كثيرًا ما يلفت انتباهي وأنا أسير فى الشوارع عدد من الشباب فى مراحل عمرية مختلفة، وهم يرتدون ملابس غريبة ومثيرة للانتباه وشاذة أحيانًا، لاسيما وأن من بين هؤلاء الشباب والفتيات من هم طلاب فى مراحل دراسية مختلفة، فلا أدرى كيف يجرؤ هؤلاء على الذهاب إلى مدارسهم أو جامعاتهم بمثل هذه الملابس المثيرة، أو بقصات الشعر الشاذة.
الجامعة أو المدرسة هما حرم تلقى العلم، فلا ينبغى أن يتحول هذا الحرم إلى مكان للتنافس بين الطلاب فى عرض أحدث صيحات الموضة الشاذة وأحدث القصات العالمية الشاذة أيضًا والمخالفة لأى عرف ودين وللذوق العام ومظهر طالب العلم، بدلا من أن يكون هذا الحرم ساحة للتنافس فيما بينهم فى تلقى العلم والتميز فيه.
فى هذا الشأن أؤيد وبشدة قرار عدد من رؤساء الجامعات الحكومية مثل جامعتى طنطا وجنوب الوادى، حظر ومنع دخول الطلاب بالملابس الممزقة والبناطيل المقطعة والجلباب الحرم الجامعى، وكذلك يجب أن تتخذ بقية الجامعات وزارة التربية والتعليم هذا القرار وتعممه على جميع المدارس، فالوزارة فى الأساس تسمى "التربية والتعليم"، أى أن التربية قبل التعلم.
وأتمنى أن يتخذ وزيرا التعليم العالى والبحث العلمى، والتربية والتعليم والتعليم الفنى، قرارات رسمية لتعميم تجربة حظر دخول الطلاب بالملابس الممزقة وغير اللائقة للمدارس والجامعات، وتوقيع عقوبات على أى طالب يتجاوز الآداب العامة أو يرتدى ملابس تسيئ للذوق العام وللحرم الدراسى، وهذا ليس حَجر على الحرية الشخصية بالعكس هذه القرارات ستكون بمثابة حماية للجيل من براثن الانفلات الأخلاقى.
أخيرًا .. فالأدب والتأدب والتحلى بحسن الخلق من الأشياء التى حثتنا عليه الأديان، فالله سبحانه وتعالى يقول مادحًا رسوله الكريم :" وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "ما من شيءٍ يوضع في الميزان أثقل من حسن الخُلق، وإن صاحب حسن الخُلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة"، وفى الإنجيل جاء فى سفر يشوع بن سيراخ :"الابن الفاقد الأدب عارٌ لأبيه، والبنت إنما تعقب الخسران"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة