية، سيطرت المناظرة بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور محمد عثمان الخشت ،رئيس جامعة القاهرة ، على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعى ، التى تناولت مشاركة الدكتور محمد الخشت ، فى بإحدى جلسات مؤتمر الأزهر العالمى والذى عقد بعنوان "التجديد فى الفكر الإسلامى" ،بحضور شيخ الأزهر، وبدأ الأمر عندما عقب الإمام الأكبر على كلمة رئيس جامعة القاهرة ، والتى لاقت صدى واسع لدى رواد السوشيال ميديا والإعلام ،وتباينت الآراء ما بين مؤيد لكلام شيخ الأزهر وبين مؤيد لكلام رئيس جامعة القاهرة.\
شيخ الأزهر دون عدد من الملاحظات على كلام رئيس جامعة الأزهر ، ولعل أبرز ما ذكره الدكتور الخشت وأثار حفيظة الحضور وعلى رأسهم شيخ الأزهر ما ذكره رئيس الجامعة ، عن الأشاعرة حيث قال " "لن نستطيع أن نأت بخطاب دينى جديد إلا إذا غيرنا منهجيات وأسس الدراسات الدينية، فهناك خلط بين المقدس والبشرى، وهناك علم تفسير قديم يقوم على صحة وصواب الرأى الواحد، بينما القرآن يتسع لمعان عديدة ومتعددة كلها تحتمل الصواب وكلها ممكنة التنفيذ لابد من دراسات جديدة تتخلص من سيادة العقائد الأشعرية وتكوين رؤية جديدة للعالم، ولابد التمييز بين درجات الأحاديث الآحاد والمتواترة فلابد أن نفتح المجال للعلوم الإنسانية الحديثة".
ليرد شيخ الأزهر على رئيس الجامعة قائلا : أنت تنادى بترك مذهب الأشاعرة، فالأشاعرة بنوا ولا يقيمون عقيدتهم على أحاديث الآحاد، كما أشرت فهذه الأمور أنا درستها منذ أن كنت فى الثانوى عام 1960، والأشاعرة بل والمعتزلة قبلهم لا يمكن أن يقيموا مسألة واحدة من مسائل العقائد إلا على الأحاديث المتواترة، وأن نسمع اليوم أن الأشاعرة يقيمون منهجهم على أحاديث الآحاد وبعد هذه الفترة الطويلة فأعتبر هذه خاطرة وليست مسألة علمية مدروسة.
والأشاعرة بحسب ما ذكرته دار الإفتاء المصرية ، أن عقيدة الأزهر الشريف هى العقيدة الأشعرية وهى عقيدة أهل السنة والجماعة، والسادة الأشاعرة رضى الله تعالى عنهم وأرضاهم هم جمهور العلماء من الأمة، وهم الذين صَدُّوا الشبهات أمام المَلاحِدَةِ وغيرهم، وهم الذين التزموا بكتاب الله وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبر التاريخ، ومَنْ كفّرهم أو فسّقهم يُخْشَى عليه فى دينه، قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله فى كتابه "تبيين كذب المفترى فيما نسب إلى الإمام أبى الحسن الأشعري" [اعلم وفقنى الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله فى هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق عليهم لسانه بالثلب، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب] .
وأكدت دار الافتاء ، أن الأزهر الشريف هو منارة العلم والدين عبر التاريخ الإسلامي، وقد كوَّن هذا الصرحُ الشامخُ أعظم حوزة علمية عرفتها الأمة بعد القرون الأولى المُفَضَّلة، وحفظ الله تعالى به دينه ضد كل معاندٍ ومشكِّك، مشددة على إن رمى الأشاعرة بأنهم خارجون عن دائرة أهل السنة والجماعة غلط عظيم وباطل جسيم؛ لما فيه من الطعن فى العقائد الإسلامية المرضية والتضليل لجمهرة علماء الأمة عبر العصور، وهم الذين حفظ الله تعالى بهم هذا الدين.
والأشاعرة هم جمهور أهل السنة والجماعة من المالكية والشافعية، وأما الحنفية فهم ماتريدية يتبعون أبا منصور الماتريدى (333هـ)، والخلاف بينهم وبين الأشاعرة محدود، وأما الحنابلة فبعضهم أشاعرة، وبعضهم عرفوا بـ " الحنابلة "، وأطلق عليهم فيما بعد اسم " السلفية ": وجميع هؤلاء هم أهل السنة، ويقابلهم المعتزلة والخوارج.
ونسبة الأشاعرة ترجع إلى الإمام أبى الحسن على بن إسماعيل الأشعرى (324هـ) رحمه الله، وهو الإمام الذى سلمت الأمة له بالقبول والرضا فى علوم التوحيد، وأثنى على تقريراته العلماء، إذ كان صاحب سنة ومنهج معتدل، حتى روى الإمام البيهقى رحمه الله فى "السنن الكبرى" أنه لمَّا قَرُبَ حضور أجل أبى الحسن الأشعرى قال لبعض أصحابه: اشهَدْ على أنِّى لا أكفر أحدا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات.
وظهر الإمام أبو الحسن الأشعرى ، فى زمن تنامى فيه أمر المعتزلة والفلاسفة الذين يُقَدِّمُون معطياتِ عقولهم على نصوص الكتاب والسنة، وكان يقابلهم بعض الحنابلة الذين يُقَدِّمُون ظاهر النصوص على معطيات العقول، فاختط أبو الحسن الأشعرى ، منهجا يجمع بين العقل والنقل، وقال تلاميذه: الشرع كالشمس، والعقل كالعين، ولا يكون الإبصار إلا بهما وقد ارتضى منهجه كبار علماء المسلمين من الحنفية والشافعية والمالكية وطائفة كبيرة من الحنابلة.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
قال تعالي "ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا .. لست منهم في شئ"
قوله تعالي في خطابه للرسول عليه وعلي جميع الانبياء الصلاة والسلام واضح لا يحتاج سوي ان نقرأ ونفهم ونتبع.