وجهه الطفولى البرىء محفور فى أذهان أجيال الثمانينيات والتسعينيات، طفل موهوب يخطف القلب، قادر على تجسيد أصعب الأعمال التراجيدية، والوقوف أمام عمالقة الفن، أبكى الملايين عندما جسد دور الدكتور خليل حسن خليل طفلا فى مسلسل الوسية وعلى البدرى صغيرا فى ليالى الحلمية، لذلك استحوذ على العديد من أدوار البطولة والأدوار المهمة فى عدد من أهم الأعمال الدرامية، ومنها: «ليلة القبض على فاطمة، الوجه الآخر، للحب أشياء أخرى، هى وغيرها، رجل الأقدار، الكهف والوهم والحب، اللقاء الثانى، حارة الشرفا، لا إله إلا الله، عدالة الإسلام، دمعة على خد القمر»، وغيرها من الأفلام والمسلسلات، إضافة إلى العديد من برامج ومسلسلات الأطفال ومنها:«بوجى وطمطم، أجمل الزهور، زهور من نور، حادى بادى، والبرلمان الصغير، وعلاء وصفاء والأصدقاء»، وغيرها، كل هؤلاء وأكثر هم الطفل أحمد عزت، أحد أشهر أطفال الفن والدراما وبرامج الأطفال الذى عرف طريق الفن منذ كان عمره 4 سنوات.
تواصلنا مع الفنان أحمد عزت الذى يبلغ من العمر حالياً 42 عاماً، والذى أصبح أبا لـ«حنين» وهى طالبة جامعية و«سامر» الذى يبلغ من العمر 14 عاما، ليكشف الكثير من التفاصيل حول مشواره الفنى الذى بدأ فى سن الرابعة حتى قرر الاعتزال فى سن 13 عاما، وكان خلال هذه الفترة أحد أشهر أطفال الفن وأكثرهم موهبة ومشاركة فى الأعمال الفنية.
لا يزال أحمد عزت يحتفظ بموهبته وحضوره، وهو ما ظهر مؤخرا عندما شارك فى أحد مشاهد مسلسل «قيد عائلى»، ربما لم يعرف الكثيرون أنه ذات الطفل صاحب الصورة المحفورة فى أذهان الملايين ممن تابعوا أعماله وهو طفل، لكنه ورغم صغر المشهد كان مميزاً متمكناً من دوره متآلفا مع الكاميرات التى اعتاد مواجهتها منذ كان فى سن الرابعة.
وعن بداية مشواره مع الفن، قال الفنان أحمد عزت:«كان أول أدوارى وأنا فى سن 4 سنوات فى مسلسل «عدالة الإسلام» وهو مسلسل دينى باللغة العربية الفصحى وظهرت فيه وأنا أقرأ سورة الفاتحة».
كان الصغير وقتها يذهب بصحبة شقيقه الأكبر إلى التليفزيون والاستديوهات، وكان شقيقه يهوى الموسيقى ويدرس فى الكونسرفتوار، وساعدته والدته فى قراءة وحفظ الأعمال حتى اعتمد على نفسه، وبعدها تعددت مشاركاته فى برامج الأطفال والمسلسلات فى الإذاعة والتليفزيون، كما شارك فى عدد من الأعمال المسرحية ومنها مسرحية «نحن نشكر الظروف» مع الفنان سعيد صالح.
وأشار أحمد عزت الذى يعمل حاليا بالمونتاج إلى أنه لا يعرف عدد الأعمال التى شارك فيها وهو طفل لكثرتها، حيث كان يشارك فى أكثر من عمل فى وقت واحد وهو ما جعله يهمل دراسته:«كنت راشق فى أعمال كثيرة وكنت أقوم أحيانا بأربعة أعمال فى وقت واحد وكان المخرج إسماعيل عبدالحافظ يحبنى ويؤمن بموهبتى، فشاركت فى الكثير من الأعمال الدرامية وبرامج ومسلسلات الأطفال فى التليفزيون والإذاعة، كما شاركت فى أعمال سينمائية ومسرحية، وكنت أصغر ممثل أشارك فى مهرجان بغداد المسرحى، ومن كثرة الأعمال التى شاركت فيها لا أتذكرها جميعاً».
وتابع:«بعد مسلسل عدالة الإسلام، شاركت فى مسلسل ليلة القبض على فاطمة، وبوجى وطمطم 4 أجزاء، وأجمل الزهور، ثم اختارنى المخرج إسماعيل عبدالحافظ فى مسلسل الوجه الآخر، وليالى الحلمية الجزء الأول والثانى، وتوالت الأعمال وكان آخرها وأنا طفل فى سن 13 عاما مسلسل الوسية».
وقال طفل الوسية وليالى الحلمية:«أصابنى الغرور، لأننى عرفت الشهرة مبكرا، وكان الناس يلتفون حولى فى أى مكان، والمخرجون ومنهم المخرج إسماعيل عبدالحافظ يستعينون بى فى الكثير من الأعمال، لذلك لم أعش طفولتى، وقررت الاعتزال والتوقف عن التمثيل وأنا فى سن 13 عاما، وظل المخرج إسماعيل عبدالحافظ يحاول إعادتى للتمثيل، ولكنى صممت على قرارى».
وأضاف: «التمثيل فى سن صغير أحيانا يكون مدمرا للطفل الذى يصبح محط اهتمام الجميع، وكان الناس يلتفون حولى فى كل مكان، كما أننى كنت أحصل على استثناءات كثيرة للغياب أو الاستئذان من المدرسة وكان مسموحا لى الخروج فى أى وقت حين تأتى سيارة التصوير لاصطحابى، ويتم حذف الغياب، وكنت أحصل على شهادات تقدير كثيرة وكان مديرى المدارس والمدرسين يعاملوننى معاملة خاصة».
وتابع:«ليس لى ذكريات فى المدرسة، وشعرت بالمأساة وأنا فى الثانوية العامة، واتخذت قرارا قاطعا بعد مسلسل الوسية بالابتعاد عن الفن، رغم أننى وصلت للقمة وقتها، وبعدها عرضت على أعمال كثيرة ولكنى رفضت، كما حاول المخرج إسماعيل عبد الحافظ إقناع والدتى، لكننى شعرت وقتها بأن طفولتى سرقت لأننى لم ألعب مثل الأطفال وكنت أخرج من أوردر إلى أوردر، ومساعدو الإخراج يتشاجرون بسببى، وكنت أسافر كثيرا لتصوير المسلسلات فى الخارج، وكان ذلك ضغطاً كبيرا على طفل صغير».
وأكد أحمد عزت أنه أراد أن يكون له مجال عمل آخر غير الفن قائلا: المخرج إسماعيل عبدالحافظ نصحنى بأن يكون لى مجال عمل آخر غير الفن».
التحق أحمد عزت بكلية التجارة وبعدها درس المونتاج ويعمل حاليا مديرا للمونتاج فى إحدى القنوات الفضائية.
لا ينفى الفنان أحمد عزت حبه للفن:«أحيانا كنت أشعر بالندم لأننى ابتعدت عن الفن، ولكننى أعود وأقول لنفسى إن الأطفال الذين استمروا لم يحققوا نفس النجاح بعدما كبروا، وخلال هذه الفترة كنت أقف أمام المرآة وأمثل وكنت أنوى أن ألتحق بمعد الفنون المسرحية بعد تخرجى ولكننى تزوجت وعملت فى مجال المونتاج، وكنت أنتظر فرصة للعودة للتمثيل، وبالفعل شاركت فى مسلسل رجل الأقدار مع الفنان نور الشريف، وأنا فى العشرينيات وفى عدد من مسلسلات صوت القاهرة».
يحكى طفل الوسية بعض ذكرياته، خلال فترة عمله وهو صغير، قائلا: «أشاد بى الفنان نور الشريف وبموهبتى، وخلال عملى فى مسلسل الوسية كنت أستطيع تجسيد مشاهد البكاء حتى جمعنى أحد المشاهد مع الفنانة محسنة توفيق، وكنت أبكى أنا وهى فيه، فاحتضنتنى بعد المشهد، وقالت لى انت ممثل هايل يا أحمد».
وتابع:«مثلت 5 حلقات من مسلسل الوسية فى دور الدكتور خليل طفلا، وبعدها جسد الفنان أحمد عبدالعزيز دوره وهو كبير، وعندما سألوه عنى قال إننى أنا الذى مهدت له الطريق، لأننى لو لم أنجح فى المسلسل الذى أظهر فى حلقاته الأولى لم يكن الناس ليتابعوه»، مؤكدا أنه لكثرة أعماله الفنية كان لديه خبرة كبيرة، وكان يجادل أحيانا فى الإسكريبت ويضيف للدور:«كنت طفلا واثقا من نفسى جدا ومقتنعا بما أقوم به ودائما كان النجوم يروننى الولد اللى بيعرف يمثل»، مشيرا إلى أنه وقف أمام عمالقة الفن ومنهم يحيى الفخرانى وصفية العمرى والزعيم عادل إمام وسعيد صالح ومحمود عبدالعزيز، وغيرهم، وكتبت عنه الصحف العديد من الموضوعات مشيدة بموهبته، كما حصل على عدد من الجوائز وشهادات التقدير.
واختتم الفنان أحمد عزت حديثه قائلا:«اللى اشتغل فى الفن عمره ما ينساه وأنا بحب التمثيل، ولذلك عاد بى الحنين للفن فشاركت فى أحد مشاهد مسلسل «قيد عائلى» بعدما رشحنى المخرج تامر حمزة للدور وأعتزم العودة للتمثيل من جديد، وفى انتظار أدوار أعود بها للجمهور».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة