تمر، اليوم، ذكرى رحيل الكاتب الكبير إبراهيم أصلان، الذى توفى يوم 7 من يناير عام 2012 عن عمر ناهز الـ 77 عاما، تاركا خلفه علامات أدبية، لا يتجاوز عددها العشرة أو الأحد عشر كتابا، لكنها، فى الوقت نفسه، قيما عظيمة يعرفها الجميع ويعرفون حكاياتها، وذلك لأنه كان يمنح الكتابة حقا، ويمنح الإبداع وقته فيأتى قويا متماسكا.
فى المقابل نجد سيلا من الكتاب التى وصلت إلى أن الإعلامية فاطمة الزهراء سمير صرحت بأنها كتبت روايتها "أبو شنب" التى ستصدر قريبا فى خمسة أيام فقط".. مما يفتح الباب لسؤال مهم: لمن الخلد الأدبى؟
بالتواصل مع الشاعر والناقد الكبير شعبان يوسف، قال إن إبراهيم أصلان كان دائما قلقا من ناحية كتابته، يعيد النظر إليها طوال الوقت، وإن سألنى رأيى وأشدت يعود ليشك فيما قلته له، وساعده على ذلك أنه ظل طوال حياته لم يعتبر الإبداع الأدبى حرفة، ولم يكن مشغولا بموعد إصدار أعماله، كان يعيش بشعار "عندما تأتى القصة أكتبها".
ويضيف شعبان يوسف، أصدر إبراهيم أصلان "بحيرة المساء" فى عام 1971، وأعتقد أن "يوسف والرداء" صدرت بعدها بنحو 10 سنوات عن "مختارات فصول" بينما ظهرت "وردية ليل" فى التسعينيات، وهكذا لم يكن معنيا بالإعلام ولا بإحصاء الكتب.
ويتابع شعبان يوسف، إن إبراهيم أصلان لم يعمد إلى كتابة الرواية، وقد كنا نعمل معا فى وزارة المواصلات، ولم يفكر أبدا فى "منح التفرغ" حتى رشحه إليها ثلاثة من الكبار هم نجيب محفوظ، ولطيفة الزيات وصلاح عبد الصبور، وكتبوا تقارير ترشيح، لكن "أصلان" أخبر نجيب محفوظ بأنه لا يكتب الرواية، لذا قال له نجيب محفوظ "اكتبها إذن"، ومن هنا بدأت رواية "مالك الحزين" والتى خرجت بحس "قصصى" وذلك لأن "أصلان" كاتب مغرم بالمشهدية، كان يقول "الصورة تجذبنى أكثر من الجملة".
وأنهى شعبان يوسف كلامه، بأن إبراهيم أصلان سيظل خالدا فى عالم الكتابة لأنه ما كتبه يملك تأثيرا كبيرا سيستمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة