3 ساعات من الطوارئ، شهدتها غرفة عمليات قسم الجراحة بكلية الطب البيطرى، بجامعة القاهرة، وذلك لتلقيها بلاغ عن معاناة "نعجة"، وامتناعها عن الطعام منذ فترة كبيرة، بالإضافة إلى إنخفاض طاقتها وحركتها بشكل ملحوظ، الأمر الذى أدى إلى إجراء الدكتور محمد بحر مدرس مساعد بقسم الجراحة، كلية الطب البيطرى، والدكتور عمرو هشام معيد بقسم الجراحة، بكلية الطب البيطرى، فحص للنعجة، والذى أوضح ضرورة إجراء جراحة عاجلة لها.
خياطة الجرح بعد الإنتهاء من الجراحة
قال الدكتور محمد بحر، فى تصريحات لليوم السابع، إن القصة بدأت عن قدوم إحدى السيدات إلى العيادة البيطرية، بصحبة نعجتها، تشكو من امتناع النعجة عن تناول الطعام، ودائما تشعر أنها "همدانة"، وصحتها ليست جيدة، وأشارت إلى أنها اشترتها منذ فترة لإبنها كبداية لمشروع له، وكانت تبحث عن ذكر لتزوجيه للنعجة، وظلت تبحث حتى أرشدها بعض الأشخاص لأحد البائعين المتجولين، وبالفعل اتفقت السيدة مع البائع على ترك النعجة فترة حتى تصبح حاملا من أحد الذكور لديه، وتستردها وقتها.
وأضاف بحر: وتركتها لمدة شهر معه، حتى يأتى الموعد المناسب والذى تصبح فيه النعجه مستعدة للزواج، وخلال تلك الفترة لم يكن البائع يوفر لها ذرة أو علف لارتفاع أسعارهم، فكان يعتمد على تغذيتها كباقى قطيعه على القمامة، كما يترك أغلب بائعى الغنم حيواناتهم للتغذية على الزبالة الملقاه بالقرب من الطريق الدائرى، ونظرا لأن ذلك النوع من الحيوانات لا يميز ما يتناوله ويبلع فورا أى شئ تتناوله، تدخل مباشرة على "الكرش".
تنظيف معدة النعجة من القمامة
وتابع: أجرينا الكشف على النعجة، وجدناها بالفعل حامل، لكنها ولدت جنين واحد فقط، ومات على الفور، وكان وضعها الصحى متأخر، ثم أجرينا عليها كشف بالسونار بعد فترة، والذى أظهر عدم وجود حمل جديد، إلا أن هناك جسم متحجر وغريب داخل الكرش، أو معدتها، وبالتالى لم يكن أمامنا سوى حلين،: إما أن تظل كما هى وستموت فى النهاية، أو أن يتم إجراء عملية جراحية لتنظيف المعدة من ذلك الجسم الغريب، ولكننا وجدنا أن درجة حرارتها لم تكن طبيعية، ومن ثم اضطررنا إلى تعليق محاليل كلوجوز لها، لتوصيل السكر لخلايا الجسم، وتستعيد طاقتها، وتم وضعه فى مياه دافئة لتنظيم درجة حرارة جسم النعجة.
واستطرد: فور استقرار درجة حرارتها بدأنا نجرى العملية الجراحية، فتحنا الكرش وجدنا صعوبة فى اخراج ذلك الجسم المتحجر، بالإضافة إلى صدور روائح كريهة أشبه بتلك الصادرة عن مقالب القمامة، واستمرت العملية لوقت يتراوح بين ساعتين إلى 3 ساعات، لنتمكن من تفريغ معدتها، خاصة أن القمامة كانت ملتصقة تماما بجدار المعدة، منذ فترة طويلة، بالتزامن مع متابعة عملية التنفس، والاستجابة العصبية تعمل بشكل جيد، للتدخل السريع لإنقاذها فى حال حدوث شئ طارئ، خاصة أننا وجدنا أن القمامة كميات كبيرة جدا، حتى تم ملء "جردل" كبير منها، وبعد الانتهاء تم إجراء خياطة للكرش والجرح، ووجدنا أن رغم بداية الجراحة مع تأخر حالة النعجة المرضية إلا أنها فى نهاية الجراحة فاقت جيدا وتمكنت من الوقوف على أرجلها.
النعجة بعد الانتهاء من إجراء العملية وإفاقتها من البنج
وقال: أوصينا أصحاب النعجة، بالاعتماد على الخميرة بصورة مستمرة لمساعدة النعجة على الهضم، حتى تستعيد معدتها طاقتها ويتمكن من الهضم بطريقة طبيعية، بالإضافة إلى مجموعة من الأدوية الأخرى لتنظيم حركة الكرش.
وأشار إلى أن تغذية الباعة الجائلين، للحيوانات على القمامة ضار جدا لصحة الإنسان، ويؤثر بشكل ملحوظ على رائحة اللحوم عند تناولها، مشيرا إلى أن البائعين يلجئون لذلك لزيادة الوزن على الميزان أمام الجمهور، خاصة أن القمامة أغلبها مواد لا يتم هضمها وبالتالى تظل كما هى بالكرش، وتصبح اللحوم غير صحية مطلقا.
الأطباء البيطريين أثناء تنظيف معدة النعجة
الأطباء البيطريين يحاولون اخراج القمامة من معدة النعجة
الأطباء يخرجون القمامة من معدة النعجة
القمامة بعد اخراجها من معدة النعجة
القمامة تحجرت بمعدة النعجة
النعجة تناولت كميات كبيرة من القمامة
بداية العملية الجراحية للنعجة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة